وصول “اليمين المتطرف” الى السلطة في الكيان الاسرائيلي لا يعني أي شيء جديد، فالتطرف والعنصرية والعدوانية سمة مؤسسة من سمات هذا الكيان، وجود الكيان يمثل أقصى حالات العنصرية والتطرف لذلك كان دائما المتطرفون هم الأكثر حظوة في البيئة الإسرائيلية، وكلما كان رجل السياسة الاسرائيلي أكثر تطرفا كان له النصيب الأوفر من أصوات الناخبين، إن لم يكن اليوم فغدا، لذلك لا يجوز لنا أن نتوقع تغيرا ذا أثر من أي انتخابات اسرائيلية أيا ما كانت نتيجة هذه الانتخابات في التوصيفات الاسرائيلية ( يمين متطرف. يمين، وسط، يسار..الخ)، فالكل قائم على الاغتصاب، والاستيطان، والعنصرية، ومعادات الوجود الفلسطيني، ومحاربة أي قوة عربية، والسعي إلى الهيمنة على المحيط، والتسابق في خدمة الرؤية الامبريالية الأمريكية لمنطقتنا وأمتنا.
كان بيغن هو وحزبه الأكثر يمينية، ثم شامير وحزبه صار على يمينه، ثم شارون وحزبه، ثم نتنياهو وحزبه، وبين هذا وذاك كان القتلة والعنصريين من وجوه مؤسسي الحركة والكيان الصهيوني.
بالنسبة إلى الفلسطينيين وحقوقهم ومقدساتهم ومقدسات أمتهم، والعرب وتطلعاتهم، فإن الاسرائيليين جميعهم سواء، لا يختلف أحدهم عن الآخر قيد أنمله، ومن لا يرى ذلك فلأنه- لعلة فيه – لا يريد أن يرى. ولذلك فإن أي حديث عن حلول وسط، أو تسوية بدعوى السلام لا تعدو أن تكون مجرد أوهام، ولعل من شأن مثل هذه الانتخابات أن تكشف – لمن يريد – زيفها.