هذه مذبحة واحدة من المذابح التي ارتكبتها قوات المجرم بشار الأسد، المشاهد مؤلمة جداً، لكن من المهم مشاهدتها بالكامل ، لعل الذين ما زالوا يرون في نظام الأسد شيئا مفيدا أن يتنبهوا للأمر.
إنها عملية إعدام جماعي نفذت بأسرى من المدنيين في حي التضامن جنوب دمشق عام ٢٠١٣ وقد نشرتها الغارديان بعد تحقيقات مكثفة وتواصل موثق تم من خلاله تحديد اسم منفذ هذه الجريمة، وقد نشرت الصحيفة كثيرا من التفاصيل، وهذه جريمة حرب كاملة المواصفات، لكن يجب أن نتذكر أنها وقعت في ابريل ٢٠١٣ وأنها قبل هذه الجريمة وبعدها ارتكبت مئات المذابح التي استهدفت المدنيين الذين كانوا يساقون بعد توقيفهم على الحواجز إلى مثل هذه المذابح، وهذا نمط آخر من أنماط الجرائم التي ارتكبت بحق السوريين والتي رافقتها عمليات التصفية تحت التعذيب التي كشف “قيصر”بعضها. وكانت حصيلة هذه الجرائم عشرات الآلاف من المفقودين.
مهم أن نستحضر أيضا أن هذه المذبحة التي تقتل فيها أكثر من أربعين مدنياً ، والتي نفذها مجرم اسمه “أمجد يوسف” تؤشر على منهج وسلوك سمح به النظام لأجهزته، ولمسؤولي هذه الأجهزة أن تقوم به، وأعفاهم من كل مسؤولية، وبالتالي فإن النظام هو المسؤول الأول عن هذه الجرائم أما المنفذين فمسؤوليتهم على فظاعتها تالية على مسؤولية النظام، وحين نقول مسؤولية النظام فإن الحديث يذهب مباشرة إلى رأس النظام، ثم إلى من يليه بالمسؤولية والصلاحية، وبالتالي فإن أي تصور لمستقبل سوريا يجب أن يضع هؤلاء القتلة في مكانهم أمام الحساب.
كذلك يجب أن يكون واضحا لكل السوريين أن هذه الجرائم لم تكن خافية على قادة الدول الأجنبية الغربية والعربية، وأنهم آثروا السكوت عليها. كما آثروا من قبل السكوت على كل الفساد الذي ينخر جسد النظام السوري، لأنهم رأوا في استمرار هذا النظام مصلحة لهم.
مهم للسوريين جميعاً، ولقوى الضمير الانساني كله أن يدرك إن ما أصاب ويصيب سوريا شعباً وأرضاً ووجوداً وتاريخاً هو من قبيل ” المؤامرة”، التي تقودها وتوجهها مصالح مادية وأمنية شديدة الانحطاط، وشدة القذارة لأنها تدوس في طريقها لتحقيق هذه المصالح على كل القيم الانسانية، وعلى كل المستويات.