أسفر اجتماع أردوغان الذي استمر أربع ساعات مع بوتين في سوتشي الأسبوع الماضي عن تفاهم يسمح لتركيا بالتخلي عن الدفع بالدولار مقابل بعض وارداتها وخصوصاً واردات الطاقة، وفقا لوكالة بلومبيرغ.
وتقول الوكالة إنه مع تبقي أقل من عام على الانتخابات العامة ومعدلات شعبية أردوغان التي تحوم بالقرب من مستويات قياسية متدنية، يحتاج أردوغان إلى تحقيق الاستقرار في الاقتصاد التركي بعد أن تركت سياسته النقدية شديدة التيسير العملة دون ركود، لهذا فإن الاتفاق يعتبر “نعمة” للرئيس التركي.
ويحذر المحللون من أن العملة قد تواجه رياحاً معاكسة أكثر قرب نهاية هذا العام حيث تحتاج وزارة الخزانة التركية والشركات إلى ترحيل الديون الدولارية بينما يبدأ دخل السياحة في الانخفاض الموسمي.
ومع وصول النفط إلى الأسعار الحالية، يمكن أن تصل تكلفة واردات تركيا من الطاقة إلى 70 مليار دولار، أو ما يقرب من ثلاثة أضعاف ما أنفقته البلاد على النفط والغاز العام الماضي.
وتقول الوكالة إن دفع روسيا بالروبل مقابل بعض الغاز المستورد يوفر ارتياحاً لصانعي السياسة الأتراك للحفاظ على استقرار الليرة ومنع موجة أخرى من ارتفاع الأسعار قبل انتخابات العام المقبل.
ويأتي ذلك بعد فترة وجيزة من حصول احتياطيات تركيا الأجنبية بالفعل على دفعة من تحويل الأموال من قبل شركة روساتوم النووية الحكومية الروسية إلى فرعها الذي يتخذ من تركيا مقرا له لبناء محطة لتوليد الكهرباء على ساحل البحر الأبيض المتوسط.
ومثل الأعضاء الآخرين في منظمة حلف شمال الأطلسي، لا تزال تركيا تعارض الغزو الروسي لأوكرانيا وأرسلت أسلحة بما في ذلك طائرات بدون طيار فعالة للغاية إلى الحكومة في كييف للمساعدة في مواجهة جيش بوتين.
لكن في الوقت نفسه، امتنعت تركيا عن الانضمام إلى العقوبات الأميركية والأوروبية على روسيا والتي فرضت بسبب الحرب.
ويريد الرئيس التركي تعميق العلاقات الاقتصادية مع روسيا في وقت تضطر فيه الشركات الغربية إلى المغادرة، لكن دون إثارة قطيعة كاملة مع الحلفاء التقليديين في حلف شمال الأطلسي.
المصدر: الحرة. نت