هل يحكم حافظ الثاني سورية!!

عمر محمد حلبي

ورد في الأخبار أنَّ حافظاً الثاني  يداوم في مكتب حافظ الأول، بتوجيه من السيدة أمه أسماء الأسد ، ويستقبل خبراء لتدريبه على الحكم ـ ولا نعلم هل اتبع حافظ الثاني دورة إعداد في بريطانيا اقتداءً بحافظ الأول، الذي اتبع دورة اعداد مكثَّفة في بريطانيا  عام 1965، وهي دورة أقرب للتعليمات التي تُعطى لمن تمَّ الاتفاق معه على أمرٍ ما، حيث كان يشغل منصب قائد القوى الجوية في سورية ،واقتداءً ببشار الذي أمضى سنتين في بريطانيا 1992 ـ 1994، حيث كان يتم إعداده لمهام أصعب مما كُلِّف به حافظٌ الأول ، كما أثبتت الأحداث التي تجري في سورية ومنطقة المشرق العربي والشرق الأوسط ودور بشار وبوتين مع حليفهم خامنئي فيها ، وجاء في المعلومات التي تتحدث عن إعداد حافظ الثاني لحكم المزرعة الأسدية ـ  سورية ،  أنه يستقبل أبناء وأحفاد سدنه حافظ الأول  ،ليتابعوا معه مهام آبائهم وأجدادهم ،استعداداً لعام ٢٠٣٤، حيث يحق له حكم الإقطاعية  بعد بشار ، أوبعد دمية تخلف بشاراً في حكم المزرعة ـ سورية  بشكل مؤقت ، توافقاً مع الظروف للوصول للعام 2034 .
وما يلفت الانتباه أن التخطيط  ليحكم حافظ الثاني الإقطاعية السورية في ٢٠٣٤، والذي تَعِدُّ له امه العدة من الآن ،يعني فيما يعنيه أنَّ قيامها بإعداد ابنها لحكم مزرعة الأ الأسد   لايأتي من فراغ ،بل وراء ذلك قوى داخلية وخارجية فاعلة في الأحداث  على الصعيد العالمي الإقليمي ، وأن هذه القوى هي التي أوصلت الأحداث في سورية  و المشرق العربي والشرق الأوسط لما هي عليه الأن   ، وما اتساع  المأساة السورية زمانياً ومكانياً  وما لاقاه  السوريون من تآمر وخيانة وخذلان لثورتهم ، إلا عملاً مقصوداً وموجهاً ، ولم يأتِ مصادفة ولا ناتجاً عن سوء إدارة ، كما أنه ليس انعكاساً لحالة قصور سياسي يعيشها  السوريون ، كما ادعى ويدعي بعض المنظِّرين و المرجفين والمشككين والخونة  ،بل هو تنفيذ لمخطط متفق عليه ومحدد المداخل والمخارج والأدوات ، منذ اعتماد حافظ الأول ليكون الأداة الفاعلة في المشروع التدميري والاستئصالي للعنصر العربي مع امتداده الإسلامي في الشرق الأوسط والمشرق العربي خاصةً .
كما  يعني أن ” إسرائيل ” صاحبة المصلحة الرئيسية  وبيضة القبان في تأسيس المشروع  الأقلوي التد ميري ، تدفع لعائلة الأسد سعر شرائها  الجولان من حافظ  ثلاث مرات ،حيث كانت المرة الأولى بتنصيب حافظ الأول حاكماً حكماً توريثياً لسورية ،مقابل تسليم   الجولان وتصفية المقاومة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية ، وتوريط مصرعبد الناصر في حرب غير متكافئة عام 1967 ، والتوافق مع السادات على حرب إعلامية تحريكية تهيئة لخروج مصر من معادلة الصراع العربي الإسرائيلي ، والتطبيع مع الكيان الصهيوني .
