.اولا. على عادة كل الأطراف المشاركة في الصراع على الأرض السورية. اعتمد الجولاني أمير جبهة النصرة على الإعلام. ليظهر مواقفه من كل المستجدات في الشأن السوري. وكان حضوره مفيدا من باب الإطلالة (مرة اخرى) على عقل الرجل وخطه السياسي. وكان مخيبا للآمال بمواقفه وتحليلاته.. من وجهة نظر الثورة السورية والشعب السوري
ثانيا. كنا ننتظر من الجولاني ان يقترب اكثر من مطالب الشعب السوري. ويحصر صراع جبهته على الأرض السورية. في مواجهة النظام الاستبدادي وحلفائه ويعمل لإيجاد سلطة سياسية تعمل بارادة السوريين وتحقيق مصلحتهم. بالحرية والعدالة والكرامة والحياة الأفضل
.لكنه كان عكس ذلك…؟
ثالثا. لم يلتقط الجولاني المغزى الاستراتيجي من مؤتمر الرياض عام ٢٠١٥م لقوى الثورة السورية السياسية والعسكرية. وانها ولاول مرة تتكون في جسم واحد متكامل يعبر عن الحد الادنى لمطالب الشعب السوري. بإسقاط النظام وبناء دولة يرتضيها الشعب السوري. (مع تسليمنا بأنها ليست الخطوة الكاملة والنهائية. مع تعقيد الوضع الدولي والاقليمي). بل اعتبرها الجولاني مؤامرة على (الجهاد). وخطوة على طريق تنفيذ (املاءات) مؤتمر فيينا. واعتبر من شارك بالمؤتمر من ثوار الارض (خونه) لدماء الشهداء. وهذه التصريحات حرب اعلامية مقدمة لحرب مواجهة على الأرض. أو مقدمة اصطفافات جديدة.. ليست مصلحة الثورة والشعب السوري. وهو هنا خدم اتجاها دوليا ترعاه روسيا وامريكا ضمنا. بخلق صراع بين الثوار على قاعدة التصنيفات كقوى ارهابية وغير إرهابية
رابعا. والأسوأ من ذلك في تصريحات الجولاني هو إعادة توصيف الثورة السورية. بأنها (جهاد من أجل تطبيق شرع الله في بلاد الشام). وأنه ك (نصرة) مازال منتدبا من القاعدة لمهمة محاربة النظام وبناء دولة الاسلام في سوريا. وعبر انه والنصرة مستعدين أن يقوموا بأدوار أخرى أن طلب منهم. وهو بذلك ثبت انتمائه للقاعدة ورسالتها العالمية بالجهاد لتحكيم الإسلام ومحاربة امريكا والنظام العالمي. وهنا أعطى كل المبرر للصراع مع النصرة من أمريكا وحلفائها وروسيا واحرج الثوار. وبالتالي أخذ مسافة من الثورة وأهدافها. وهذه مقدمة تنظيرية لحالة صراعه مع الثوار على الأرض. تماما كما حصل مع داعش سابقا
خامسا. انكر الجولاني وجود الجيش الحر(كواقع). ولو معنويا من خلال اندراج اجندات مجموعات الثوار باهداف الثورة والشعب السوري. ووصمهم بالتبعيه للمانحين. ونحن نعتبر كل الثوار معبرين موضوعيا عن الجيش الحر. بصفتهم ثوار سوريا العاملين لتحقيق اهداف ثورتها بغض النظر عن اي نقص او عدم توحد . وندرك ان ثوارنا ضحايا هذا النقص وليسوا صانعيه. ونعتبر رأي الجولاني هذا مقدمة تصنيف لصحوات وغيره. على طريقه داعش ليظهر لاحقا مبررا (شرعيا) لحرب معلنه على الثورة. وادعى ان سلاحه وتمويله مما جناة من النظام. وهذا ادعاء مزيف؟!!. فبعض مما لديه اغتنام. اما الجسم الحقيقي للتمويل والتذخير مخفي وينتمي لأجندات أخرى ؟!!.. ستعرف لاحقا
