قبل ستة أيام من غزو أوكرانيا، اجتمعت مجموعة صغيرة من الجنود الروس معاً في خيامهم في بيلاروس. حصل أحدهم سراً على هاتف ذكي، وهذا محظور من قبل القوات المسلحة، وقامت المجموعة بتسجيل الدخول إلى المواقع الأخبارية معاً. هناك، قرأوا قصة صدمتهم، وفقاً لتقارير الاستخبارات الغربية، كانت روسيا على وشك غزو جارتها.
اتصل أحد الجنود بوالدته في حالة صدمة مما كان قد قرأه. أخبرته أن تلك كانت دعاية غربية فقط، وأنه لن تكون هناك حرب. لقد كانت على خطأ. فبعد خمسة أيام، عشية الغزو، كشف قادة الجنود أنهم سيقومون بغزو أوكرانيا. وهدد القادة أيضاً بتوجيه تهمة الفرار من الخدمة لمرؤوسيهم إذا تخلفوا. هاتف الجندي والدته قبل أن تعبر الوحدة الحدود قائلاً، “أماه لقد وضعونا في السيارات ونحن نغادر”. فأجابته، “أنا أحبك، وإذا كان هناك جنازة [لي أنا]، لا تصدق ذلك على الفور، تأكد بنفسك”. منذ ذلك الحين، لم تسمع عنه، وعلى الرغم من المناشدات للحصول على معلومات، فإن السلطات العسكرية لم تخبرها عن أي مستجدات (وفي نهاية المطاف، اتصلت بوسائل الإعلام).
وعلى الرغم من معداتها العسكرية المتقدمة ومزاياها المتعددة على الورق، فإن روسيا قد تعثرت استراتيجياً وعملياً وتكتيكياً في أوكرانيا. وقد أعاقتها افتراضات التخطيط الخاطئة والجداول الزمنية غير الواقعية والأهداف غير العملية. وقد عانت نقص الإمدادات، وسوء الخدمات اللوجيستية، وعدم كفاية “حماية القوة” [إجراءات لوقاية العسكريين وعائلاتهم والمرافق والمعلومات الحساسة من المخاطر والتهديدات]. كما أن القيادة السيئة قد أضعفتها أيضاً. لا تقتصر هذه المشكلات على قضايا التجهيزات التقنية أو سوء التدريب أو الفساد، بل إنها مرتبطة بموضوع أساسي في صميم القضية: عدم اكتراث الجيش الروسي بحياة ورفاهية أفراده. في أوكرانيا، يكافح الجيش الروسي لانتشال جثث قتلاه وإخفاء الضحايا، ولا يبالي بقلق عائلات أفراده. وقد ينفق مليارات الدولارات على معدات جديدة، لكنه لا يعالج إصابات جنوده بشكل لائق ولا يبدو بصورة عامة أنه مهتم بشكل كبير بما إذا تعرضت القوات إلى صدمات.
إن ثقافة اللامبالاة هذه حيال الجنو تعرض فعّالية الجيش الروسي للخطر، بغض النظر عن مدى تحديثها. في الولايات المتحدة، الجندي الجيد هو جندي سعيد، وهو جندي يتغذى بشكل مناسب، ويتقاضى الأجور ويعامل باحترام، لكن القيادة الروسية العليا تتصرف كما لو كانت قواتها آخر اهتماماتها، وتتخذ قرارات تكتيكية وكأنها تستطيع ببساطة إلقاء الناس [غير آبهة بحياتهم] على أهداف سيئة التصميم حتى تنجح. وهذا موقف انهزامي يؤدي إلى إضعاف معنويات القوات وخفض فاعليتها القتالية. والنتائج بادية للعيان بوضوح.
بأي وسيلة كانت
للجيش الروسي تاريخ طويل في إساءة معاملة أفراده وعائلاتهم الخائفة. فخلال حرب الاتحاد السوفياتي في أفغانستان، لم يتم إبلاغ عديد من المجندين مسبقاً بأنه سيزج بهم في ميدان القتال. وعندما لقوا مصرعهم أو صاروا في عداد المفقودين، كانت السلطات السوفياتيه فظة مع الآباء والأمهات المفجوعين وغير معنية بهم، ولا سيما تلك الأمهات اللاتي نظمن [جهودهن] للحصول على إجابات [عن مصير أولادهن]. وفي تسعينيات القرن الماضي، أرسل الجيش الروسي مجندين غير مستعدين إلى الشيشان لخوض حرب شوارع شاقة في مدن مثل غروزني. وقتل عديد من هذه القوات أو جرحوا أو تم أسرهم. وغالباً ما توسلت أمهات الجنود اللاتي كن يحاولن تأمين الإفراج عن أبنائهم المسجونيين إلى قادة القواعد [مباشرة] طلباً للمساعدة، لكن هؤلاء قابلوهن بالتجاهل. وقد سافرت أمهات كثيرات مباشرة إلى الشيشان من أجل العثور على أولادهن، وقمن بين الحين والآخر بالتوسط في صفقات أو بالترتيبات اللازمة لتبادل السجناء مع مجموعات شيشانية متشددة من أجل إطلاقهم. في 2014، حين أرسلت روسيا سراً قوات إلى شرق أوكرانيا، تعرضت عائلات العسكريين من جديد إلى التنمر أو الكذب في شأن وضع أولادها وظروفهم. وقيل للبعض، على سبيل المثال، إن أولادهم قد ماتوا جراء حوادث وقعت أثناء التدريب في روسيا بدلاً من شرق أوكرانيا.