كما يندرج تأسيس حلف الأقليات بأذرعه العسكرية المتمثلة بالاتحاد الوطني الكردستاني/ الطالباني عام1975 وتنظيم (بـ ،ك،ك ) عام 1978 وحزب الله عام 1982 والحوثيين 1992 ،ضمن المهام التي أنجزها حافظ الأولو بشراكة مع ملالي قم الطائفيين ،وقيادة دولة الكيان الصهيوني.
وكانت المرة الثانية بوضع بشار الأول حاكماً للمزرعة الأسدية ، والذي كان من أهم مهامه  ادخال الروس والفرس لسورية ، للقيام بمهام التدمير والقتل والتهجير ، والتي عجزبشار عنها كما عجز عنها حافظ الأول من قبله .
ويتكرر دفع الكيان الصهيوني للمرة الثالثة ثمن شراء الجولان لحافظ الثاني ليستكل إنجاز المهام المترتبة على بيع الجولان ، حيث لم يكتف الصهاينة على مايبدو بما أنجزه حاقظ وبشاربعد ما أنجزا  ماعجزت عنه الحروب الصليبة واتفاقيات سايكس ـ بيكو ،والدول العظمى والكيان الصهيوني  من تدمير وتخريب وتفتيت مجتمعي في بلاد الشام والرافدين والمشرق العربي والشرق الأوسط  ، ومايستتبع ذلك من مهام مرسومة لحافظ الثاني الذي يتم اعداده لإنجازها ،والتي  لم يأن أوانها ،إما لعدم توفر الإمكانات الذاتية مع ازدياد حدة التوترالعالمي حول أوكرانيا ،وماسبقه من توترات تتنامى في فضاءات الصراع الأمريكي ـ الصيني ، أو لعدم نضوج الظروف الموضوعية في منطقة المشرق العربي لجهة تحويل الكيان الاستعماري العنصري في فلسطين العربية لواقع مألوف شعبياً ومعترف به على الصعيد العربي والعالمي ، وذلك بعد أن تمّ تحويل القدس لعاصمة للكيان الصهيوني ، وضم الجولان لخارطته .
ومن ذلك نرى أن مؤامرة الكيان الصهيوني وحلفائه على العرب والمسلمين قد مرَّ بعدة مراحل ، كانت أولاهما تدمير دولة الخلافة العثمانية تمهيداً لتنفيذ اتفاقيات سايكس ـ بيكو ، ومن ثم الوصول للمرحلة الثانية، وهي إقامة الكيان الصهيوني عام 1948 برعاية بريطانية وتسليح ودعم سياسي  سوفياتي ـ كما ذكرت جولدا مائير في مذكراتها (1)، وما أدلى به  ضابط الاستخبارات والكاتب والمستشرق السوفياتي ( ليونيد مدفيكو ) في مقابلة مع اذاعة موسكو بالعربي (2).
والمرحلة الثالثة التي بدأت  بتسليط عائلة الأسد الخائنة على عاصمة الأمويين ،لتعيث في بلاد الشام والرافدين والمشرق العربي وعموم الشرق الأوسط فساداً وتدميراً وقتلاً وتهجيراً بمساعدة حلف الأقليات الذي ترعاه وتدعمه وتشارك به  قوى عالمية نافذة ، وتقوده دولة الكيان الصهيوني بشراكة مع ملالي قم الطائفيين .
وهنا يتبادر للذهن السؤال التالي :
هل اتفاق بيع الجولان الذي أبرمه حافظ مع  ” إسرائيل ” يقضي ان يبقى الجولان بيدهم مادام أل الأسد يتحكمون بالإقطاعية السورية ؟
أم أن آل الأسد سيبقون ملَّاكاً (للمزرعة ـ سورية ) حتى يتنازل عموم السوريين عن فلسطين  والجولان بعد، أو قبل، أن يتنازل عنهما عموم العرب ، وخاصة دول المشرق العربي  ، إقراراً بصفقة بيع الجولان التي أبرمها حافظ  مع إسرائيل ؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى