بعد اليوم الحادي عشر من الحرب العدوانية الروسية على أوكرانيا وحكومتها الوطنية (استتباعاً لحرب الروس على الشعب السوري .
لكي تكون قراءة هذا الحدث الغزو الروسي الجامح لأوكرانيا موضوعية.. لابد من كشف أوهام تتعلق لدى فئات مختلفة ومتباينة حول تموضغهم مع الحرب وحولها بمفاهيم ماقبل سقوط الاتحاد السوفييتي وانتفاخ بوتين وسلطته بالقوة واستعراض القوة، والتعامل مع العالم بمنطق الغزو والهيمنة وعدم التراجع ، ومازالت عالقة لدى المتخشبين من فترة ماقبل ذلك السقوط المدوي للايدلوجيا السوفييتية ، وبمنطق ماقبل الحرب العالمية الثانية،
وهنا لابد من وضع الغزو الروسي وحدثه في موضعه الصحيح من اللحظة الراهنة عالميا وحضاريا، بعيدا عن تلك الأوهام والمفاهيم والخلفيات التي تجاوزها الزمن ولم تعد قائمة، بل تشوش على القراءة العلمية في إطار هذه البرهة الخاصة في حركة العالم وتموضع الدول واستقطاباتها لما حولها..
فالغزو الروسي يهدد أوربة اولا والعالم ثانيا بذاته، وبما حوله وبالمواجهة الكلية، والشاملة..
وبغض النظر عن العدوانية والمطاَمع الامريكية وسوابقها في العراق وافغانستان،
لايمكن اعتبار هذا الغزو تهديدا لامريكا ومواجهة مباشرة بينها وبين الروسي.. بل من باب تضارب المصالح.. وهنا لابد من تعرية هذه الحرب وابعادها عن تلك الاوهام مازالت تؤثر على اختلاف ردود الفعل حولها، وتفسيرها بما ليس منها..بتحديد طبيعة هذه الحرب، وهذه الفترة التي نحن فيها..
اولا : هذه الحرب ليست بين غرب وشرق اطلاقا..
فلاشرق (هنا الصين ومحورها) ولا أي شيء بالمفهوم السوفيتي السابق وضمناً منظومته التي كانت..
هنا حرب توسعية عدوانية، استعادية لأمجاد قيصرية سابقة على مفهوم شرقي غربي..وعلى ايديولوجيا سوفيتية كانت تسعى لنشر مفاهيمها وثقافتها وتحريضها على عالم راسمالية ضارب..
ثانيا : هذه حرب همجية عدوانية ماقبل حضارية..
ثالثا : هي حرب دولة قوية ضاربة بمفاهيم زعران وبلطجة.. واستعراض قوة عنجهية بأن لاشيء يقف في وجهها..
رابعا: مفهوم استجرار الغرب لمواجهة مع روسي وبالتالي توريط الصين وغيرها في الحرب غير واردة، وقد منعها بوتين وجرد نفسه منها بتهديده بالنووي واستعراضه، وهذا غير وارد لاصينيا ولا غربيا..
خامسا: وهو المهم جدا في سقوط الأوهام : هو سقوط مفهوم حرب عالمية لا احد مستعد للتورط فيها.. حتى ولا
الروسي المتبجح امام العالَم كله، لأن الغرب يعمل بمفهوم جعل الَمعركة معركة وطنية للأوكران دفاعا عن ارادة واستقلال وحرية وارض، وغزو روسي لهذا البلد..اي بإبطال حجج الساسة الوسية، وتغطيتها للحرب بمزاعم ليست واردة..
اذا كل ذلك يعني تجريد الروسي ومن يؤيد غزوه من اوهام ماضية، وتعريته، وادانة فعله عالميا..
وجعله وحده امام شعب وجيش اوكراني مدرب ومدعوم من حاضنة ومن دول ثم وهو الأهم معتدى عليه، وعلى ارضه، ثم تأتي مقاومة مواجهة الشوارع ووجها لوجه، وهذا يحتاج إلى زمن طويل، وحمايات وتكتيكات حركة انية وذاتية، وفي كل مكان على حدة، وبسرعة وذاتية قرار وهذا لايملكه الجيش الروسي، وهذا مايجعل بوتين متورط كليا في حرب طويلة وحصار خارجي محكم مع عقوبات متصاعدة تشله اقتصاديا، واستنزاف جيش مهما كان ضاربا، هو مقيد ومحاصر في المناطق التي توزع وانتشر فيها، اقصد مكشوفا وَمستهدفا بمقاومات شعبية واسعة، مع دعم مَستمر ومتصاعد من دول الغرب والمحيطة باوكرانيا .. .. وقد اشار العميد رحال إلى ذلك.. كل ذلك مع ضغوطات الداخل الروسي، وزيادة التمرد والنقمة الشعبية وحتى العسكرية، وتململ رجال الاعمال امام فشله في انجاز حرب خاطفة وعدم تحقيق نتائج نصر على الارض يقدمها للروس ولدائرة قراره ..
وهنا موضع القراءة..
والسؤال..وان لم يسارع بوتين لتغيير كل استراجيته ولم يستطيع التراجع وهو مالا يملكه بعد ان هدد باكبر مايملك وهو السلاح الذري..
إذا……………………….
وبعد..
اذا استمرت الحرب لشهرين يمكن الحكي
بالشأن السوري..
إن قضية الحرية السورية تتعلق بنظام سوري مدعوم من روسي ومشترك معه بقتل السوريين وبكل الجرائم المرتكبة في سورية.. ولأن القضية السورية ذات مسار تضاد مع سلطة احتلالية، وخائنة ومتعاملة مع روسي اجرامي طامع ومتمدد..
صحيح ان عدونا وعدو الأوكران واحد هو الغازي الروسي.. لكن القضية السورية لها ملفها الخاص مع العلم اأ هزيمة العزو الروسي، وفشله هناك فشل له هنا اي في سورية وهزيمة للنظام المجرم معه