إن ثقافة التجاهل قد تمددت أيضاً لتشمل غزو روسيا الأخير. ولو لم يكن الأمن العملياتي المفرط متفوقاً على “حماية القوة”، مثلاً، لكان بإمكان الجيش أن يعد العسكريين ويدربهم على نحو أفضل لخوض هذا النوع من معارك المدن الطاحنة التي كان متأكداً من أنهم سيواجهونها، لكن باعتباره كان قلقاً من التسريبات، فقد تكتم الجيش الروسي على خططه ولم يطلع عليها جميع العسكريين تقريباً (أو في الأقل الجنود والأفراد العاديين)، ما أدى إلى مجازفته بالجهوزية وإعاقة نفسه بنفسه. وبالمثل، لو أن موسكو أرادت أن تتجنب وقوع خسائر كبيرة في الأرواح، لما كانت لتتقدم على أساس الاستراتيجية نفسها بمجرد أن أصبح من الواضح أن الاستخبارات الغربية قد كشفت خطط الغزو ونشرتها، بيد أن الكرملين مضى قدماً في الحرب كما كان مخططاً لها، فأرسل قواته لمواجهة القوات الأوكرانية التي كانت، في بعض الحالات، تكمن بانتظاره.
وبالفعل، من الصعب فهم الاستراتيجية الروسية قبل الغزو ما لم يفترض المرء أن الأمن العملياتي يحظى بالأولوية على كل ما عداه وأنه يمكن الاستغناء عن الجنود بسهولة. ولعل القادة الذين انهمكوا في رسم الخطط المجردة للحرب داخل مقر وزارة الدفاع قد استنتجوا بشكل منطقي بأنهم يجب أن يقوموا بالغزو عبر منطقة تشيرنوبل المحظورة باعتبار أن ذلك يمثل، على الخريطة، الطريق الأقصر وغير المحمي من بيلاروس إلى كييف، لكن لو أنهم حسبوا حساب جنودهم، لكان من الممكن بالنسبة لهم أن يستعملوا مساراً مختلفاً، أو على الأقل أن يحضروا جنودهم للقيام بمهمة كانت محفوفة بالمخاطر إلى درجة يصعب تصورها. بدلاً من ذلك، وبحسب ما أفاد العاملون في مفاعل تشيرنوبل النووي، أرسلت روسيا قواتها عبر المنطقة من دون معدات واقية لحماية أفرادها من الغبار المشع الذي أثارته مئات الآليات العسكرية. ولم تخبر الجنود الذين قاموا باحتلال المفاعل عن الأهمية التي يتمتع بها انتشارهم هناك. كما جعلت قواتها تحفر عميقاً ضمن بعض بقاع التربة الأكثر تلوثاً بالإشعاعات على سطح الأرض لإقامة حواجز لحماية الآليات، إذ ورد أن الجنود عاشوا لمدة شهر قبل أن يتفشى المرض في أوساطهم ويجري إجلاؤهم طبياً.
إن التسمم الإشعاعي هو مثال صارخ بصورة خاصة على كيفية إضعاف الجيش الروسي قدرات القوات القتالية من خلال إساءة معاملتها. غير أن هناك عديداً من الأمثلة. أصيب الجنود بقضمة الصقيع (frostbite) بسبب التخطيط الضعيف وتمت معالجتهم من قبل مسعفين روس بواسطة ضمادات ميدانية عمرها 44 عاماً. وقد اختفى بعض القادة الروس ببساطة في مناطق القتال، تاركين مرؤوسيهم من دون ملجأ أو طعام أو ماء. وأرسل الجيش حصصاً تموينية ميدانية منتهية الصلاحية لبعض القوات، وقدراً أقل من المؤونة المطلوبة لقوات أخرى، وشاحنات مجهزة كمطابخ ميدانية مليئة بأكياس البطاطا والمخللات ودقيق الشوفان والتي تعفن معظمها في غضون أيام قليلة.
