أفقتُ من ليلةِ الأحزانِ يا وطني
أُلملمُ الدمعَ و الأسفارَ و الكُتبا
و أَحْتَفي بورودِ الشامِ حاملةً
عِطرَ الرياحين أُهديها لمنْ تعبا
قدْ حاصرونا ب ( كورونا ) و ليسَ لنا
إلا الدعاءَ يزيلُ الهمَّ والكَربا
حجروا علينا و كادَ الحَجْرُ يقتلُنا
ضاقَ الصغارُ بهِ ذَرعاً و مالعبا
طالَ المقامُ به فاعتلَ ساعدُنا
و هاجَ وحشُ الغلاءِ المُرِّ إذ ضَربا
تلكَ الجيوبَ التي ارتاعتْ على عَوَزٍ
فَأبصرَتْ بدموعِ القلبِ ما نُهبا
فالحبُّ ماتَ أمامَ المالِ وا أَسَفي
لا تسألْ اليومَ عن فقدانهِ سببا
و اسألْ عنْ الفقر يمشي في شوارعنا
كالنارِ تأكلُ في أحشائِها الحطبا
إني إلى اللهِ أَدعُو كل ذي عِوجٍ
بأنْ يتوبَ إلى الباري بما كسبا
إن التراحُمَ في الدنيا كناظمةٍ
تُطهِرُ الروحَ و الإيمانَ و النسبا
صلُوا إلى اللهِ أنْ تحيا ضمائرُنا
و أنْ يعيدَ إلى أخلاقِنا الأدبا
و أنْ يُعيدَ إلى أمجادِنا أملاً
من النضالِ لخيرِ الشعبِ مُكتَسَبا
387 دقيقة واحدة