منذ انطلاقة االثورة السورية ضد حكم آل الأسد وإلى اليوم مايزال الطاغية يمارس خداع العالم، منذ زعمه أنه يواجه إرهابيين، وهو الذي أطلقهم بقرار بتاريخ 29/3/2011م ثم حالة التخادم المباشر وغير المباشر مع القوى المتطرفة والانفصالية، ثم خداع العالم بتسليم الكيماوي بعد ضربته المشهورة في ريف دمشق، وتداعي العالم والإدارة الأميركية أنها ستحاسب الأسد على أفعاله.
حيث اتّهمت جماعات حقوق الإنسان، والمحققون المستقلّون، في السابق، نظام الأسد بالحفاظ على قدرةٍ كامنةٍ، على الأقل لمهاجمة المدنيين بالغازات السامّة. وقال ستيف كوستاس، محامي مبادرة “العدالة في المجتمع المفتوح”، إن “القدرة الإنتاجية غير المعلَنة لسورية، والجهود المتكررة لعرقلة بعثات تقصّي الحقائق من قبل منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، دليل على امتلاك النظام لهذه الأسلحة. أي أن الأسد خدع العالم مراراً.
حين اندلاع الثورة السورية في عام 2011، كانت دمشق تمتلك واحداً من أكبر مخزونات الأسلحة الكيماوية، وأكثرها تقدّماً في العالم، بما في ذلك مئات الأطنان من السارين الثنائي، وغاز الأعصاب في إكس VX، وهما من أكثر الأسلحة في للحرب الكيماوية فتكًا.
غضب الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما عند استعمال الأسد للكيماوي، في عام 2013، وقرر شنّ ضرباتٍ على النظام السوري، لكن تدخّلت روسيا بعرضٍ يتضمّن تخلّي سورية عن أسلحتها الكيماوية، لتتجنّب عملاً عسكرياً أميركياً، ووافق الأسد على هذا الأمر، وسمح للمفتشين الدوليين بالإشراف على تدمير مخزون أسلحته بالكامل، وجميع مراكز الإنتاج، ومعدّات التصنيع.
في عمليةٍ دوليةٍ غير مسبوقة، تم سحب نحو 1300 طنٍّ من الغازات الكيماوية من سورية، لتدميرها في محارق على متن سفينة أميركية معدّة خصيصاً للأمر، في البحر الأبيض المتوسط.
ومع ذلك، استمرّ الأسد في استخدام الأسلحة الكيماوية -بشكلٍ رئيسي الكلور الكيميائي الصناعي، وهو بديل خام لعوامل الأعصاب الفتّاكة- في أكثر من 200 هجوم ضد معاقل المعارضة السورية .
وخلص مسؤولو المخابرات الأميركية، في وقتٍ لاحقٍ، إلى أن الأسد احتفظ أيضاً بجزءٍ صغيرٍ من مخزونه من السارين، واستخدم بعضاً منه في مناسبتَين على الأقلّ، بعد عام 2017 .
فخدع الأسد العالم مراراً وتكراراً، وهو مستمر بالقتل والتهجير والإجرام ثم تدخل الروس لإنقاذه، وسكت المجتمع الدولي ليعاني العالم اليوم من تغطرس الروس في أوكرانيا
ويتهدد العالم بالطاقة والأمن الغذائي، ويبقى الأسد المخادع وسورية مجزأة على ضفاف حكومات ودويلات تعاني كوارث في التعليم والاقتصاد والصحة والخدمات. قد تؤدي إلى انفجارات مجتمعية نتيجة كل تلك الضغوط دون حل عادل ودون حد للمجرمين العابثين في مصير الملايين.
المصدر: إشراق