إن تجاهل الجيش الروسي لجنوده قد أدى إلى ما هو أكثر من إضعاف أدائهم القتالي. لقد أساء أيضاً إلى معنوياتهم وإرادتهم على القتال. ويسرق الضباط بشكل منظم محتويات حزم الرعاية [التي تضم أشياء مفيدة يرسلها الأهل لأبنائهم] حتى إن بعض الجنود اتصلوا بأمهاتهم طالبين منهن ألا يتكبدن مشقة إرسال أي شيء. وينسى المسؤولون أن يدفعوا للجنود مستحقاتهم من رواتب القتال، وتتخلى الوحدات عن جثث قتلاها. لا عجب إذن في أن بعض القوات الروسية قد تلاشت ببساطة هاربةً من الصراع، وعمدت إلى ترك معدات حديثة تعمل بكامل طاقتها في الحقول الأوكرانية. واتصل جنود آخرون بأمهاتهم ليقولوا لهن بأنهم كانوا يفكرون بإطلاق النار على أنفسهم، كل في ساقه، حتى يستطيعوا أن يغادروا.
ومع تداعي المعنويات والانضباط، بدأت القوات الروسية بنهب كل ما تقع يدها عليه من أوكرانيا، ومن ثم شحنه إلى الوطن، بما في ذلك الغسالات، وأواني القلي، وأجهزة التلفزيون من مدارس أوكرانية، وحتى أقلام الكحل المستعملة. ولقد داهموا حوانيت بقالة أوكرانية صغيرة للحصول على اللحم والسجائر والكحول. وعندما نفد مالديهم من الطعام الذي نهبوه من الأسواق، قاموا بسرقة الطعام (إلى جانب الماشية) مباشرة من الأوكرانيين. وطبقاً لمكالمات تم اعتراضها ونشرتها أجهزة الاستخبارات الأوكرانية، فإن بعض الجنود الروس قد أكلوا كلاباً.
ونظراً إلى كيفية إساءة الجيش الروسي معاملة أفراده، ليس من الغريب أن الجنود الروس قد تورطوا في ارتكاب جرائم على نطاق واسع. لا يمكن تبرير أياً من هذا [الذي ارتكبه الجنود الروس]، وفي عديد من القرى والمدن الأوكرانية، تورطت القوات الروسية في فظائع يندى لها الجبين، بما في ذلك التعذيب والاغتصاب وعمليات الإعدام، بيد أن السمكة تتعفن بدءاً من الرأس، وبدلاً من إظهار القلق حيال انتهاكات كهذه أو إصدار توجيهات تأمر المعنيين بالتوقف عنها، فإن الكرملين خلع لقباً شرفياً على إحدى الوحدات المتهمة بارتكاب فظائع في بوتشا.
غزو بلا مبالاة
سيكون من المستحيل تقريباً بالنسبة للجيش الروسي أن يحل مشكلته الثقافية الداخلية خلال هذه الحرب. وفعلاً، سيكون من الصعب على الجيش الروسي حتى عندما ينتهي الغزو أن يقوم بالإصلاح، كما فعل في أعقاب حربه التي استمرت خمسة أيام ضد جورجيا في عام 2008. ويعود ذلك، إلى أنه، خلافاً للحرب الجورجية، ليس بمقدور موسكو أن تلقي باللوم على المعدات القديمة، وأن المشكلة تكمن في صناع القرار وقراراتهم، وهؤلاء الأشخاص لم يعترفوا بأن الجيش لا يزال يعاني مشكلة إساءة معاملة الأفراد بشكل منظم. وقد يكون القادة الحاليون للجيش الروسي مستعدين للتغاضي بنشاط عن إساءة معاملة الموظفين المنهجية طالما تمت [الإساءات] بهدوء، وواصل الروبل تدفقه إلى الميزانية الدفاعية، واستمرت عمليات شراء الأسلحة كما هو مخطط لها. إن كبار القادة في روسيا ليسوا محاربين غير سياسيين، بل لقد فازوا بمناصبهم لأنهم فهموا أن الولاء هو أكثر أهمية من قول الحقيقة للسلطة. لقد وافقوا على خطة الغزو على الرغم من كل عيوبها الواضحة، والأكثر وضوحاً بينها هو أنها يمكن أن تحمل القوة القتالية الاحترافية أعباءً كبيرة تصل بها إلى حد الانهيار. ولا توجد هناك قوة متابعة جاهزة للتخفيف عن القوات الروسية المؤلفة من 190 ألف جندي ممن تم الزج بهم في هذه الحرب، وهذا يعني أن القوات ستقاتل حتى الإعياء إذا لم يعلن الكرملين عن تعبئة جماهيرية.
