رفعت الفصائل العسكرية الموالية لإيران المنتشرة شرقي سورية، اليوم الأحد، حالة الاستنفار، وسط تحليق للطيران المسير التابع للتحالف الدولي في سماء المنطقة، وذلك بعد القصف الصاروخي الذي تعرضت له مدينة أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق، فجراً، والذي طاول منطقة السفارة الأميركية.
وذكرت مصادر محلية لـ”العربي الجديد”، أن المليشيات المدعومة من إيران، رفعت حالة الاستنفار بين صفوفها، وعمدت إلى إعادة الانتشار في مدينتي البوكمال والميادين وأريافهما، وسط تحليق للطيران المسير التابع للتحالف الدولي في سماء ريف محافظة الحسكة الجنوبي.
وبحسب المصادر، فقد لجأت تلك الفصائل إلى تغيير مواقع ونقاط تابعة لها والتمركز في نقاط جديدة، ونقل سلاح وذخائر إلى مواقع أخرى في منطقة الشبلي والمزارع على أطراف بادية الميادين بريف دير الزور الشرقي وفي بادية معدان بريف الرقة.
كما شملت تلك التحركات منطقة تدمر وباديتها ومناطق أخرى بريف حمص الشرقي، عبر إعادة تموضع في مواقع جديدة وإخلاء مستودعات ونقاط تابعة لها، بينما شهدت ضواحي العاصمة دمشق وقرب الحدود مع لبنان تحركات مماثلة، بحسب المراسل.
ويأتي ذلك بعد الهجوم الصاروخي الذي تعرضت له مدينة أربيل في إقليم كردستان العراق، والذي طاول محيط السفارة الأميركية. كما يأتي ذلك بعد أيام من مقتل ضابطين من “فيلق القدس” التابع للحرس الثوري الإيراني واثنين آخرين من الجنسية السورية يعملان ضمن المليشيات التابعة لإيران، وذلك في استهداف إسرائيلي بتاريخ 7 الشهر الحالي، طاول مواقع عسكرية لتلك المليشيات قرب مطار دمشق الدولي.
وكانت قافلة عسكرية تابعة لقوات “التحالف الدولي” دخلت إلى محافظة الحسكة شرقي سورية، أول من أمس الجمعة، قادمة من شمالي العراق، بعد يوم على إرسال روسيا تعزيزات عسكرية من قاعدة حميميم إلى مطاري الطبقة والقامشلي في الرقة والحسكة.
ووفق وكالة “سبوتنيك” الروسية، فإن قافلة التحالف تضم 40 شاحنة محملة بأسلحة ومعدات لوجستية ودخلت من منطقة اليعربية على الحدود السورية العراقية شمالي شرق محافظة الحسكة، قبل أن تتوجه إلى القاعدة العسكرية الأميركية في مطار خراب الجير في منطقة الرميلان تمهيداً لنقلها إلى القواعد العسكرية الأخرى الموجودة في ريف محافظة الحسكة ودير الزور.
وجاء دخول قافلة التحالف إلى شرق الفرات بعد يوم من إرسال روسيا تعزيزات عسكرية إلى مطاري الطبقة والقامشلي في محافظتي الرقة والحسكة، بحسب شبكة “نهر ميديا” المحلية.
حملة اعتقالات لقسد
من جهة أخرى، اعتقلت “قوات سورية الديمقراطية” (قسد)، صباح اليوم الأحد، أربعة من أعضاء قيادة فرع “حزب البعث”، التابع للنظام السوري على حاجز الطبقة غربي محافظة الرقة، وفق موقع “الخابور” المحلي.
وبحسب الموقع، فإن المعتقلين هم عبدالله خليل، وحميد الجوهر، وفواز العلي، وأحمد الصلال وجميعهم من قيادة فرع الحسكة.
وشنّت “قسد”، أمس السبت، حملات اعتقال بمساندة التحالف الدولي شملت مدينة الشدادي وقراها في ريف الحسكة الجنوبي، طاولت عشرات الشبان بتهم مختلفة وبذريعة البحث عن خلايا لتنظيم “داعش”.
وبدأت الحملة بقطع الطريق بين ريف الحسكة الجنوبي وريف دير الزور الشمالي، وتضمنت تفتيش المنازل بشكل دقيق للبحث عن مطلوبين وأسلحة وذخائر، كما قام طيران التحالف الدولي بنقل عدد من معتقلي “داعش” من سجن الكم باتجاه مدينة الحسكة.
في غضون ذلك، قتل عدد من عناصر قسد بهجمات مختلفة في دير الزور، أحدهم بهجوم استهدف نقطة عسكرية قرب قرية الزر شرقاً، فيما أصيب آخرون بهجوم على حاجز في بلدة الصبحة أيضاً.
وذكرت شبكة “فرات بوست” المحلية أن تنظيم “داعش” يقف وراء تلك الهجمات في المنطقة، فيما شهدت الحدود السورية العراقية اشتباكات بين القوات العراقية وبعض المهربين بالقرب من معبر القائم الحدودي، أسفرت عن وقوع جرحى في صفوف الجيش العراقي.
من جهة أخرى، ذكر ناشطون أن الشاب عبدو محمد الراسم قتل برصاص عناصر حرس الحدود التركي (الجندرما) على الشريط الحدودي أثناء محاولته العبور من قرية كورين باتجاه الأراضي التركية، بالتزامن مع أوضاع معيشية مأساوية يعيشها السكان في الشمال السوري.
متطوعون لصالح روسيا
وعلى صعيد ما يتداول عن حملات تسجيل أسماء متطوعين للقتال إلى جانب القوات الروسية في أوكرانيا، أكد الأمين العام للائتلاف الوطني السوري المعارض، هيثم رحمة، عدم مشاركة أي سوري من مناطق المعارضة في الحرب ضد أوكرانيا، و”عدم قبول الشعب السوري أن يكون جزءاً من الجرائم البشعة التي يتعرض لها الشعب الأوكراني على يد القوات الروسية”.
ونقلت الدائرة الإعلامية في الائتلاف عن رحمة تأكيده على “دعم الشعب السوري للشعب الأوكراني في مقاومته الشجاعة للعدوان الروسي”، موضحاً أن الشعب السوري “مستمر منذ أحد عشر عاماً في نضاله من أجل تحرير بلاده من الاحتلال الروسي والإيراني وإسقاط نظام الأسد الذي بات أداة بيد روسيا وإيران”.
ولفت إلى أن ما تقوم به روسيا في أوكرانيا اليوم، “تمارسه في سورية منذ سبع سنين، حيث استهدفت الأسواق والمناطق السكنية والمشافي والأفران، وقتلت عشرات الآلاف من الأبرياء، وهجّرت الملايين من السوريين”.
على الصعيد نفسه، ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن أكثر من 40 ألف مقاتل سوري سجلوا أسماءهم للقتال إلى جانب روسيا في أوكرانيا مقابل إغراءات مالية وامتيازات.
وحسب المرصد، فإن العملية ما زالت في مرحلة تسجيل الأسماء، ولم يغادر أي شخص سورية، مشيراً إلى أن الفرقة 25 ولواء القدس والفرق الحزبية تروج للقتال في أوكرانيا وتسجل أسماء المقاتلين.
المصدر: العربي الجديد