تعرّض محافظ السويداء نمير مخلوف، ابن خال رئيس النظام بشار أسد، للطرد والإهانة من قبل أهالي المنطقة خلال زيارة لإحدى قرى المحافظة التي تعاني أوضاعاً اقتصادية متردّية.
وذكرت شبكة “السويداء 24” أن مجموعات أهلية في بلدة المزرعة قطعت طريق البلدة الواصل إلى مدينة السويداء رفضاً لزيارة المحافظ نمير مخلوف وأمين فرع حزب “البعث” فوزات شقير، إلى البلدة.
وحذّر فصيل مغاوير الكرامة، أبرز التشكيلات المحلية المسلحة في البلدة، من إجراء الزيارة وقال: “عليكم تأمين مستلزمات المواطن الأساسية من ادنى مستحقات الحياة قبل أن توزعوا سمومكم عبر زياراتكم المشبوهة وغاياتكم الخبيثة”.
وتحاول وساطات اجتماعية وأمنية إقناع الجماعات الأهلية الرافضة للزيارة، بينما اشترطت الأخيرة تأمين كميات من المازوت والوقود والغاز لسكان البلدة. ويجري محافظ السويداء منذ تعيينه في منصبه أواخر 2021، زيارات دورية إلى قرى وبلدات المحافظة، يلتقي فيها مع الأهالي، و”يستمع لمطالبهم”.
عودة الانتفاضة
وشهدت السويداء انتفاضة شعبية خلال الأسابيع الماضية على خلفية التردي الاقتصادي وانعدام خدمات العيش، كالكهرباء والمحروقات والسلع الأساسية وقطع الدعم الحكومي عما يسمّى “البطاقة الذكية”، وتفشّي معدّل البطالة والفوضى الأمنية لمصلحة الميليشيات في المنطقة.
يأتي ذلك فيما دعا الأهالي في بلدة المزرعة في ريف السويداء الغربي إلى تجديد الحراك الشعبي المطلبي اعتباراً من السبت، بسبب تردي الأوضاع المعيشية وعدم تحقيق المطالب التي توقف الحراك من أجلها.
وليل الأربعاء، أشعل الأهالي إطارات على الطريق العام في قرية بوسان احتجاجاً على تردي الخدمات وعدم الاهتمام بقرى الريف الشرقي، وتركها دون تأمين لمادة الخبز حتى وقت متأخر. وذكرت مصادر محلية أن عدم وجود وقود للتدفئة، وانقطاع الكهرباء المستمر لأكثر من 36 ساعة في ظل الظروف الجوية الصعبة، أدى لاحتجاج بعض الأهالي في وسط القرية.
تجاوزات أمنية
وشهدت بلدة قنوات ومدينة السويداء توتراً ليل الأربعاء، وتصادمت جماعات أهلية مع بعض نقاط التفتيش، إثر ممارسات استفزازية حصلت من بعض النقاط الأمنية، وخصوصاً حاجز طريق قنوات السويداء، الذي طارد عناصره مدنياً رفض التوقف على دراجته النارية، واعتدوا عليه بالضرب.
وكرد فعل على الاستفزاز هاجم عناصر قوات الفهد الحاجز، بالأسلحة الرشاشة والقذائف، ودارت اشتباكات استمرت لمدة ساعة. وبعد الاشتباكات توجه عناصر قوات الفهد إلى قصر الإعلامي فيصل القاسم، الذي استولى عليه الدفاع الوطني قبل سنوات، واتخذته مركزاً لقيادته.
القصر الكائن في مدخل قنوات، كان يتواجد فيه خمسة عناصر من الدفاع، تم طردهم دون اشتباكات، وكان الدفاع المؤازر للقوى الامنية في الحملة الأخيرة، قد نقل مركز القيادة إلى مقر الشرطة العسكرية السابق في السويداء.
وفي مدينة السويداء، تجولت جماعات أهلية على نقاط التفتيش الأمنية، وحذرت عناصرها من مغبة الاستفزازات، وطلبت منهم الانسحاب من الطرقات.
وردت القوى الأمنية بتعزيز مواقعها في النقاط التي انتشرت فيها. وأشارت مصادر “السويداء 24” إلى إرسال تعزيزات عسكرية وأمنية انتشرت على جانبي طريق قنوات السويداء.
وكانت اللجنة الأمنية قد اجتمعت الخميس الماضي، لبدء تطبيق إجراءات محددة، بعد ورود تعليمات من دمشق، ورغم سعي تلك الأجهزة للحفاظ على حالة “التعاطي السلس” مع الأهالي، إلا أن تجاوزات بعض العناصر على الحواجز الأمنية، أدت الى توتر الأوضاع وحدوث صدامات.
المصدر: المدن