صباح الخميس 13 مايو 71 توجه شعراوى جمعة نائب رئيس الوزراء للخدمات ووزير الداخلية إلى مكتبه فى وزارة الداخلية فى لاظوغلى كعادته كل يوم, ودخل إليه مدير مكتبه المقدم فتحى بهنسى ليوقع منه بعض الرسائل العاجلة, وليضع أمامه مثل كل صباح كشف مقابلاته خلال ذلك اليوم,
علم أن الرئيس استدعى ممدوح سالم محافظ الإسكندرية ليلتقى به فى منزله, ولم يثر هذا الموضوع شكا فى نفس شعراوى فى بادىء الأمر, ولكن غياب سامى شرف فى منزل الرئيس, وبقاء ممدوح سالم عنده حتى ذلك الوقت جعل الشك يتسرب على نفسه, فتوجه من الداخلية إلى مكتب الفريق أول محمد فوزى فى الطابق العلوى فى مبنى وزارة الحربية بكوبرى القبة, وانتظر الوزيران فى تلهف حضور سامى شرف إليهما, كى يكشف لهما عن سر طلب الرئيس حضوره إلى منزله وسر استدعاء ممدوح سالم محافظ الإسكندرية , وقبيل الخامسة مساءا انقلب شك شعراوى يقينا فى سبب حضور ممدوح سالم , فقد أمدت لهم الأنباء الواردة من منزل الرئيس من أحد أعوانهم هناك أن ممدوحا مازال موجودا عند الرئيس, وأن سكرتارية الرئيس اتصلت برئيس الوزراء الدكتور محمود فوزى للحضور وان البحث جار عن صورة من القسم الذى يحلفه الوزراء أمام رئيس الجمهورية, وكذا عن أحد المصورين, وعندئذ سارع شعراوى بالاتصال باللواء حسن طلعت مدير المباحث العامة, وطلب منه إعدام كل ما يحتفظ به فى مكتبه من أشرطة التسجيل, وكذا الأوراق التى بها تفريغ المحادثات التليفونية المسجلة والخاصة بالأشخاص الموضوعة تليفوناتهم تحت المراقبة
………………
كان الفريق صادق رئيس هيئة أركان حرب القوات المسلحة قد حضر خلال هذه الفترة بناء على استدعاء الفريق فوزى له, وقد ذكر صادق أنه بمجرد دخوله ذكر له محمد فوزى فى غضب: أن الرئيس قد أقال شعراوى جمعة وعين لواء من الشرطة يدعى ” ممدوح سالم ” ليتولى منصب وزير الداخلية
وفى هذه الأثناء وصل سامى شرف , وتوتر الجو فى مكتب الفريق محمد فوزى , وأخذ سعد زايد يمشى جيئة وذهابا فى المكتب, وقد بلغ به الانفعال حدا يجعله يكرر عدة مرات طبقا لأقوال الفريق فوزى فى التحقيق” مفيش كتيبة دبابات معايا اشتغل بيها)”.
………………………….
وفى الثامنة والنصف مساء أعلنت إذاعة القاهرة فى مقدمة نشرة الأخبار نبأ استقالة شعراوى جمعة نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية, وأن الرئيس قبل استقالته. وعلى اثر إذاعة الاستقالة بدأ يتوافد على منزل شعراوى جمعة كثير من زملائه الوزراء, ومن أصدقائه ومعارفه, وكان فى مقدمة الذين حضروا إليه الفريق محمد فوزى , و سعد زايد وزير الإسكان, و حلمى السعيد وزير الكهرباء, و محمد فايق وزير الإعلام, الذين سرعان ما استقر رأيهم, وتم اتفاقهم مع سامى شرف , على تقدين استقالاتهم تضامنا مع زميلهم وصديقهم شعراوى .
…………………………………………..
توجه محمد فايق إلى مكتبه بمنبى الإذاعة والتليفزيون, ليشرف بنفسه على إعلان أنباء الاستقالات فى نشرة أخبار الساعة الحادية عشرة مساء من إذاعة القاهرة واستدعى سامى شرف وهو فى منزل شعراوى مدير مكتبه أشرف مروان زوج كريمة عبد الناصر, وسلمه استقالات الوزراء الخمسة, وطلب منه التوجه إلأى منزل الرئيس ب الجيزة لتسليمه الاستقالات على أن يتم ذلك قبل الحادية عشرة بدقائق قليلة حتى لا يتمكن الرئيس من اتخاذ أية إجراءات مضادة لمنع محطة الإذاعة من إعلان نبأ الاستقالات فى نشرة أخبار الحادية عشرة مساء.
