خرج عشرات المتظاهرين الجمعة في مدينة درعا البلد جنوبي سوريا ومدينة طفس في ريف درعا الغربي للمطالبة باسقاط النظام السوري، وذلك في الذكرى ال11 للثورة السورية.
وطالب المتظاهرون أمام الجامع العمري بعد انتهاء صلاة الجمعة، بإسقاط النظام السوري والإفراج عن المعتقلين، ورفعوا أعلام الثورة السورية ولافتات مكتوب عليها “حوران كلها جسد واحد وجاسم هي القلب”.
بدورها، أحيت مدينة طفس شمالي المحافظة الذكرى رافعة أعلام الثورة السورية في شوارعها خلال مظاهرة لأبناء المنطقة.
ونقل موقع “درعا 24” عن أحد وجهاء درعا أنه “بعد 11 عاماً من بدء الانتفاضة السلمية المطالبة بالحرية، أصبح الوضع في المنطقة أسوأ من أي وقت مضى، نتيجة حالة الفلتان الأمني الذي تعيشه المحافظة”.
وأضاف “منذ اتفاقية التسوية التي حصلت منتصف عام 2018 لم تنعم محافظة درعا بالاستقرار الحقيقي مع تردٍ كبيرٍ في الواقع الخدمي”، متابعاً أن “الضعف لا يزال يعتري كافة القطاعات الخدمية والتعليمية والاقتصادية مع انتشار كبير للفساد الأمني والمؤسساتي والخدمي يتجلى ذلك بشكل كبير في أزمة الكهرباء والماء والخبز، والتي ضاعفت من معاناة الأهالي”.
وأشار إلى أن التسويات لم تنجح ببسط الأمن والأمان على المنطقة، “بل على العكس زادت عمليات الاغتيالات بشكل كبير”.
من جهته، ألقى الإمام السابق للمسجد العمري أحمد الصياصنة خطبة بمناسبة الذكرى ال11 لانطلاق المظاهرات السلمية في محافظة درعا، التي انطلقت من الجامع العمري في درعا البلد قال فيها إن الثورة لم تنتهِ وإن الشعب السوري “يستعد لانتفاضته الجديدة”.
وأضاف الشيخ الصياصنة في تسجيل مصوّر أن الثورة السورية التي قدمت التضحيات لا يمكن القول إنها انتهت.
وسبقت خطبة الشيخ بساعات دعوات لمظاهرات تداولها ناشطون عبر مجموعات مغلقة في تطبيق “واتساب” تحمل اسم “وجهاء وأعيان درعا البلد”، للتظاهر في المدينة بمناسبة ذكرى الثورة السورية الجمعة.
وتعتبر محافظة درعا من أولى المناطق التي خرجت بمظاهرات سلمية ضد النظام السوري في 18 آذار/مارس عام 2011، ووُصفت حينها بانها “شرارة الثورة السورية”، كما تحوّل الجامع العمري الذي كانت تخرج منه المظاهرات إلى رمز للانتفاضة في المحافظة.
وطرد سكان المحافظة قوات النظام ومؤسساته منها منذ عام 2012 بشكل شبه كامل، إلا أن حملة عسكرية شنها النظام مدعوماً بسلاح الجو الروسي والميليشيات الموالية لإيران أفضت إلى السيطرة على المحافظة في صيف 2018.
ورغم تكرار عمليات التسوية التي أجرتها قوات النظام في محافظة درعا، والتي هجرت بموجبها الآلاف باتجاه مناطق الشمال السوري، لم تتمكن من بسط سيطرتها الأمنية عليها، إذ تشهد المحافظة مواجهات بين مقاتلين محليين وقوات النظام السوري بين الحين والآخر.
وآخر تلك المواجهات وقعت في 15 آذار، حين هاجم النظام مدينة جاسم شمال غربي درعا واشتبك مع سكان المدينة. وأسفرت الاشتباكات عن مقتل حوالى 10 عناصر من قوات النظام ووقوع خمسة أسرى، بالإضافة إلى عطب خمس آليات عسكرية للنظام.
المصدر: المدن