في مقال بعنوان “انسحاب روسيا من سوريا فرصة لإسرائيل” في صحيفة “نيوزويك” الأميركية قال جاكوب ناغل مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو، وجوناثان شانزر من مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن، إنه بين رحيل روسيا من سوريا، وأزمة لبنان، والعقبة الأخيرة في المفاوضات النووية مع إيران، قد يكون لدى إسرائيل فرصة قصيرة للحد بشكل كبير من التهديد الإيراني في سوريا والبنية التحتية لإنتاج القذائف الموجهة بدقة من قبل حزب الله في لبنان”.
واعتبر الكاتبان أن كل الأنظار تتجه الآن نحو سوريا، حيث إن الحرب في أوكرانيا دفعت روسيا إلى إعادة نشر بعض القوات والمعدات خارج سوريا، أين كانت تدعم نظام بشار الأسد المحاصر، وأشارا إلى أنه مع رحيل الروس، يريد الإيرانيون ملء الفراغ.
ولفت الكاتبان إلى أن الحدود السورية الإسرائيلية، وكذلك القواعد والمرافق الرئيسية في سوريا، شهدت اشتباكات كبيرة في السنوات الأخيرة. وفي الوقت نفسه تواصل إيران بناء قدراتها في سوريا لاستهداف إسرائيل من هذه المنطقة التي مزقتها الحرب، لكن الإسرائيليين مصممون على عدم السماح بحدوث ذلك.
وقال الكاتبان إن إسرائيل تعمل ضد تهريب إيران “أسلحة تغير قواعد اللعبة، وهو تعبير ملطف عن الذخائر الموجهة بدقة”، مؤكدين أن “إسرائيل تقوم بتتبع أجزاء هذه الذخائر وآلات الإنتاج وأي شيء آخر قد يساهم في إنتاجها في المستقبل”.
واعتبرا أن خروج روسيا من سوريا يشكل الآن خطرا وفرصة لإسرائيل. فبدون الروس وأنظمة دفاعهم الجوي المتقدمة، سيتمتع سلاح الجو الإسرائيلي بحرية أكبر للمناورة. وأوردا أن عدد العمليات الإسرائيلية في سوريا قد زاد بالفعل منذ بدء الحرب الأوكرانية ومن المرجح أن يتكثف.
وذكر الكاتبان أن وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس قد كشف الأسبوع الماضي عن تفاصيل أكبر تدريبات للقوات الإسرائيلية في السنوات الأخيرة. وتضمنت التدريبات محاكاة ضربات جوية على إيران ومحاكاة حرب متعددة الجبهات ضد وكلاء تدعمهم إيران في سوريا ولبنان وغزة. و”كانت الرسالة واضحة: الحكومة الإسرائيلية تزن خياراتها العسكرية، والجيش مستعد لما تقرره الحكومة”.
وزعم الكاتبان أن نظام الأسد، الذي كان سيفقد سلطته لولا التدخل الإيراني والروسي، قد يرحب بتكثيف الحملة الإسرائيلية، لأن إيران تجاوزت مدة الترحيب بها في سوريا، وانتهكت سيادة البلاد وعرقلت علاقاتها الدبلوماسية مع العالم العربي، وأضافا أن العديد من الدول العربية البراغماتية تؤيد التخلص من القوات الإيرانية من سوريا في محاولة لتحقيق الاستقرار في المنطقة بعد سنوات من الاضطرابات.
وقالا إن الحرب ضد حزب الله هي الحرب التي تجنبتها إسرائيل منذ فترة طويلة لمنع حدوث أضرار واسعة النطاق، وستكون أسوأ بكثير بالنسبة للبنان، الذي يتأرجح حاليا في أزمات سياسية واقتصادية. ويدرك حزب الله أن حربا مدمرة في لبنان ستضر بصورته، ناهيك عن قدراته.
وختما بالقول إنه إذا وقعت الولايات المتحدة على الاتفاق النووي مع إيران، فإن تخفيف العقوبات الهائل الذي تحصل عليه طهران سيكون بمثابة نعمة للجهود العسكرية الإيرانية.
المصدر: ـ “القدس العربي”