نفى رئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، وجود مجموعة “فاغنر” الروسية في السودان، أو ضلوعها في عمليات تنقيب الذهب بالبلاد.
وأكد البرهان، في حوار مع قناة “الحرة” الأمريكية، تم بثه الأحد، أنه لا وجود للمجموعة الروسية بالبلاد.
وخلال الأسابيع الماضية، كشف تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز”، عن تزايد نشاط شركة فاغنر في التنقيب على الذهب في السودان، والتعاون مع قادة المكون العسكري.
ومنذ استيلاء الجيش السوداني على السلطة في أكتوبر، كثفت “فاغنر” شراكتها مع قائد قوات الدعم السريع والرجل الثاني بالمجلس العسكري الذي نفذ الانقلاب، محمد حمدان دقلو، بحسب الصحيفة الأمريكية، التي وصفته بأنه “متعطش للسلطة”.
وزار دقلو، المعروف بـ”حميدتي”، موسكو في 24 شباط/ فبراير الماضي، وهو اليوم الذي غزت فيه روسيا أوكرانيا.
وصرح البرهان بأن “لا وجود لهذه الشركة أو غيرها من المنظمات الخارجة عن القانون في البلاد”.
وحول التطورات الداخلية، اعتبر البرهان أن الاستيلاء على السلطة في 25 تشرين الأول/ أكتوبر خطوة لم يكن لها مقصد سوى “استعادة المسار الديمقراطي، وفك هيمنة فصيل معين على بقية الشعب السوداني”، بحسب قوله.
وعن الأوضاع الاقتصادية، قال البرهان إن التدهور الاقتصادي بالسودان ليس وليد اللحظة، مشيرا إلى أن عجز الميزان التجاري في نيسان/ أبريل 2022 أفضل من الشهر نفسه بالعام الماضي، حتى بعد توقف المساعدات الدولية.
ويشهد السودان احتجاجات متواصلة تتخللها اضطرابات وأعمال عنف منذ الانقلاب العسكري الذي أطاح بالمكون المدني في السلطة بعد سقوط الرئيس السابق، عمر البشير.
واتهم البرهان المتظاهرين في بلاده بـ”انتهاك السلمية”، ومهاجمة أقسام الشرطة والمقرات الحكومية، بحد زعمه.
وأرجع البرهان مقتل أكثر من 300 شخص في نزاعات قبلية في دارفور خلال الشهر الماضي، إلى الصراع السياسي، الذي ألقى بظلاله على كل الأوضاع، على حد قوله.
ونفى البرهان وجود أي تحالف بين المكون العسكري وحزب المؤتمر الوطني المحظور، وهو الحزب الحاكم في عهد الرئيس السابق عمر البشير، مؤكدا أن الجميع متوافق على منع مشاركة “المؤتمر” في العملية السياسية بالفترة الانتقالية.
وقال: “التحالف مع أي جهة سياسية لا يتوافق مع مبادئ العمل في المؤسسة (العسكرية)”.
وحول امتناع السودان عن التصويت على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي “يطالب روسيا بالتوقف الفوري عن استخدام القوة ضد أوكرانيا” في أبريل/ مارس الماضي، قال البرهان إن السودان دوما مع وقف الحرب وحل المشاكل بالطرق السلمية.
وأضاف أن علاقات السودان مع موسكو “عادية مثل علاقتنا مع أمريكا وكل دول العالم، تحكمها المصالح المشتركة”
وأضاف: “نحرص أن تكون علاقتنا متوازنة مع الجميع، وليس لدينا اتجاه لتفضيل طرف عن الآخر، لكن نسعى أن نكون جزء من المنظومة الدولية للحفاظ على السلام في بلدنا وإقليمنا والعالم أجمع”.
وعن تأثير علاقة السودان بروسيا، وخطورتها على عودة المساعدات، قال البرهان: “أي دعم أو مساعدة مشروطة بالتعامل مع هذا أو ذاك لا نقبلها، ولا يقبلها الشعب السوداني، نحن نرفض أن تملى علينا الشروط لتقديم المساعدات.. السودانيون عاشوا طول عمرهم دونها”.
وعلق البرهان على مناقشات إنشاء قاعدة عسكرية روسية على سواحل السودان في البحر الأحمر، قائلا: “نتشاور مع أصدقائنا وجيراننا، وكل خطوة في هذا الأمر، يجب أن تكون بتوافق مع دول الإقليم”.
أما عن علاقات الخرطوم بواشنطن، فقال إنه يتمنى أن تكون “إيجابية.. لا تبنى على أي تضاربات أو تداخلات مع علاقتنا مع الدول الأخرى”.
وأشار إلى وجود الكثير من الأمور المشتركة بين البلدين، وأن واشنطن تسعى لتحقيق الديمقراطية في السودان، مضيفاً: “وهذا ما نسعى لتحقيقه”.
ونفى البرهان تأثر علاقة السودان بالولايات المتحدة بسبب الموقف من روسيا، مؤكداً أن المسؤولين بواشنطن لم يخطروه بذلك أو يتطرقوا إليه.
كما نفى البرهان تجمد أو انقطاع العلاقات بين السودان وإسرائيل.
المصدر: عربي21