أعلنت غرفة القيادة الموحدة (عزم) رفع جاهزية تشكيلاتها العسكرية استعداداً للمعركة ضد قوات سوريا الديموقراطية (قسد)، في حين واصل الجيش التركي التمهيد الناري للمعركة مستهدفاً بالمدفعية والطائرات المسيّرة مواقع قسد في تل رفعت وقرى مقاطعة الشهباء شمالي حلب.
وبدأ الجيش التركي في الوقت نفسه، عمليات إعادة انتشار وتحصين للخطوط الدفاعية في جبهات إدلب تحسباً لأي هجوم محتمل لقوات النظام والمليشيات الإيرانية على المنطقة بالتزامن مع العملية المرتقبة على قسد.
وأنشأ الجيش التركي الاثنين، قاعدة عسكرية على أطراف قرية القرقور الواقعة في سهل الغاب شمال غربي محافظة حماة. وتتمركز القاعدة العسكرية الجديدة على تلة استراتيجية تطل على قسم كبير من سهل الغاب، ومناطق جبل الزاوية جنوبي إدلب، وتشرف على منطقة العمليات المتقدمة في جبهات كبانة بريف اللاذقية الشمالي.
وسبق أن أنشأ الجيش التركي قواعد ونقاطاً عسكرية جديدة في منطقة العمليات القريبة من محاور القتال مع قوات النظام، وتركزت عمليات إعادة الانتشار في ريف حلب الشمالي الغربي، حيث أنشأت تركيا نقطة بالقرب من قرية كفرنتين، ونقطة عسكرية أخرى على أطراف مجدليا جنوبي إدلب، بينما تواصل فرق الاستطلاع التابعة للجيش التركي البحث عن مواقع جديدة يمكن تقوية خطها الدفاعي عبر نشر المزيد من النقاط والقواعد وتحديدا في جبهات جنوب إدلب والطريق إم-4.
وقال مصدر عسكري معارض ل”المدن”، إن “الجيش التركي دعم التحصينات الهندسية في محاور محددة يخشى أن تهاجمها قوات النظام والمليشيات الموالية، أهمها منطقة العمليات جنوب الطريق إم-4، حيث أغلق الجيش بعض الطرق الرئيسية والفرعية، ودعم النقاط والقواعد العسكرية المتمركزة في المنطقة بأرتال جديدة من العتاد الحربي الثقيل والمدرع”، مشيراً إلى أنه “من ضمن التعزيزات الواصلة إلى المنطقة معدات عسكرية يتم نشرها لأول مرة وهي غالباً خاصة بعمليات الرصد والدفاع الجوي”.
وقال القائد العسكري في فصائل المعارضة العقيد مصطفى بكور ل”المدن”، إنه ” لا يستبعد تصعيد المليشيات الإيرانية في جبهات إدلب، وإشغالها لمحاور قتال حساسة مع المعارضة في حال بدأت العملية العسكرية التركية ضد قسد”، لافتاً إلى أن “المليشيات الإيرانية لا تزال تحافظ على انتشار ضخم في جبهات إدلب، ولديها نفوذ كبير على تشكيلات قوات النظام في بعض المحاور، أي تستطيع فتح معركة لو أرادت”.
وأضاف بكور أن “تهديد المليشيات الإيرانية لجبهات إدلب يهدف بالضرورة إلى الضغط على تركيا وإرباكها وإجبارها على التفاوض مع إيران التي تريد ضمان مصالحها أولاً، فالعملية المرتقبة شمال حلب قد يصل مداها إلى تخوم بلدتي نبل والزهراء، وهو تهديد مباشر لمنطقة تقع تحت نفوذها”.
من جهته، رأى الباحث في مركز جسور للدراسات عبد الوهاب عاصي أن روسيا لا تزال تنظر إلى العملية العسكرية التركية كفرصة للضغط على قسد من أجل الاتفاق مع النظام السوري للتخلي عن الإدارة الذاتية لصالح الإدارة المحلية بموجب دستور 2012، وتأمل أن تقبل تركيا مجدداً ببدائل أمنية وسياسية للعملية العسكرية.
وأضاف عاصي ل”المدن”، أنه “في حال تعثّرت روسيا بإقناع تركيا فهي غالباً لن تعترض على أي نشاط عسكري مشترك للمليشيات الإيرانية وقسد في الرد على أي عملية عسكرية تركية نحو تل رفعت وعموم المنطقة شمال حلب”، معتبراً ذلك بمثابة ضغط على أنقرة ورفع التكلفة عليها، وبالتالي فإن “مخاوف تركيا من احتمال إشغال المليشيات الإيرانية لجبهات إدلب، واقعية، وهو سيناريو محتمل وقوعه بالفعل ولهذا تبدو تركيا متيقظة وتعمل على تقوية دفاعات جبهات إدلب”.
وأشار عاصي إلى أن “الإيرانيين لن يقبلوا بحصار جديد لبلدتي نبل والزهراء شمال حلب، وستسعى المليشيات الإيرانية جاهدة لأن يبقى هناك طوق عريض وآمن من الأراضي المسيطر عليها لحماية معاقلها في البلدتين”. وقال: “لهذا رأينا للمليشيات الإيرانية خطوات عملية في هذا الاتجاه عندما أنشأت مؤخراً غرفة عمليات مشتركة مع قسد شمال حلب، وهي تبدو مستعدة لفتح جبهة في إدلب إذا تطلب الأمر للضغط على تركيا وإرباكها في حال نفذت تهديداتها وأطلقت العملية العسكرية”.
المصدر: المدن