شهدت مناطق «التسويات» في محافظة درعا، جنوب سوريا، الجمعة، ارتفاعاً في عدد محاولات الاغتيال والقتل، حيث وصل عددها إلى أربع، استهدفت أحد أبرز القيادات المحلية لفصائل «التسويات» التابعة لجهاز الأمن العسكري في ريف درعا الشرقي، وأحد أبرز المطلوبين للنظام السوري في مدينة درعا البلد، واثنين من عناصر «داعش» السابقين في ريف درعا الغربي.
وأفادت مصادر محلية بأن مجهولين استهدفوا مساء يوم الجمعة الماضي القيادي في فصائل «التسويات»، محمد علي اللحام، المُلقب «أبو علي»، وهو أحد قادة المجموعات المحلية العاملة ضمن جهاز الأمن العسكري في درعا، في بلدة «أم ولد» في الريف الشرقي من محافظة درعا، وأسفر الهجوم عن إصابة أحد عناصر مرافقة اللحام، بينما نجا هو من عملية الاستهداف.
وكان أبو علي اللحام قائداً عسكرياً ضمن ما كان يُسمّى «جيش اليرموك» المعارض، وبعد اتفاق التسوية وسيطرة النظام على المنطقة عام 2018 غادر باتجاه الشمال السوري، ومنه إلى تركيا، ثم عاد إلى محافظة درعا في العام 2020 بتنسيق مع الأمن العسكري، وشكل منذ عودته مجموعة من أبناء المنطقة تعمل بقيادته لصالح جهاز الأمن العسكري. وسبق أن نجا اللحام من محاولات اغتيال عدة سابقة، كان آخرها في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي 2021. وتلا تلك المحاولة قيام مجموعة محلية بقيادة أبو علي اللحام بشن حملة اعتقالات في بلدة «أم ولد» شرقي درعا، طالت 4 أشخاص متهمين بتنفيذ الهجوم الأخير الذي استهدفه. كما استهدفت محاولة اغتيال أخرى أحد أبرز المطلوبين للنظام في مدينة درعا البلد، المدعو محمد المسالمة الملقب «هفو»، الذي أصيب على أثرها بجروح خطيرة جراء تفجير عبوة ناسفة كانت مزروعة على جانب الطريق الذي يسلكه في حي البحار في درعا البلد، وجرى نقله إلى المستشفى.
ويعتبر محمد المسالمة من الشخصيات الجدلية في مدينة درعا البلد، ووجهت إليه اتهامات عدة من النظام السوري والمعارضة، إذ يتهمه النظام السوري مع مجموعته بالانتماء لتنظيم «داعش»، بينما تتهمه المعارضة بالعمالة لصالح الفروع الأمنية التابعة للنظام، وتذرع النظام السوري بوجوده مع مجموعته في مدينة درعا البلد وطالب بتهجيره برفقة عدد من الأشخاص، وبعد رفضه المغادرة شهدت المدينة حصاراً خانقاً وعمليات عسكرية استمرت لأكثر من شهر في صيف العام الماضي 2021، انتهت باتفاق بين النظام واللجنة المركزية للتفاوض والجانب الروسي. وتراجع النظام عن طلب تهجير المسالمة مع مجموعته بشكل مفاجئ.
وشهدت مناطق ريف درعا الغربي يوم أمس الجمعة استهداف اثنين من عناصر «داعش» السابقين، حيث أقدم مجهولون على إطلاق النار على عدي الرباعي في بلدة «تل شهاب» غربي درعا. وينحدر «الرباعي» من بلدة «سحم الجولان» في منطقة حوض اليرموك. وفي حادثة منفصلة مساء يوم الجمعة أيضاً، قتل المدعو بشار الحمد برصاص مجهولين في قرية «عين ذكر» غربي درعا. وبحسب ناشطين في درعا، فإن الرباعي والحمد كانا يعملان في جيش خالد بن الوليد في منطقة حوض اليرموك غربي درعا التابع لتنظيم «داعش»، قبيل سيطرة النظام السوري على المنطقة عام 2018.
المصدر: الشرق الأوسط