بالمال والغذاء.. إيران تخطب التأييد الشعبي عبر “ذراعها” في دير الزور

مع رفض سوريين لوجودها في البلاد، تواصل إيران العمل على تشكيل حاضنة شعبية كبيرة لها، من خلال المال والغذاء والدواء باعتبارها من أساسيات الحياة التي بات تأمينها في ظلّ الحرب وفيروس كورونا المستجد (كوفيد ـ 10) صعبا، حسبما أشارت تقارير صحفية.

وتعتمد إيران على وسطاء من البلاد، ليكونوا ذراعها التي تعطي الدواء مقابل الولاء للسوريين، فقد نقل موقع “قناة الآن” عن شبكات محلّية موالية للنظام أنّ رجل أعمال مقرّب من إيران يوزّع مساعدات إنسانية في دير الزور، في أحدث الأمثلة التي تظهر جهود طهران لكسب النفوذ في المنطقة القريبة من العراق.

ووزّع حسين شاويش 700 عبوة من المواد الغذائية والبطانيات والأدوية على الأهالي في دير الزور الإثنين الماضي، بعد أن كان وزّع مساعدات مالية للعمال الذين أجبرتهم إجراءات مكافحة كورونا المستجد على الحجر والتوقّف عن العمل.

وفي حين تحدّثت تقارير عن استغلال قوات النظام السوري لإجراءات كورونا حيث أنّها فرضت على الأهالي الراغبين بالتنقّل بين مناطق النظام ومناطق “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، مبالغا مالية كبيرة، ظهر شاويش ومساعداته “الإنسانية” للأهالي، التي يقدّمها باسم “الحرس الثوري الإيراني” وفقاً للموقع.

وحسبما ذكرت “شبكة عين الفرات” المحلّية فإنّ “شاويش يملك شركة استيراد وتصدير تعمل كوكيل حصري للبضائع الإيرانية الداخلة إلى سوريا”، مضيفة أن إيران تدعم ترشحه للبرلمان في الانتخابات المقبلة المقررة في أيّار/ مايو المقبل.

وترتبط علاقة شاويش بالإيرانيين، من كونه وفقاً للشبكة صهر سفير النظام لدى إيران، عدنان محمود، كذلك صهر مستشار الأمن القومي لرأس النظام بشار الأسد، محمد سليمان الذي اغتيل عام 2008، في ظروف غامضة أشارت تقارير صحفية إلى علاقتها بموقع الكبر الذي دمّرته إسرائيل في شمال شرق سوريا.

كما أنّ ريم شقيقة شاويش وزوجة سليمان، أسّست جمعية إغاثية باسم “الوعد الصادق” وهو اسم تستخدمه ميليشيا حزب الله اللبناني، الذراع الإيرانية في لبنان.

واحتفت صفحات إخبارية محلّية الأسبوع الماضي بما فعلته “رئيسة مجلس أمناء مؤسسه الوعد الصادق السيدة ريم سليمان”، حيث وزّعت “الفروج والخبر” في مدينة طرطوس الساحلية لعائلات القتلى الذين سقطوا في صفوف قوات النظام.

وتتمركز قواعد عسكرية للميليشيات الإيرانية في البوكمال قرب دير الزور، لطالما استهدفتها غارات جوية مجهولة الهوية مسبّبة أضرار مادية وبشرية فيها وفقا لتقارير.

ويستمر المقاتلون الإيرانيون الدخول عبر معبر البوكمال الذي تمّ افتتاحه في سبتمبر/ أيلول 2019، ولم تغلقه إجراءات كورونا خلافا للمعابر الأخرى، وهو ما يشير وفق خبراء إلى نفوذ إيران في المنطقة التي تسعى إيران إلى وصلها مع العراق.

وتسيطر إيران ووكلائها على سبع بلدات على الأقل على الجانب الشرقي من نهر الفرات الممتد جنوب مدينة دير الزور، من الميادين إلى البوكمال. ويشمل ذلك سلطة عسكرية كاملة وإدارة تنفيذية يمارسها ما يقرب من 4500 عنصر مسلّح، بعضهم من “الحرس الثوري” الإيراني والبعض الآخر من ميليشيات شيعية مثل “لواء الباقر”، و “كتيبة الفاطميون”، و “الحشد الشعبي”، ومختلف الجماعات التي تطلق على نفسها “حزب الله السوري”، بحسب موقع الحرة.

المصدر: بروكار برس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى