علّقت كتلة “لواء الإيمان” العسكرية المنضوية في صفوف حركة أحرار الشام الإسلامية عملها بشكل كامل ضمن صفوف الحركة، وذلك بعد أن أصبح قرار الأخيرة العام والخاص مُسيطر عليه بشكل كامل من قبل هيئة تحرير الشام وزعيمها أبو محمد الجولاني.
وقال مصدر عسكري مقرب من اللواء ل”المدن”، إن الكتلة التي يشكل أبناء محافظة حماة وريفها عمودها الفقري، تُعتبر أحد أبرز أركان الحركة المؤثرة والوازنة عسكرياً وإدارياً، لافتاً إلى أن وقوفها على الحياد إبان الاقتتال الذي حصل بين تحرير الشام وأحرار الشام في 2017، كان أحد الأسباب البارزة لخسارة الأخيرة للمعركة، وسقوطها عسكرياً، فضلاً عن تحجيم دور الحركة الى الحال الذي أصبح عليه اليوم، بعد أن كانت قوة عسكرية ضاربة في الشمال السوري، توازي قوة تحرير الشام الآن.
وأوضح المصدر أن الكتلة تعرّضت لتهميش متعمد بحق كوادرها العسكرية والإدارية طوال الفترة الماضية من القائد العام لأحرار الشام عامر الشيخ المعروف بأبي عبيدة القطناوي. لكن السبب الرئيسي لتعليق عملها كان بسبب “تغوّل” الجولاني في الفترة الأخيرة على الحركة وقادتها، وسيطرته على مفاصل القرارات العسكرية والإدارية فيها، فضلاً عن عدم رضا قادتها عن سياسة تحرير الشام مع باقي الفصائل المعارضة في إدلب وريفها وعموم الشمال السوري.
وأضاف أن ظهور قائد الحركة أبو عبيدة ونائبه أبو محمد الشامي إلى جانب الجولاني خلال حفل تخريج ضباط الكلية العسكرية في تحرير الشام، كان بداية جديدة لسيطرة أكبر، تمثلت بإشراف الأخيرة على معسكرات تدريب كوادر الحركة العسكرية بشكل عام، وكتلة الإيمان التي تضمّ في صفوفها قوات النخبة وقوات المغاوير، بشكل خاص، الأمر الذي آثار غضباً واسعاً في صفوفهم، أدّى في النهاية إلى اتخاذها قرار تعليق العمل.
وأكد ظهور أبو عبيدة ونائبه الشامي في المنصة الرئيسية إلى جانب الجولاني خلال حفل تخريج ضباط الكلية العسكرية بداية أيلول/سبتمبر، الأنباء التي تواترت قبل ظهورهما عن وجود مخططات لعملية اندماج مع تحرير الشام، التي زجّت بقوتها العسكرية لصالح “أحرار الشام-القاطع الشرقي” (الفرقة-32) في المعركة التي أعقبت انشقاقها عن “الفيلق الثالث”، حيث توغلت داخل مناطق الجيش الوطني بريف عفرين، ثم انسحبت منها بعد أن فرضت بسطوتها العسكرية اتفاقاً يرضي الفرقة، ويحافظ على سلاحها ومقراتها.
وفي وقت سابق، أكد مصدر سلفي منشق عن تحرير الشام ل”المدن”، أن الجولاني يرسل رواتب للمقاتلين في صفوف الحركة الذين لا يحصلون عليها من قبل تركيا، كما يسيطر على كامل قرار حسن صوفان، القائد الفعلي لأحرار الشام، الذي علّل التقارب مع الجولاني بالحاجة الملّحة المبنية على الحنكة السياسية.
ويُعرف عن أبو عبيدة بحسب ما روى أحد المقربين منه ل “المدن”، حُبه الشديد للجولاني، موضحاً أنه حتى أثناء قيادته لفرع أحرار الشام في خان الشيح بريف دمشق الغربي، كان يخضع بكامل قراراته العسكرية لإرادة تحرير الشام (جبهة النصرة حينها)، وأميرها هناك أبو البراء الأردني.
وشكّل أبو عبيدة الذي ارتبط بمؤسس أحرار الشام حسان عبود أثناء وجودهما معاً في سجن صيدنايا، تحالف “الراية الواحدة” في الغوطة الغربية، والذي ضمّ إلى جانب جبهة النصرة وأحرار الشام، كلاً من لواء “فرسان السنة” ولواء “توحيد العاصمة”، والأخير أصبح قائده المعروف بأبو خالد فجر قائداً عسكرياً الآن في تحرير الشام، بعد أن خرجت هذه الفصائل من خان الشيخ إلى الشمال السوري في العام 2017.
المصدر: المدن