يواصل الجيش التركي تسيير دوريات عسكرية في مدينة عفرين وفي قرى وبلدات ريفها شمالي حلب، للتأكد من جدية الانسحاب العسكري لهيئة تحرير الشام من المنطقة التي لا تزال تعيش حالة من التوتر الأمني والعسكري بسبب تغير خريطة النفوذ وتمدد فصائل معارضة على حساب أخرى.
يأتي ذلك وسط معلومات تتحدث عن تخفي مجموعات عسكرية وأمنية تتبع لتحرير الشام يرتدي مقاتلوها زي الفصائل الموالية لها، أو زي الأجهزة الأمنية كالشرطة العسكرية وشرطة الحواجز.
نقاط عسكرية
وعمل الجيش التركي على إنشاء نقاط عسكرية، بعضها مؤقت وأخرى تبدو شبه دائمة في المنطقة الفاصلة بين منطقة عفرين، ومناطق شمالي إدلب الخاضعة لسيطرة تحرير الشام. وشهدت المنطقة انتشاراً للعربات والمدرعات التركية. ومن المفترض أن تمنع النقاط التركية الجديدة دخول أي أرتال عسكرية لتحرير الشام إلى منطقة عفرين.
وقال مصدر عسكري معارض ل”المدن”، إن “الدوريات العسكرية التركية تراقب عن كثب عمليات الانسحاب التي تنفذها تحرير الشام من عفرين، والتي ما زالت مستمرة حتى الآن”، مضيفا أنه “بعد فشل مخطط تحرير الشام في القضاء على الفيلق الثالث ودخول معاقله الرئيسية، هناك مخاوف من نجاح محاولاتها للاختباء في المنطقة تحت رايات الفصائل المتحالفة معها- فرقة الحمزة وفرقة السلطان سليمان شاه وحركة أحرار الشام- محاولةً كسب الوقت، ومراهنةً على وقف حملات تفتيش الجيش التركي على أماكن انتشارها في عفرين”.
وأضاف المصدر أن “التحركات التركية الأخيرة تهدف أيضاَ، إلى تسهيل تمدد هيئة ثائرون للتحرير وسيطرة فصائلها على المنطقة بدلاً من التشكيلات المنسحبة من الفصائل المعارضة، وكذلك لملء الفراغ الذي سيخلفه انسحاب تحرير الشام من عفرين”، موضحاً أن “عفرين لن تعود كما كانت سابقاً من حيث خريطة توزع الفصائل، وغالباً لن يُسمح للفيلق الثالث بأن يعاود تمدده فيها”.
تظاهرات مضادة
وانتقل الصدام بين تحرير الشام والفيلق الثالث من ميدان المعارك إلى الأوساط الشعبية شمال غربي سوريا، والتي بدا انقسامها واضحاً في تظاهرات خرجت الجمعة، حيث شهدت مناطق سيطرة الفصائل المعارضة في ريف حلب تظاهرات حاشدة ترفض دخول تحرير الشام إلى المنطقة، وتوزعت المظاهرات على مدن مارع والباب وأعزاز.
وكانت أكبر التظاهرات تلك التي نُظمت في ساحة معبر باب السلامة الحدودي مع تركيا، حيث تجمع المتظاهرون في الساحة القريبة من مخيم السلامة وانطلقوا نحو البوابة التركية ليتجمعوا على مسافة قريبة من نقاط التفتيش الجمركي التركي. ورفع المتظاهرون لافتات تندد بأطماع زعيم تحرير الشام أبو محمد الجولاني.
وشهدت مدينة إدلب مظاهرة مركزية شارك فيها الآلاف من أهالي إدلب والمناطق المحيطة، كالدنا ودارة عزة وكفر تخاريم وسرمدا وسرمين وغيرها. وكانت تظاهرة إدلب تحت شعار: “الشعب يريد توحيد الصفوف وتحرير البلاد”، وهو شعار أطلقته تحرير الشام عبر إعلامها الرديف الذي بدأ بالحشد للتظاهرة في وقت مبكر الخميس.
وقالت مصادر محلية في إدلب ل”المدن”، إن “تحرير الشام أبلغت المخاتير والوجهاء المحليين لحشد الناس والنازحين في المخيمات للمشاركة في المظاهرة المركزية تحت الشعار الذي رفعته”.
أما أنصار حزب التحرير-ولاية سوريا فقد اختاروا شعاراً خاصاً بهم في التظاهرات التي نظموها في مخيمات دير حسان وأطمة، وعدد من البلدات شمال إدلب والتي تضم أعداداً كبيرة من أنصار الحزب. وكانت تظاهرات الحزب تحت شعار: “الاقتتال وفتح المعابر برعاية المعلم.. هدفه تصفية الثورة وفرض المصالحة”.
المصدر: المدن