الغاز الإسرائيلي بديل عن الروسي.. قريباً إلى لبنان وأوروبا مروراً بسورية

خالد خليل

استبعدت وزير الطاقة الإسرائيلية، كارين الحرار، أن يتسبب بيع إسرائيل الغاز لأوروبا بأزمة بين موسكو وتل أبيب.

وقالت الحرار بعد يومين من التوقيع على مذكرة تفاهم بين إسرائيل ومصر والاتحاد الأوروبي، “لا أخشى أن يؤدي بيع الغاز الإسرائيلي لأوروبا إلى أزمة مع روسيا”.

تسمح مذكرة التفاهم بتصدير الغاز الطبيعي الإسرائيلي بكميات كبيرة إلى أوروبا، تم التوقيع عليها في منتدى الغاز الإقليمي لدول شرق المتوسط ​​” EMGF”، بحضور رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين.

تتناول مذكرة التفاهم تعزيز صادرات الغاز الطبيعي من إسرائيل أو مصر أو دول أخرى إلى أوروبا، من خلال مصانع تسييل الغاز “LNG” في مصر، ومدة الاتفاق ثلاث سنوات قابلة للتجديد تلقائياً لمدة عامين آخرين.

وبعد يوم من توقيع المذكرة، رافق وزير البترول والموارد الطبيعية المصري طارق الملا نظيرته الإسرائيلية والمفوض الاتحاد الأوروبي قدري سيمسون لزيارة إحدى منشآت التسييل في مصر لرؤية كيف يعتزم المصريون نقل الغاز الإسرائيلي إلى أوروبا.

كما التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالوزيرة الإسرائيلية، وهذا هو اللقاء الثاني بينهما، وهنأها على توقيع الصفقة.

وقالت الحرار إن هذه الصفقة، التي وصفتها بـ “التاريخية”، إنها استمرار للتعاون المتزايد باستمرار بين تل أبيب والقاهرة في مجال الغاز.

وأضافت وزيرة الطاقة الإسرائيلية حتى الآن قمنا بنقل الغاز إلى مصر ويمكنهم (المصريين) نقله إلى من يريدون.

وأشارت الحرار إلى إمكانية التعاون مع تركيا لإيجاد طرق نقل الغاز إلى القارة العجوز، بعد تحسن العلاقات في الآونة الأخيرة بين أنقرة وتل أبيب.

يشار إلى أن الغزو الروسي لأوكرانيا دفع دول الاتحاد الأوروبي، التي تفرض عقوبات على موسكو، إلى إعادة حساباتها في الاعتماد على إمدادات الطاقة من روسيا.

وبدأت أزمة الطاقة في أوروبا منذ العام الماضي، بعد تحسن النشاط الاقتصادي الصناعي إثر رفع القيود المفروضة من جراء جائحة كورونا، وازدادت مع اشتداد المعارك في الساحة الأوكرانية.

وهذه المرة الأولى التي تدخل فيها إسرائيل سوق الطاقة الأوروبي بعد تزويدها مصر والأردن بالغاز الطبيعي، خلال العقدين الأخيرين.

بدأت إسرائيل منذ 16 من كانون الثاني/يناير 2020 بضخ الغاز الطبيعي إلى مصر والأردن، الذي تستخرجه من حقلين في البحر المتوسط هما “ليفياثان” و”تمار”.

هل يصل الغاز الإسرائيلي إلى لبنان؟

وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الطاقة اللبنانية، اليوم الجمعة، أن لبنان ومصر ستوقعان اتفاقا “نهائيا” لاستيراد الغاز في 21 حزيران/يونيو الجاري، وتنفيذاً للاتفاق الموقع العام الماضي والقاضي بتزويد لبنان بغارزمن مصر مروراً بالأردن وسوريا.

وكانت الدول العربية الأربع، وقعت في 8 من أيلول/سبتمبر الماضي، في العاصمة الأردنية عمان على اتفاق لإعادة إحياء “خط الغاز العربي” المتوقف منذ 2012، بهدف تزويد لبنان بالغاز من مصر والكهرباء من الأردن لإنقاذ اقتصاده المنهار.

خطة إنقاذ لبنان عبر تزويده بإمدادات الطاقة هي جزء من جهد تدعمه الولايات المتحدة باستخدام غاز من مصر يتم توريده عبر الأردن وسوريا، ما يعني استثناء المشروع من قانون عقوبات قيصر التي تحظر التعاملات التجارية مع نظام الأسد.

وأثارت خطة مد لبنان بغاز قادم من مصر كثيرا من الشكوك حول جنسية الغاز الذي سينقذ لبنان من العتمة ويكسر حاجز قانون قيصر، هل هو مصري أم إسرائيلي.

يشير التعاون المتزايد بين القاهرة وتل أبيب في مجال الغاز ووفق الاتفاقيات والمعطيات الفنية إلى أن الغاز الطبيعي الإسرائيلي يسال في مصر ويباع في السوق الإقليمية مع خطط مستقبلية لإيصاله إلى أوروبا.

هذا ما أكدته وزيرة الطاقة الإسرائيلية كارين الحرار، اليوم الجمعة، من القاهرة، خلال مقابلة صحفية أجريت بالهاتف مع “يديعوت أحرونوت”، بأن إسرائيل نقلت غازها إلى مصر ويمكنها نقله لمن تريد.

التعاون المصري الإسرائيلي

في ظل رغبة الولايات المتحدة تقليل اعتماد حلفائها الأوروبيين على الغاز الروسي. تعد حقول الغاز الإسرائيلية في مياه المتوسط أحد الحلول الأميركية لتعويض نقص إمدادات الغاز الأوروبية.

وبحسب تصريح سابق لمدير عام وزارة الطاقة، أودي أديري، فإن إسرائيل تمتلك فائضاً يكفيها لمدة 70 عاماً، في حين تصدر خمسة مليارات متر مكعب سنوياً إلى مصانع تسييل الغاز في مصر وهذه الكمية قابلة للزيادة كما هو مخطط.

وتعتبر إسرائيل ومصر أبرز حليفتين في الشرق الأوسط في مجال الطاقة، وترتبطان في تحالف غاز إقليمي “منتدى غاز شرق المتوسط” (EMGF).

هدف المنتدى، الذي أطلق في مطلع عام 2019 ومقره القاهرة، مساعدة أعضائه للاستفادة من مواردهم الطبيعية من الغاز والبنية التحتية لديهم.

ويتطلع البلدان بعدما حقق كل منهما الاكتفاء الذاتي من الغاز، لضخ إمدادات الغاز إلى الأسواق الخارجية في ظل أزمة الغاز التي تشهدها أوروبا.

تدرس إسرائيل عددا من الخيارات لنقل الغاز، معظمها خطوط أنابيب بحرية، ومنها “خط الغاز العربي” الذي يبدأ في العريش المصرية مروراً بالأردن وسوريا ولبنان، ومن ثم تركيا للوصول إلى أوروبا.

المصدر: موقع تلفزيون سوريا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى