اجتمع زعيما الولايات المتحدة وإسرائيل، الرئيس بايدن ورئيس الوزراء يائير لابيد، في القدس في 14 تموز (يوليو) 2022، واعتمدوا “إعلان القدس للشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وإسرائيل”.
وهنا نصه:
تؤكد الولايات المتحدة وإسرائيل مجددًا على العرى التي لا تنفصم بين بلدينا والالتزام الدائم للولايات المتحدة بأمن إسرائيل. كما يؤكد بلدانا مجددًا أن الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وإسرائيل تقوم على أساس متين من القيم المشتركة والمصالح المشتركة والصداقة الحقيقية. علاوة على ذلك، تؤكد الولايات المتحدة وإسرائيل أن من بين القيم المشتركة بين الدولتين الالتزام الثابت بالديمقراطية وسيادة القانون ودعوة “Tikkun Olam” لإصلاح العالم. يعرب القادة عن تقديرهم لرئيس الوزراء السابق بينيت، الذي قاد أكثر الحكومات تنوعا في تاريخ إسرائيل، والذي استمرت هذه الشراكة الاستثنائية في النمو تحت قيادته.
تماشياً مع العلاقة الأمنية الطويلة الأمد بين الولايات المتحدة وإسرائيل والالتزام الأميركي الراسخ بأمن إسرائيل ، ولا سيما الحفاظ على تفوقها العسكري النوعي، تؤكد الولايات المتحدة التزامها الثابت بالحفاظ على قدرة إسرائيل على ردع أعدائها وتعزيزها للدفاع عن نفسها ضد أي تهديد أو مجموعة من التهديدات. تؤكد الولايات المتحدة مجددًا أن هذه الالتزامات مقدسة من الحزبين، وأنها ليست التزامات أخلاقية فحسب، بل أيضًا التزامات استراتيجية ذات أهمية حيوية للأمن القومي للولايات المتحدة نفسها.
تؤكد الولايات المتحدة أن جزءًا لا يتجزأ من هذا التعهد هو الالتزام بعدم السماح لإيران أبدًا بامتلاك سلاح نووي ، وأنها مستعدة لاستخدام جميع عناصر قوتها الوطنية لضمان هذه النتيجة. كما تؤكد الولايات المتحدة التزامها بالعمل مع الشركاء الآخرين لمواجهة العدوان الإيراني والأنشطة المزعزعة للاستقرار، سواء أكانت مدفوعة بشكل مباشر أو من خلال وكلاء ومنظمات إرهابية مثل “حزب الله” و”حماس” و”الجهاد الإسلامي” في فلسطين.
وتشير الولايات المتحدة وإسرائيل إلى أن لا يوجد شيء أفضل يعكس الدعم الثابت والحزبي للولايات المتحدة لأمن إسرائيل أكثر من مذكرات التفاهم غير المسبوقة بشأن المساعدة الأمنية التي وقعتها الإدارات الأميركية المتعاقبة على مدى العقود القليلة الماضية، وأن هذه الترتيبات تظهر في الكلام والكلام الفعل الذي تعتبر فيه الولايات المتحدة أن أمن إسرائيل ضروري لمصالح الولايات المتحدة وركيزة للاستقرار الإقليمي.
تدعم الولايات المتحدة بقوة تنفيذ بنود مذكرة التفاهم التاريخية الحالية البالغة 38 مليار دولار بالكامل، والتي تحترم التزام الولايات المتحدة الدائم بأمن إسرائيل، فضلاً عن قناعتها بأن مذكرة التفاهم اللاحقة يجب أن تعالج التهديدات الناشئة والحقائق الجديدة. بالإضافة إلى ذلك، تلتزم الولايات المتحدة بالسعي للحصول على مساعدة دفاعية صاروخية إضافية تتجاوز مستويات مذكرة التفاهم.
وترحب الولايات المتحدة وإسرائيل في هذا الصدد بالاجتماع الذي عقد في المنامة بالبحرين يوم 27 حزيران (يونيو) لتشكيل منتدى النقب حول التعاون الإقليمي. ترحب الولايات المتحدة بهذه التطورات وهي ملتزمة بمواصلة لعب دور نشط، بما في ذلك في سياق زيارة الرئيس بايدن المقبلة إلى المملكة العربية السعودية، في بناء هيكل إقليمي قوي، وتعميق العلاقات بين إسرائيل وجميع شركائها الإقليميين لدفع التكامل الإقليمي لإسرائيل مع مرور الوقت، وتوسيع دائرة السلام لتشمل المزيد من الدول العربية والإسلامية.