سادسا. ظهر ان للجولاني عمق سياسي لكنه متناقض وبعضه خاطئ. فمن التيه الادعاء ان القاعدة انتصرت في افغانستان والعراق وانها بخير دوليا. ونحن نراها تتحرك نحو الزوال. وخاصة ان داعش (بصفتها النسخه الاسوأ) اخذت اغلب مواقعها. ان هدوء الجولاني وتسلسل افكارة وترابطها منطقيا. لا يلغي تورطه في النظرة الأحادية والمقصية للآخر والجاهزة لوصمه واستعدائه. والاهم انه مازال يعتبر نفسه جزء من معركة عالمية: الجهاد ضد الكفر في كل مكان وبناء دولة الإسلام العالمية. ان مضي عقود على وجود وعمل القاعدة أكدت أنها ذات رسالة خاطئة ومشروع فاشل. وكانت وبالا على الشعوب والدول التي وجدت فيها. كالعراق وافغانستان والصومال واليمن وليبيا والجزائر وافريقيا..الخ.. ان عدم ادراك ذلك من الجولاني والنصرة. يسيء لسوريا وثورتها وقد تضطرنا ان ندفع ثمن تحجيم النصرة وعدم انتصار مشروعها على الارض السورية لاحقا
سابعا. تحليلنا هذا لا ينكر الدور الميداني للنصرة في اغلب الجبهات في مواجهة النظام سواء بصفتها الخاصه او ضمن جيش الفتح. ولكن ذلك إن لم يثمر بموقف متحالف استراتيجيا مع الثورة السورية (وليس القاعدة) .فانه سيكون مجرد شهر عسل قصير. بعده صراع ترعاه القوى الدولية واجنداتها. التي لا تخدم الشعب السوري بل ضده وضد ثورته
.اخيرا. ان مقابلة الجولاني اعطتنا انطباعات سيئة. كنا نود ان يكبر الجولاني والنصرة. بحجم تضحيات الشعب السوري وثورته. وأن يعلن انتماءه للثورة السورية وأجندتها ويرضى بما يرضاه الشعب السوري . ويلغي الارتباط بالقاعدة وأجندة (محاربة الكفر وبناء دولة الاسلام).. واننا هنا لا نستطيع الا ان نؤكد ان اغلب ثوارنا الذين وجدوا بالنصرة ملاذهم لمواجهة النظام الاستبدادي الظالم. وليس لاجندات عقائدية اسلامية أو غيره. وإن على الثوار فيها اما ان تفرض على قادة النصرة تعديل مسارها. أو الانفضاض عنها والالتحاق بمجموعات الثوار الأخرى.. و يستمروا في ثورتنا بثوابتها
الآن وبعد مضي ثماني سنوات على كتابة هذا النص، مازال الجولاني مخلصا الى مشروعه الخاص دون استعراض كما السابق. مكتفي بالسيطرة على مدينة إدلب وجوارها. صانعا شبه دولة ينتظر أدوارا اقليمية او دولية او يكون مكتفيا بواقع حاله في تثبيت الفرقة والصراع داخل معسكر معارضي النظام. لأنه لم يعلن انتمائه للثورة السورية يوما.
أما ما نطمح ونعمل له فهو:
.إسقاط النظام الاستبدادي ومحاسبته وتحرير سوريا من الاحتلالات الداعمة للنظام من روسيا لايران لحزب الله المرتزقة الطائفيين. ومحاربة داعش ومحاربة التقسيمين من ال ب ي د وحزب العمال الكردستاني . وبناء الدولة السورية الوطنية الديمقراطية. دولة الحرية والعدالة والكرامة والحياة الأفضل
ما أحوجنا اليوم أن نؤكد هوية ثورتنا واتحاد ثوارنا واصرارنا على النصر والعمل له
13.12.2015
تحليل ورؤية موضوعية لزعيم “جبهة النصرة” و”هيئة تحرير الشام” بعد تغيير جلدها “أبو محمد الجولاني” منذ ثمانية أعوام 2015 والتوصيف والتحليل يثبت الواقع موضوعته ، ان اغلب ثوارنا الذين وجدوا بالنصرة ملاذهم لمواجهة نظام طاغية الشام لم تكن لأجندات عقائدية إسلامية لذل عليهم فرض على قادة النصرة والجولاني تعديل مسارها أو الانفضاض عنهم .