إن كلمة الكيماوي وحدها كافية لبث الرعب فيما يقارب عدده عن ٦ ملايين إنسان يقطن في بقعة جغرافية محددة وهذه البقعة هي الشمال السوري ناهيك عن العصاب الرهابي الذي يعانيه اللاجئون الذين تعرضوا لهذه المأساة وهم الآن في دول اللجوء.
جرت العادة لدى الجنود والضباط في بعض الجيوش أن تتلقى دورات قانونية خاصة في أدب الحرب والقانون الدولي الإنساني، وكيفية التعامل مع المدنيين ومع المناطق المحاصرة و أن استهداف المدنيين بالسلاح الفردي هو جريمة حرب فما بالك باستخدام السلاح الكيماوي السام ضدهم فهو يرقى لكونه جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، وهو وصمة عار في جبين الإنسانية، فيسبب السلاح الكيماوي العديد من الوفيات المدنية شأنه شأن السلاح النووي المحرم دولياً.
- و لهذه الأسباب و لمنع إزهاق ارواح المدنيين الابرياء بغير ذنب فقد دخلت في شهر نيسان من عام ١٩٩٧ معاهدة حظر الأسلحة الكيماوية حيز التنفيذ بإدارة منظمة حظر الاسلحة الكيميائية OPCW حيث وافقت عليها و التزمت بها ١٩٧ دولة حول العالم وبحلول عام ٢٠١٦ وحسب المنظمة تم تدمير ما يقارب ٩٣% من مخزون السلاح الكيميائي المعلن عنه عالمياً .
- يجب الإشارة إلى أن شر البلية المضحك وهو أن نظام سفاح دمشق طلب أن يكون من ضمن الدول الموقعة على هذه الاتفاقية لكن كيف حصل هذا؟!؟
- حصل هذا بعد عملية هجوم بالأسلحة الكيميائية على غوطة دمشق و الذي راح ضحيته ما يقارب ١٤٠٠ مدني جلهم من الاطفال والنساء و ذلك في شهر أغسطس لعام ٢٠١٣ ، و حينما استشعرت هذه العصابة ان المجتمع الدولي يحضر لعملية مضادة ضدهم قاموا بطلب الانضمام لهذه المعاهدة في شهر سبتمبر لعام ٢٠١٣ عبر صك تم ايداعه لدى الامم المتحدة و ادعت العصابة أنها قامت بتدمير مخزونها من السلاح الكيميائي .
- إليكم بعض الغارات التي تم توثيقها باستخدام الاسلحة الكيميائية من قبل عصابة سفاح دمشق ضد الابرياء المدنيين:
_ في عام ٢٠١٥ حصلت ٣ هجمات في شمال غرب محافظة إدلب.
_ ورد تقرير للأمم المتحدة في شهر اكتوبر لعام ٢٠١٦ أن العصابة قامت بهجمات بالسلاح الكيميائي عبر مروحياتها فوق منطقة الغوطة.
_ في عام ٢٠١٧ في ٣ ابريل ألقت مروحيات العصابة براميل تحوي غاز الكلور فوق مدينة خان شيخون في محافظة ادلب مخلفة عشرات الوفيات ومئات حالات الاختناق في صفوف المدنيين العُزّل.
_ و في الثامن من ابريل لعام ٢٠١٨ تسبب هجوم للعصابة بالسلاح الكيميائي على مدينة دوما في غوطة دمشق باستشهاد ما يزيد عن ٧٠ مدني جلهم من النساء والأطفال و عديد حالات الاختناق ايضاً.
نكتفي بهذا القدر من ذكر لبعض جرائم هذه العصابة باستخدام الاسلحة الكيميائية المحرمة دوليا، فهذه العصابة مفتقرة إلى أدنى متطلبات المحافظة على ارواح وسلامة المدنيين في مناطق النزاع ، ويكفي وقوع ما يزيد عن ٣٠٠٠ مدني بين طفل و امرأة و كهول أزهقت ارواحهم دون ادنى ذنب ارتكبوه و دون مراعاة القانون الدولي و حدود الانسانية .
- هل بات الدم رخيصاً لهذا الحد حتى كل هذا الصمت الدولي؟!
و هل بات الإنسان مجرد رقم متداول كما حال الوفيات داخل افرع العذاب والقهر والموت عند ميليشيا اسد وعند المجتمع الدولي ؟!
و أين اتفاقيات حظر الاسلحة المحرمة دولياً، و اتفاقيات اليونسكو التي تعنى بالأطفال و حقهم في الحياة ؟!؟
ألم يصل المجتمع الدولي إلى أن ما جربه النظام و داعموه الايرانيون والروس من أسلحة على الشعب السوري باتت نفس هذه الاسلحة تقتل المدنيين في اوكرانيا والشعب الثائر على حكم نظام الملالي في ايران ؟!
- إن الهجمات الكيميائية التي ذكرتها سابقاً لن تكون الأخيرة حتماً طالما يجثم بشار على كرسي الحكم في سورية و أعتقد أن هذه الهجمات ستتسع برعايته و داعميه و تمتد لتبطش في قوى التحرر و دعاة الانسانية حول العالم.
أما عن توقيعه و انضمامه لمعاهدة حظر الاسلحة الكيميائية فبات كذبة سوداء قميئة بات من السذاجة تصديقها.
لابد من تذكير العالم الذين يؤمنون بأخيهم الإنسان حقه في الحياة و العيش بسلامة وأمن، على الذين يبحثون عن مستقبل مشرق للبشرية، و على الذين يعقدون الآمال على براعم المستقبل ( الاطفال ) .
فلابد من تسليط الضوء على معاناة السوريين بمختلف دياناتهم وقومياتهم وأعراقهم جراء جثوم هذا الطاغية المسمى بشار على كرسي الحكم في سورية، وهو مجرم يعاد تدويره من جديد بدل ملاحقته وعصابته قانونيا و دولياً لتتحقق العدالة يوماً ما ويُنصف هذا الشعب المظلوم.