أثار انتشار أعلام حزب العمال الكردستاني وصور زعيمه في مناطق سيطرة “قسد” غضب ممثلي الخارجية الأميركية في مناطق شمال شرقي سوريا.
وقال مصدر مطلع لموقع “تلفزيون سوريا” إن “ممثلي الخارجية الأميركية في مناطق سيطرة قسد أبدوا غضبهم من انتشار صور عبد الله أوجلان وأعلام حزب العمال الكردستاني (المصنف إرهابياً في العديد من دول العالم) في المرافق العامة بمناطق سيطرة قسد”.
صور أوجلان في كل مكان
وتنتشر صور أوجلان بكثرة في مدن وبلدات محافظة الحسكة بشكل عام حيث هناك صور ضخمة معلقة في الساحات والشوارع الرئيسية في هذه المناطق.
وتنظم الإدارة الذاتية بشكل أسبوعي مظاهرات داعمة لحزب العمال الكردستاني ترفع فيها صور أوجلان وأعلام الحزب ولافتات مناهضة للحكومة التركية وإقليم كردستان العراق والحكومة العراقية في إطار التوترات القائمة بين هذه الأطراف ومقاتلي “العمال الكردستاني” في سوريا وتركيا والعراق.
وسبق أن طالب الأميركيين في عام 2020 من “قسد” إزالة صور أوجلان وأعلام PKK من الدوائر والمؤسسات التابعة لقوات سوريا الديمقراطية “قسد” لتمهيد البدء بالمفاوضات الكردية بين حزب الاتحاد الديمقراطي والمجلس الوطني الكردي.
وأوضح المصدر أن “انتشار المظاهر العلنية لتبعية ودعم قسد والإدارة الذاتية لحزب العمال الكردستاني يشكل تحدياً كبيراً أمام الولايات المتحدة في تنسيقها وعلاقتها مع حليفتها تركيا على الصعيد الأمني والعسكري والسياسي في سوريا”.
ولفت المصدر أن “هذه التبعية تعد أكبر عائق أمام استئناف المفاوضات الكردية المتعثرة منذ قرابة عام ونصف كون أبرز شروط المجلس الوطني الكردي هو إنهاء تدخل كوادر العمال الكردستاني وهيمنتهم على اتخاذ القرارات في المنطقة”.
هيمنة لـ “العمال الكردستاني”
وتقدم “قسد” نفسها بأنها تمثل كافة مكونات المنطقة وتتكون من مجموعة من الأحزاب السياسية المتحالفة معاً، منها الكردية والعربية والمسيحية إلا أن هيمنة العمال الكردستاني وجناحه السوري (PYD) واضحة للعيان حيث يهمين الأخيرين على كافة المؤسسات المدنية والعسكرية ولا يمكن لأي مسؤول اتخاذ أي قرار مهما كان بسيطاً بدون العودة لكوادرهما.
وفي تصريحات سابقة لمظلوم عبدي القائد العام للقوات المسلحة في “قوات سوريا الديمقراطية (قسد)” في تشرين الأول 2020، اعترف بوجود كوادر من “العمال الكردستاني” في صفوف قواته، ضمن تقرير لمجموعة الأزمات الدولية (Crisis Group).
وقال عبدي في التقرير إن “عملية انسحاب أعضاء “حزب العمال الكردستاني” غير السوريين بدأت بالفعل وذلك في إطار التفاهمات ضمن المفاوضات الكردية التي تراعها الولايات المتحدة.
وقالت مصادر لموقع “تلفزيون سوريا” إن حزب العمال الكردستاني زاد عدد كوادره وشدد قبضته على المنطقة بعدما أحس بالخطر مع ازدياد نفوذ عبدي والضغط الأميركي لأضعاف هيمنة كوادر الحزب على المؤسسات الأمنية والعسكرية والمدينة في شمال شرقي سوريا.
ما هو حزب العمال الكردستاني؟
جماعة مسلحة كردية يسارية نشأت في السبعينيات في تركيا كحركة انفصالية بمزيج فكري بين القومية الكردية والثورية الاشتراكية تسعى لإقامة دولة ماركسية لينينية في “كردستان”، تصنفها أنقرة وعدة عواصم أوروبية على لوائح الإرهاب.
ومنذ الثمانينيات دخل الحزب في صراع مسلح مع الدولة التركية بغية نيل حقوق ثقافية وسياسية وتقرير المصير لكرد تركيا، واستمرت المواجهة حتى نهاية التسعينيات، إلى أن اعتقلت تركيا زعيم الحزب عبد الله أوجلان ودخل الحزب مرحلة جديدة من النزاع.
وعبد الله أوجلان البالغ من العمر 72 عاماً هو مؤسس حزب العمال الكردستاني، ويقبع في سجن شديد الحراسة في جزيرة إمرالي بجنوب بحيرة مرمرة، حيث حكمت عليه تركيا بالإعدام في أبريل 1999 بتهمة “الخيانة العظمى” لتركيا، إلا أنها حولت الحكم في عام 2002 إلى “السجن المؤبد”، ضمن سياسة إلغاء الإعدام للمواءمة مع قوانين الاتحاد الأوروبي.
المصدر: موقع تلفزيون سوريا