يدرك الجيش الروسي بالطبع أن خسارة الجنود تجعل الفوز بالحروب أكثر صعوبة. والكرملين على وجه الخصوص حساس جداً حيال الخسائر بالأرواح، وعليه فقد ذهب إلى حد بعيد من أجل طمس هذه الخسائر، كما فعل في الحروب السابقة. ولبلوغ هذه الغاية، صنفت روسيا مناقشات حول مقتل عسكريين منذ 2015 كمعلومات سرية. في الوقت الحالي، يماطل المسؤولون الروس العائلات الخائفة التي تبحث عن أنباء حول أولادهم. وقد قيل لبعض الآباء أنه ليس هناك معلومات عن أولادهم أو أن تلك المعلومات سرية. أما آخرون فقد تم توجيههم [للاتصال] مع سلسلة لا نهاية لها من أرقام الهواتف في أثناء بحثهم عن المستجدات [المتعلقة بأولادهم]، ويتهم البعض منهم بـ”الهستيريا”. حتى إن بعض الآباء سافروا إلى قواعد عسكرية ومستشفيات مباشرةً من أجل الحصول على معلومات عن أولادهم الغائبين، لكنهم لم يواجهوا هناك سوى الرفض. ذهب والد مجند اختفى من على متن طراد موسكوفا الغارق، على سبيل المثال، إلى القاعدة البحرية في البحر الأسود للسؤال عن مكان ابنه. أجاب القائد المحلي وهو يهز كتفيه “حسناً، إنه في مكان ما في البحر”.
لم تمنع هذه الصعوبات الآباء الروس اليائسين من الاستمرار في البحث، وقد استطاعوا أن يحصلوا على معلومات بطرق أخرى، عبر شبكات غير رسمية ووسائل تواصل اجتماعي وحتى من خلال الحكومة الأوكرانية التي عرضت إطلاق بعض الجنود إذا جاءت أمهاتهم لأخذهم، وهناك أمهات أخريات يواصلن اتباع تقليد مأساوي بدأ في أفغانستان والشيشان، وفي الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2014، ويخططن لكي يأخذوا على عاتقهن السفر إلى مناطق الحرب والعثور على أولادهن وإعادتهم إلى الوطن، بيد أن العمل الشاق الذي تقوم به هؤلاء الأمهات لا يعني أن الجيش سيصلح مساره. وفي الواقع، ربما يكون احتمال تسامح المناخ السياسي الراهن في روسيا مع أعمال الاحتجاج الجماعية من قبل عائلات الجنود أقل مما كان عليه الحال في أواخر ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي. وهناك تشريع جديد يكم أفواه من يحاولون سرد الروايات غير المرغوب فيها عن الجيش، وتعمل السلطات الروسية بجد أكثر من أي وقت مضى لقمع الأفراد الذين يقولون أي شيء عن الحرب يحيد عن الخط الرسمي، بما في ذلك من خلال التعبير عن الحزن غير المصرح به.
قد يسمح ذلك للجيش الروسي بمقاومة التغيير في الوقت الحالي، لكن ليس معروفاً بصورة أكيدة ما الذي سيحدث على المدى الطويل. الجيش الروسي سيخسر أكثر بكثير من آلاف المعدات التي تم تدميرها. تجربة الجيش الروسي في وجود مجندين محترفين عمرها عشرين عاماً تقريباً، ويعتمد نجاحها على مكانة الخدمة العسكرية، والثقة الاجتماعية التي عملت وزارة الدفاع على تحقيقهما من خلال سلسلة جديدة من السياسات، والمكاسب، وتحسين ظروف الخدمة.
إن تقديم شباب البلاد إلى “آلة تقطيع الخشب”، على حد تعبير لويد أوستن وزير الدفاع الأميركي أخيراً، يقوض ذلك العقد، ولا ينذر بالخير بالنسبة إلى التجنيد والقدرة على الاحتفاظ بالمجندين، في المستقبل. ولا يزال من السابق لأوانه الحديث عن مدى المجازفة التي يتعرض إليها برنامج المجندين المحترفين، لكن الرجال الروس الذين كانوا سينضمون لولا ذلك إلى الجيش الروسي المحترف، قد يمتنعون عن الالتحاق به. لا يزال هناك مجندون في البلاد، لكن إذا انحسرت شعبية الغزو مع استمرار الحرب، فقد تعاود العائلات الروسية استعمال الطرق القديمة لتجنيب أولادها الخدمة العسكرية الإلزامية، مثل الرشى أو إخفائهم محلياً أو إخراجهم من البلاد. وربما لن يكون لدى الجيش عندها من خيار سوى تغيير ثقافة أفراده، غير أن الأوان سيكون قد فات من أجل تحقيق أهدافه الأكبر في أوكرانيا. كما سيكون الأوان قد فات لإنقاذ آلاف القوات ممن تجري التضحية بهم بلا مبالاة من أجل محاولة روسيا للغزو.
*دارا مسيكوت باحثة في السياسات في مؤسسة راند.
المقال مترجم عن فورين أفيرز – مايو 2022
المصدر: اندبندنت عربية