أكثر من 4٬3 مليون مدني في مخيمات إدلب يترقبون مصير المساعدات الإنسانية

هبة محمد

«يعيش أكثر من 4.3 مليون مدني في إدلب والأرياف الملاصقة بها، شمال غربي سوريا، بينهم مليون ونصف نازح في المخيمات، ينتظرون بصمت مصيرهم، بدءاً من العاشر من تموز/يوليو المقبل، ويترقبون بقلق بالغ، فيتو روسيا الجديد في مجلس الأمن الدولي لإغلاق معبر باب الهوى أمام المساعدات الإنسانية»، بهذه الكلمات وصفت منظمة «منسقو استجابة سوريا» حال الملايين من المحاصرين في بقعة جغرافية صغيرة في الشمال السوري ممن يترقبون جديد القرارات الدولية حيال المساعدات الإنسانية الضرورية لإبقائهم على قد الحياة.

وقالت المنظمة في بيانها الاثنين «مطلوب من هؤلاء أن يتعاطوا مع موتهم الحتمي بعقلانية، تماماً كما تفعل المجموعة الدولية التي تستسلم في كل عام لرغبات موسكو وتغلق المزيد من المعابر الحدودية الإنسانية، وقد بقي منها واحد فقط يوشك على الإغلاق».

ويعاني في المخيمات الشمالية من سوريا، أكثر من 43% من انعدام المياه وأكثر من 79 % من انعدام الأمن الغذائي، فضلاً عن الارتفاع الكبير والمستمر في أسعار المواد الغذائية، وانزلاق آلاف العائلات إلى حدود الفقر وسط تصاعد الأزمة الإنسانية في المنطقة، في حين تواجه نسبة 92% من المخيمات أزمة الخبز وارتفاع أسعاره ومحدودية المشاريع من المنظمات لتأمين الخبز المدعوم أو المجاني للنازحين.

وإزاء المصاعب التي تواجه النازحين في مخيمات شمال غربي سوريا، تحدثت المنظمة في بيان منفصل، عن انتشار الحرائق ضمن مخيمات النازحين نتيجة عوامل مختلفة أبرزها ارتفاع درجات الحرارة، فقد بلغ عدد الحرائق منذ مطلع العام الحالي 87 مخيماً، مع توقعات بزيادة الحرائق خلال الفترة القادمة.

فضلاً عن انتشار ظاهرة الصرف الصحي المكشوف ضمن مخيمات النازحين، الأمر الذي يزيد من معاناة النازحين، حيث تبلغ نسبة المخيمات المؤمنة بالصرف الصحي 37% فقط من إجمالي المخيمات، في حين أن المخيمات العشوائية بالكامل لا تحوي هذا النوع من المشاريع، وغياب المياه النظيفة والصالحة للشرب عن 43% من مخيمات النازحين، حيث وصلت أعداد المخيمات غير المخدمة بالمياه أكثر من 590 مخيماً، مع توقع زيادة أعدادها نتيجة توقف المشاريع الخاصة بها. كما أشارت إلى زيادة الأمراض الجلدية ضمن المخيمات نتيجة عوامل مختلفة أبرزها انتشار الحشرات، حيث سجل أكثر من 18% من إجمالي المخيمات تحوي بين سكانها مصابين بأمراض جلدية.

يضاف إلى ذلك، نقص الدعم والاحتياجات لدى القطاع التعليمي، إذ أن أكثر من 930 مخيماً لا تحوي نقاطاً للتعليم أو مدارس، حيث يضطر الأطفال إلى قطع مسافات طويلة ضمن العوامل الجوية المختلفة للحصول على التعليم في المدارس، كما تشكل عمالة الأطفال الهاجس الأكبر ضمن مخيمات النازحين، حيث يتجاوز عدد الأطفال العاملين ضمن الفئة العمرية (14 – 17 عاماً) نسبة 33% من إجمالي الأطفال النازحين، فضلاً عن سوء الطرقات الداخلية حيث يوجد أكثر من 71% من طرقات المخيمات غير معبدة، في حين تشكل طرقات المخيمات العشوائية التحدي الأكبر حالياً كونها ترابية ولا تصلح لحركة الآليات، كما يعتبر سوء الطرقات أحد أبرز أسباب الحوادث داخل المخيمات.

وحول القطاع الطبي قال البيان إن أكثر من 83% من المخيمات تعاني من انعدام العيادات المتنقلة والنقاط الطبية، الأمر الذي يزيد من مصاعب انتقال المرضى إلى المشافي المجاورة. وأمام كل هذه المصاعب، ينتظر النازحون دخول المساعدات الإنسانية عبر خطوط التماس مع النظام السوري، وهو ما فسرته المنظمة على أنه «إصرار دولي على إرضاء الجانب الروسي للتحكم في الملف الإنساني السوري بحجة المخاوف من توقف المساعدات الإنسانية عبر الحدود، وهو ما يناقض تصريحات المندوبة الأمريكية في مجلس الأمن الدولي في إحدى المقابلات عن وجود خطط بديلة، الأمر الذي يظهر عدم قدرة المجتمع الدولي على إدارة الملف الانساني بشكل جدي». إذ كشفت أن المساعدات التي دخلت أول أمس، لا تستطيع المساهمة ولو بنسبة 0.5% من الاحتياجات الإنسانية، وهو ما «يظهر التلاعب الكبير من قبل روسيا والنظام السوري في الملف الإنساني حيث لم تدخل أي قافلة عبر خطوط التماس منذ أكثر من شهر، وهو أمر لا يمكن انتظاره لتحقيق احتياجات المدنيين في المنطقة».

ودعت المنظمة المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى تحمل مسؤوليتها الإنسانية والأخلاقية بشكل جدي تجاه الملف السوري، وقطع الطريق أمام كافة المحاولات الروسية لقطع المساعدات الإنسانية عبر الحدود والتي تقدم خدماتها لأكثر من 3.6 مليون مدني من أصل 4.3 مليون نسمة تقطن في المنطقة.

المصدر:«القدس العربي»

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى