في مثل هذا اليوم من عام ٢٠١٦ كانت الهزيمة التي فتحت باب الهزائم اللاحقة بخروج المقاتلين المرابطين من مدينة داريا بعد أن تركت دون دعم حقيقي يمكنها من الصمود اكثر و دون وعي ممن آلت لهم أمور الثورة أن الجميع سيكونون على نفس الطريق و سيقولون: أكلت..
منظر الخروج في الباصات الخضراء ذكرني بمشهد خروج مقاتلي منظمة التحرير الفلسطينية من بيروت..
يومها كتبت هذه القصيدة:
*الأصحاح الاول من سفر الخروج*
“ليدين من عنبٍ وزنبق
هذا النشيد”
لا تعلقوا قصائدكم العصماءَ
فوق يقايا الحلم الموعودْ
كي يبقى للدمار صورته المُثلى
وكي يبقى للحجر صمته الأبدي
وللأرض أنينها الدفينْ
لا تنثروا كلمات المديحِ
فوق المشهدِ الحزينْ
لا تنثروا كلمات الرثاء
فوق جروح الورودْ
كي يبقى لأشواكها معنى
وليبقى للنحلِ ذاكرةٌ
تستحضر لسعات البرد
ليبقى للربيع بقايا
تشهدُ أنه مرَّ من هنا
وخبّأ في كل زهرةٍ
حفنةً من دفءٍ
وطلحاً لآذارٍ جديدْ
فلا تأكلوا كلَّ السنابلِ
ولا تقطفوا كلَّ العناقيدْ
ولا تعصروا إلا ما تيسّرَ لكم
فمازال أمامنا من العجافِ سنينْ
لا تخمّروا الخبزَ اليومَ
فعلى عجلٍ جاءَ هذا الرحيلْ
لا تدسّوا شواهدَ القبورِ بينَ أغراضكم
دعوها مغروسةً في أرضها الاولى
تواجه وحدها المصيرْ
لا تأخذوا أوراقَ الحبقِ في حقائبكم
فرائحتُها تفضحُ خطَّ المسيرْ
لكن لملموا ذكرياتكم من كل الزوايا
فاللصوص كثيرٌ.. كثيرْ
لا أعِدُكم أنَّ عصايَ تشقُّ البحرَ
ولا يتدفَّقُ من أصابعي الماءُ الغزيرْ
فما أنا إلا رجلٌ مثلكم
بُوحى إليَّ
أنَّ هذا الرحيلُ قصيرْ
يوحى إلي
أن هذا الرحيل قصير
المصدر: صفحة بسام شلبي