ترحب الولايات المتحدة وإسرائيل أيضًا بفرصة المشاركة في اجتماع رباعي (هجين)، جنبًا إلى جنب مع قادة الهند والإمارات العربية المتحدة، في سياق مبادرة I2U2، التي تجمع هذه البلدان الأربعة لتعزيز التعاون في الاقتصاد و البنية التحتية الاستراتيجية، وإثبات أهمية هذه الشراكة الجديدة.
تلتزم الولايات المتحدة وإسرائيل بمواصلة مناقشة التحديات والفرص في العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية. تدين الدولتان سلسلة الهجمات الإرهابية المؤسفة ضد المواطنين الإسرائيليين في الأشهر الأخيرة، وتؤكد على ضرورة مواجهة القوى المتطرفة، مثل “حماس”، التي تسعى إلى تأجيج التوتر والتحريض على العنف والإرهاب. ويعيد الرئيس بايدن التأكيد على دعمه الطويل الأمد والمتواصل لحل الدولتين وللتقدم نحو واقع يمكن للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء التمتع فيه بإجراءات متساوية من الأمن والحرية والازدهار. إن الولايات المتحدة على استعداد للعمل مع إسرائيل والسلطة الفلسطينية وأصحاب المصلحة الإقليميين لتحقيق هذا الهدف. كما يؤكد القادة على التزامهم المشترك بالمبادرات التي تعزز الاقتصاد الفلسطيني وتحسن نوعية حياة الفلسطينيين.
تتمتع الولايات المتحدة وإسرائيل بتعاون ثنائي مكثف وحوار بين بلديهما في العديد من المجالات الحاسمة، من التعاون الرائد في العلوم والتكنولوجيا إلى تبادل المعلومات الاستخبارية الفريدة والتدريبات العسكرية المشتركة إلى الجهود المشتركة في مواجهة التحديات العالمية الملحة مثل تغير المناخ والأمن الغذائي والرعاية الصحية.
ولاستكمال التعاون العلمي والتكنولوجي المكثف القائم بين بلديهم ولارتقاء تعاونهم إلى مستوى جديد أطلق القادة حوارا إستراتيجيا جديدا رفيع المستوى بين الولايات المتحدة وإسرائيل حول التكنولوجيا لتشكيل شراكة تكنولوجية بين الولايات المتحدة وإسرائيل في مجالات التقنيات الناشئة الحاسمة والعملية، وكذلك في المجالات ذات الاهتمام العالمي: التأهب للأوبئة، وتغير المناخ، والذكاء الاصطناعي، والتكنولوجيا الموثوقة.
وسيتم تصميم هذه الشراكة التكنولوجية الجديدة لتعزيز النظم الإيكولوجية للابتكار المتبادل في البلدان ومعالجة التحديات الجيوإستراتيجية.
وبنفس هذه الروح تؤكد الولايات المتحدة وإسرائيل التزامهما بمواصلة جهودهما المشتركة والمتسارعة لتمكين حاملي جوازات السفر الإسرائيلية من الاندماج في برنامج الإعفاء من تأشيرة الولايات المتحدة في أقرب وقت ممكن، فضلا عن دعمهما زيادة التعاون في مجال الإنترنت التشغيلي ومكافحة الجريمة السيبرانية.
يذكر القادة أن كل هذه المبادرات والمساعي المشتركة الأخرى التي لا حصر لها -التي تم القيام بها بين شعوبهم على كل مستوى من مستويات الحكومة والمجتمع المدني- تثبت أن الشراكة الإستراتيجية بين الولايات المتحدة وإسرائيل لا غنى عنها وتقدم مساهمة كبيرة ليس فقط لصالح الأميركيين والإسرائيليين، ولكن أيضا لصالح الشرق الأوسط والعالم.
مع هذا السجل من الإنجازات الرائعة والشعور بالوعد المذهل الذي تحمله العلاقة التي لا مثيل لها بين الولايات المتحدة وإسرائيل للمستقبل، ترحب الدولتان بحرارة بدخول السنة الخامسة والسبعين من هذه الشراكة غير العادية.
المصدر: النهار العربي