وخلال جو الإضطراب الذى كان سائدا فى بيت شعراوى الذى أصبح مركزا لنشاط هائل, اتصل به عبد المحسن أبو النور الأمين العام للإتحاد الإشتراكى تليفونيا, واستفسر من شعراوى عن الموضوع, فشرح له حقيقة ما حدث, وأنبأه بأمر الاستقالات الخمس التى قدمها الوزراء, والتى سوف تعلن بعد قليل من إذاعة القاهرة , ورد عليه عبد المحسن أبو النور بأنه سوف يتقدم هو والدكتور لبيب شقير و باستقالاتهم كذلك, وعقب انتهاء المحادثة التليفونية اتصل شعراوى بزميله محمد فايق فى مكتبه بوزارة الإعلام, حيث أنبأ بالاستقالات الثلاث التى سوف يقدمها عبد المحسن وشقير و ضياء داود, واتصل سامى شرف تليفونيا من منزل شعراوى بسكرتيره محمد سعيد , وكلفه بالاتصال بالوزير على زين العابدين , و أحمد كامل, و خالد فوزى وبعض الوزراء الآخرين لتقديم استقالاتهم, وعندما أذيعت نشرة الأخبار فى الساعة الحادية عشرة مساء من محطة القاهرة استمع الشعب المصرى فى دهشة إلى أنباء الاستقالات الجماعية التى أعلنتها الإذاعة فى صدر نشرتها الإخبارية. فقد اذيع نبأ استقالة الوزراء الخمسة سامى شرف والفريق محمد فوزى وسعد زايد وحلمى السعيد ومحمد فايق وبعد قليل أذيع نبأ استقالة عبد المحسن أبو النور ولبيب شقير و ضياء داود ولم يكن هؤلاء الثلاثة قد قدموا استقالاتهم بعد, ولكن محمد فايق أمر بإذاعة النبأ معتمدا على حديث شعراوى جمعة التليفونى له
كان الغرض من تقديم الاستقالات الجماعية وإذاعتها على الجماهير قبل أن تقدم إلى رئيس الجمهورية – كما ذكر السادات – هو أن يحدث انهيار دستورى للبلاد, ولكن
السادات استدعى محمد عبد السلام الزيات وزير الدولة لشئون مجلس الشعب, وكان قد تعين فى هذا المنصب منذ أيام قليلة, وطلب منه التوجه فورا إلى مبنى الإذاعة والتليفزيون, وممارسة عمله هناك بصفته وزيرا للإعلام, وكانت فصيلة من الحرس الجمهورى بقيادة أحد الضباط قد أرسلها اللواء الليثى ناصف قائد الحرس الجمهورى إلى مبنى الإذاعة والتليفزيون المطل على النيل حيث ضربت نطاقا من حوله, وتمركز أفرادها وراء أكياس الرمل الموضوعة حول المبنى
رتب مستشارى السادات الاتهامات بطريقة تقود المتهمين الستة الأوائل من الوزراء إلى حبل المشنقة،
وهم: شعراوى جمعة، سامى شرف، محمد فائق (الإعلام)، محمد سعد زايد (الإسكان)، حلمى السعيد (الكهرباء)، وعلى زين العابدين صالح (النقل)، فقد نسب إليهم ارتكاب جريمة الخيانة العظمى
بأنهم اقترفوا جرائم تمس سلامة الدولة وأمنها الداخلى ونظام الحكم الجمهوري،
أولا: وضعوا مخططا لتعطيل أحكام الدستور والإطاحة برئيس الجمهورية وتعطيل المؤسسات السياسية، وتشكيل مجلس للرئاسة من بعض أعضاء اللجنة التنفيذية للاتحاد الاشتراكي، يرأسه المتهم محمد فوزى بوصفه وزيرا للحربية والقائد العام للقوات المسلحة لتولى سلطة الحكم فى البلاد. وقد حاولوا تنفيذ هذا المخطط بالقوة!
ا.
وقد اتفق هؤلاء المتهمون مع وزير الحربية على تحريك بعض الوحدات فى توقيت معين، وقد أمر الوزير برفع درجة استعداد هذه الوحدات فى الفترة من 26 إبريل إلى 13 مايو، كما حركوا التنظيم السياسى الوحيد فى البلاد وأمروا بتوزيع منشورات معادية لرئيس الجمهورية وإثارة المظاهرات ضده.
ثانيا: استقال عدد من المتهمين من وزراء وكبار المسئولين فى التنظيم السياسي، ردا على قرار رئيس الجمهورية بإعفاء شعرواى جمعة من منصب وزير الداخلية، وتأمروا مع وزير الإعلام محمد فائق على إذاعة هذه الاستقالات الجماعية قبل عرضها على الرئيس، وقد اذيعت بالفعل بعد تغيير برامج الإذاعة المعتادة بأناشيد حماسية وبرامج وطنية (لم يكن للتليفزيون وقتها تلك السطوة الهائلة).
وقد عمدوا بأفعالهم تلك إلى إحداث البلبة وإثارة الفتنة بين الجماهير والإيهام بانهيار نظام الحكم فى البلاد، حتى تتمكن قيادات التنظيم السياسى من تحريك الجماهير، ولخلق ذريعة أمام وزير الحربية للزج بالقوات المسلحة فى الأحداث
……………………………………………………………
.
أصدر السادات قرار ا بتشكيل محكمه خاصه للمحاكمه معارضيه
من: حافظ بدوى رئيس مجلس الشعب رئيسا، والمستشار بدوى إبراهيم حمودة رئيس المحكمة الدستورية العليا، وحسن التهامى مستشار رئيس الجمهورية. ومثل الادعاء الدكتور مصطفى أبوزيد فهمى المدعى العام الاشتراكي.
وقد أستغرقت جلسات المحاكمه 33 يوميا
…………………………………………
.
. أ صدرت المحكمه احكامها,و فى 9ديسمبر 1971..
ونفذت دون أن تذاع أو تنشر حيثياتها لا وقتها ولا بعد ذلك وأكتفت المحكمه باصدار كتيب سرى تضمن اسباب الحكم والتى جاءت فى .
.
554 صفحة من القطع المتوسط عنوانه محكمة الثورة. الدائرة الأولي. حكم محكمة الثورة فى قضية الجنايات رقم 1 لسنة 1971 المدعى العام الاشتراكي. المتهم فيها شعراوى محمد جمعة وآخرون
…………………………………….
لكن ماذا دارفى هذة المحاكمه وماهى الادله التى قدمها السادات ورجاله للتخلص من خصومه فهى قصه اخرى
المصادر :اوراق مايو موسى صبرى
انقلاب مايو عبد الله امام
رجال حول الرئيس حمادة إمام
مفاوضات السلام بين العرب واسرائيل محمد حسنين هيكل
المصدر: صفحة حمادة إمام