لا انسحاب في الجنوب السوري  الميليشيات الإيرانية و” حزب الله” يعيدون انتشارهم

انتشرت في الأيام الأخيرة الماضية أنباء عن انسحاب أو تقليص للميليشيات الإيرانية و” حزب الله” في سوريا، وخاصة في الجنوب، إلا أن المعطيات على الأرض تؤكد خلاف ذلك، وتوضح أن التحركات الإيرانية العسكرية الأخيرة تأتي في إطار التقليل من فاعلية الضربات الإسرائيلية على المواقع العسكرية.

كما تشير تلك التحركات إلى أن القيادات العسكرية الإيرانية المنتشرة في سوريا تعيد انتشارها وتموضعها العسكري، ما يعكس إصرارًا على البقاء وترسيخ الوجود.

الناشط الإعلامي نور الرفاعي، وهو متابع للأحداث في الجنوب السوري عن قرب، قال لعنب بلدي، في 15 من أيار الحالي، إن الأيام الأخيرة شهدت تجول عدد من ضباط النظام السوري برفقة قيادات من “حزب الله” في درعا والقنيطرة، وخاصة عند المناطق الحدودية.

وأضاف أن تلك الجولات أكدت مراقبة الضباط عن كثب خطوط الجبهة مع إسرائيل.

وفي 5 من أيار الحالي، نقل موقع “i24” الإسرائيلي عن مصادر وصفها بـ”الأمنية والرفيعة” قولها، إن إيران بدأت بالانسحاب من سوريا نتيجة الضغط الإسرائيلي، وأشارت المصادر إلى أن هذه المرة الأولى التي تقلص فيها إيران من قواتها وتخلي قواعد لها في سوريا منذ تدخلها.

توسعة قواعد ومراقبة حدود

ويأتي الحديث عن بدء انسحاب إيران من سوريا مناقضًا لتحركاتها على الأرض، إذ كشفت صور أقمار صناعية حديثة قيام إيران بتوسعة قواعد لها ونشر منظومات دفاع جوي فيها.

ونشر موقع “ImageSat International”، المتخصص بصور الأقمار الصناعية، في 13 من أيار الحالي، صورًا تظهر أعمال توسعة في قاعدة “الإمام علي” التابعة لميليشيات إيرانية في البوكمال.

وقال الموقع، إن إيران تبني أنفاقًا جديدة في القاعدة، مشيرًا إلى أن هذه الأنفاق تُستخدم لتخزين الأسلحة.

وبعد يوم من تلك المعلومات عن قاعدة البوكمال، نشر الصحفي غاريث بروان، الذي يعمل مع صحيفة “ذا تيلغراف” البريطانية ومجلة “فورين بولسي”، صورًا التُقطت بهاتف مقاتل في الميليشيات العراقية الموالية لإيران، تُظهر نشر إيران صواريخ ورادارات بالقرب من مقر ميليشياتها في محيط مطار دمشق الدولي.

وإلى جانب تلك الإجراءات، كان الجيش الإسرائيلي نشر تسجيلًا، في 10 من نيسان الماضي، يظهر وجود قادة عسكريين من النظام السوري و”حزب الله” اللبناني، في الشق السوري من هضبة الجولان المحتلة.

ويُظهر التسجيل الذي نشره المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، حينها، قائد “الفيلق الأول” في قوات النظام السوري، اللواء علي أحمد أسعد، برفقة قائد قيادة الجنوب في “حزب الله”، الحاج هاشم.

وقال أدرعي إن أسعد أجرى جولة شملت التنقل بين المواقع المعروفة باستخدامها من قبل “حزب الله” برفقة هاشم.

وأضاف أدرعي أن “حزب الله يهدف إلى التموضع في سوريا عامة وفي الشق السوري من هضبة الجولان خاصة، لخلق بنية إرهابية ضد دولة إسرائيل بتعاون ورعاية النظام السوري”، بحسب تعبيره.

إعادة انتشار.. ترسيخ وجود

يؤكد الناشط الإعلامي تيم الأحمد أن الأنباء عن انسحاب إيراني من سوريا غير دقيقة، مشيرًا إلى أن ما يجري في الجنوب هو إعادة تموضع وانتشار.

وقال الناشط لعنب بلدي، إن المشاريع الإيرانية المرتبطة بنشر المذهب الشيعي ونسج شبكات محلية في درعا والقنيطرة صارت شبه مكتملة.

القنيطرة، المحافظة المجاورة لحدود الجولان، لم تشهد انسحابًا واضحًا للميليشيات الإيرانية، وكذلك للميليشيات المدعومة من إيران خلال الأسبوع الأخير، بحسب ما رصدته عنب بلدي.

وتوجد حركة استطلاع ومراقبة تنفذها تلك الميليشيات بشكل يومي على النقاط التابعة للنظام، والتي تبعد أمتارًا قليلة عن الحدود مع إسرائيل.

ويتمركز الثقل العسكري الإيراني في مدينة القنيطرة المهدمة، وبلدة الرفيد، وتل أحمر غربي، وتل أحمر شرقي.

وفي درعا، أكد الناشط الإعلامي “أبو محمود الحوراني”، لعنب بلدي، عدم وجود أي انسحاب لإيران ولعناصرها من المحافظة وريفها.

وقال إن قوات النظام والميليشيات الإيرانية تعزز مواقعها العسكرية في درعا، وخاصة بعد التوتر الجديد في المحافظة، وتحديدًا في مدينة إزرع، و”اللواء 52″، وكذلك في مناطق عدة بريف درعا الغربي.

وأشار “أبو محمود” إلى وصول تعزيزات عسكرية لقوات النظام، تحتوي سيارات تحمل مضادات طيران وعناصر، إلى تل الخضر والشيخ سعد بريف درعا.

وأضاف أن التعزيزات تأتي في إطار إعادة تموضع للإيرانيين في قطعات النظام العسكرية، بعد الضربات الإسرائيلية الأخيرة.

المصدر: عنب بلدي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى