منذ انطلاق الثورة السورية عملت كل الأطراف الفاعلة في المشهد الثوري للقضاء على سلميتها وتسليحها من أجل خلق المبررات للقضاء عليها،فسعت دولٌ اقليمية لتشكيل فصائل مسلحة، وبادر النظام لاطلاق سراح السجناء المتشددين دينياً من سجونه، وكانوا نواة لتشكيل جبهة النصرة التي حاولت السيطرة على الفعل الثوري الصادق في كل المناطق السورية الثائرة ضد النظام، وعملت على تسليمه الكثير من المناطق بعد انشاء ماعرف بمناطق خفض التصعيد والمصالحات وعلى رأسها حلب.
ورغم تصنيف جبهة النصرة دولياً بالارهاب لم تتعرض مواقعها لأي هجوم من قوات التحالف الدولي التي تدعي محاربة الارهاب، ولا من الجانب الروسي الداعم للنظام الارهاب في دمشق، وهو مايؤكد دعمها من كل الأطراف الدولية الفاعلة بالمشهد السوري.
ماجرى ويجري في شمال غرب سورية ومحاربة النصرة للفصائل الثورية المسلحة حتى المدعومة تركيا، وسيطرتها على مواقعهم وجعلها الآمر الناهي في تلك المنطقة يدل على اقتراب تسوية مع النظام، بمباركة دولية تنهي الفعل الثوري مع استمرار معاناة السوريين.
ومع اكتمال سيطرة النصرة على الشمال الغربي تصبح الجغرافية السورية مقسمة الى ثلاث سلطات أمر واقع، تتمثل في قسد، والنصرة، والنظام السوري، وسيعمل الروس برضا امريكي وصمت تركي على تسوية بين هذه السلطات، يحفظ لكل منها مصالحها على حساب ومصالح الشعب السوري، ويبدو ان هذا الأمر لن يكون بعيداً
وعندها يتوقع هؤلاء إنهاء الثورة واعادة تعويم النظام ،غير مدركين ان الثورة متأصلة في نفوس السوريين، ومن تصدر المشهد منهم خلال العقد الماضي لاعلاقة لهم بالثورة، وعلى الثوار تفويت الفرصة على أعدائهم بإعادة تنظيم صفوفهم وتشكيل جسم ثوري ناطق باسم الشعب السوري، وحريص على مصالحه، يقود الفعل الثوري، ويفرض نفسه على المجتمع الدولي، ومن دون ذلك ستستمر معاناة السوريين لسنين طويلة . فأين أنتم يا ثوار سورية؟
المصدر: مجلة كل العرب