عرفته طالبًا منتسبًا لحزب الاتحاد الاشتراكي العربي الديمقراطي في شعبة الطلاب، الشعبة الأكثر حراكًا وحيوية وقلقًا في أي حزب، فالطلاب هم عصب الأحزاب والعمل الثوري والنخبة المثقفة المبدعة في كل الشعوب. في وقت مبكر من السبعينات في القرن الماضي، وهو شاب يافع في المرحلة الثانوية انخرط بالعمل السياسي الذي كان سريًا تفاديًا لبطش النظام وظلمه.
تدرج في مراتبه الحزبية إلى أن أصبح عضوًا في اللجنة المركزية والمكتب السياسي، وكان بعد المؤتمر الثامن مسؤولاً عن التنظيم والإدارة مع الراحل المناضل الأخ عبد المجيد منجونة ومشاركًا في مكتب الإعلام. في مسيرته الحزبية تعرض أكثر من مرة للاعتقال وما يرافقه من تعذيب وإخفاء، فسجن نتيجة علاقته بفرع التجمع الوطني الديمقراطي بعد اعتقال بعض أعضاء الفرع في ما يسمى بفرع فلسطين سيء الصيت لمدة أكثر من عام. كما استدعي للتحقيق في فرع المنطقة على أثر الاعتقالات التي طالت بعض قيادات الحزب وفروعه، إثر إدانة الحزب لمشاركة سورية في التحالف الدولي ضد العراق تحت قيادة الجيش الأميركي.
شارك الشهيد في كل النشاطات والمظاهرات التي قامت في دمشق ضد حصار العراق وتجويع شعبه ومشاركة الأنظمة العربية في هذا الحصار.
وشارك في كل النشاطات التي قام بها الحزب أمام السفارة التونسية والليبية والمصرية لتأييد الثورات في تلك البلاد، كما شارك في الاعتصام أمام القصر العدلي ضد قانون الطوارئ والأحكام العرفية في التاسع من أذار/مارس 2011.
عندما اندلعت أولى مظاهرات الثورة السلمية في درعا في 18 آذار/مارس 2011 وسقط فيها الشهداء، كان موعدنا في دوما في 25 آذار/مارس بمظاهرة حاشدة إدانة لما قام به الأمن في درعا، وللمطالبة بما طال انتظاره، فقد بدأت ثورة الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية.
كان الشهيد من أبرز منظمي الحراك في دوما والغوطة جميعها، اعتقل أكثر من مرة وحُوِّل إلى محكمة الإرهاب، واستمر بعد خروجه من السجن بتزعم (هو وأقرانه) الحراك الثوري. كان مرجعًا للمنتفضين في كل حركة، إلى أن اشتد عمل المسلحين في الغوطة ودوما، وخرج الجيش والأمن، وخلت المدينة من أي مؤسسة من مؤسسات الدولة وقطعت الاتصالات والمياه والكهرباء عن البلد، وبدأ الحصار والقصف العشوائي اليومي منذ نهاية عام 2012 إلى أن حصل التهجير، وعودة النظام ألى المدينة وريفها عام 2018.
لم يترك الشهيد وزملائه المدينة تحت رحمة المسلحين الذين سارعوا إلى مشاركة النظام بالحصار وجهزوا السجون ليقمعوا أي حراك سلمي، فالكلمة العليا لهم والديمقراطية تحت أقدامهم، فسارعوا إلى ابتداع فكرة المجالس المحلية المنتخبة بشكل ديمقراطي، وكان لها الأثر الإيجابي في تخفيف وطأة الحصار والاعتماد على الذات، وكان همه الأول انتظام التعليم الذي بقي مشرفًا عليه إلى آخر يوم مع المؤسسات الزراعية والخدمية الأخرى، مما أغاظ أولي الأمر الجدد، ليرسلوا له التهديدات تلو التهديدات، إلى أن نفذوا جريمتهم في 30 نيسان عام 2014 صباحًا، أمام بيته وهو ذاهب لمؤسسته التعليمية (الكرامة).
الرحمة لشهيدنا وجميع شهداء سورية الأبرار وسيبقون مشاعل نور يهتدي بهم الذين يحملون هم التغيير الوطني الديمقراطي. وستبقى سورية حرة كريمة موحدة لجميع أبناء شعبها العظيم.