منذ 64 عامًا تحقق حلم الوحدة بين القطرين الشقيقين المصري والسوري فأصبح حقيقة وانتصارًا عربياً صنعه شرفاء تهمهم مصلحة الوطن وقوته بلم شمله لتكون هذه الوحدة نواة دولة للأمة العربية وقاعدة انطلاق وطريق لوحدة عربية شاملة.
وللأسف انتكس الحلم وتم اغتياله ممن خافوا ان يكون للعرب قوة ترفعهم الى مصاف الدول المتقدمة. وللحق هذه الخطوة الثورية قد تعثرت وتوقف مدها الذي قامت من اجله.
ولان الماضي يتكرر فالثورة السورية بدأت بيد شرفاء ابطال من هذا الشعب الكريم ثورة شعبية عفوية وبدت كمغامرة ثورية غير محسوبة النتائج وبالتدريج تحددت اهدافها وتلمست طريقها مسلحة بطليعة شعبية سلاحها الكلمة وسيلة للاحتجاج مطالبة بالحرية لشعبها وبرفع الظلم الواقع عليه من قبل الحاكم المستبد والمتفرد واعوانه بالسلب والنهب لخيرات الوطن فانحاز اليها الشعب السوري المظلوم والحر وطليعته من العسكر والمثقفين والاحزاب السياسية الوطنية وانصهروا في بوتقتها للخروج من ذلك القمقم والانعتاق من حكم الاستبداد والاستعباد بالغالي قبل الرخيص مما دعا الظالم للظهور على حقيقته البشعة باستخدام كافة الاسلحة الفتاكة والمحرمة بكل الاعراف لسحق شعب اعزل سلاحه الكلمة مطلبه الحرية والعداله وحقه بالحياة الكريمة واجتمعت على ضربه الطغمة الحاكمة وجميع اعوانها من كل حدب صوب في العمق العميق داخل المدارس والمستشفيات والاسواق العامة مستهدفة الجميع بلا رحمة او ضمير يردعها بصور قاسية اهتزت لها كافة انحاء المعمورة وسكتت على هذا الضرب منظمات يفترض بها ان تكون اصلا رادعة وللاسف باتت مهادنة وبصورة مباشرة.
ليزداد الظلم ظلماً وظلاماً على الجميع لتركيعهم وانعكست الآية مجدداً بعد أن كانت نهايته قاربت على الخلاص والنصر على الطغيان قاب قوسين او ادنى ومن جديد تآمرت عليه القوى الكبرى لتشتيت ما تبقى من قوى ثورية على الارض كل بطريقته وبتفويض ضمني للقضاء على المتبقي مجددا لارغام الجميع على الخنوع والتسليم بالواقع والى النهاية بلا وازع أو ضمير ولكن هيهات. ان الله فوق الجميع وشعبنا مؤمن بان الله يمهل لا يهمل وهو المنتقم الجبار ليزداد الثوار ايمانا ويقينا بعدالة قضيتهم واحساسهم بالطاغية غلى الرغم من المؤامرات والتدخلات الخارجية لوقف هذا المد الثوري وهذه الثورة المباركة وتفريق قواها وتشتيت اهدافها كل بدس اذياله في صفوفها لتفكيك لحمتها الوطنية ولن يفلح ذلك بعون الله ولا بد من عودة إلى البداية لنستلهم منها المبادرة والمذاكرة لمعرفة المندسين والمتسلقين وابعادهم لمتابعة النضال وتوحيد الصف وليكون توجهنا للوحدة في الصف لتحقق قوة الوحدة بعيدا عن الأنانية وعن التحزب والانعتاق من العصبيات وإزالة الفوارق وتقوية الثوابت المشتركة فيما بينها وتعزيزها في اطار واحد للنهوض بهذه الثورة المجيدة بكافة مكوناتها مهما تعددت منطلقاتها ومناهجها الفكرية على اختلافها من قومية ديمقراطية الى اسلامية عربية او يسارية عروبية ايضا لتوحيد الهدف ووضع صيغة منفتحة على كل التوجهات النضالية والسياسية التي تقوم من خلال التاكيد على الديمقراطية والنهج الديمقراطي كمبدء للحوار والقبول بالتعددية والاحتكام للعقل والمنطق لمصلحة الثورة والشعب والتاكيد غلى الوقوف صفا واحدا في وجه الظالم المستبد وجميع اعوانه وحلفائه الطامعين بخيرات بلادنا وشعبنا الداعمين لاستمراره لتحقيق مصالحهم بكل السبل والوسائل المتاحة مجتمعين في طريقهم لنكون سدا منيعا سلاحه وضوح الهدف والوعي تقوده طلائع النخب الثورية والسياسية والثقافية الحرة .
في النهاية ان وحدة الفصائل والمكونات هي اساس النصر على الرغم من العقبات والقمع اذا بقيت محافظة على خطاها نحو هدفها بخطا واضحة المعالم مسبقة التخطيط صامدة ثابتة في المواحهة حتى يثحقق النصر ويندحر الباغي وتفقأ عينه بعون الله وفضله.
وأخيرا فان وحدة القوى والتوحد بالهدف اساس النصر مع الصبر هذا ما درسناه وتعلمناه من دروس الوحدة التي نرجو الله في ذكراها ان يعجل بالفرج وبالنصر وما ذلك على الله بعزيز.
رحم الله الشهداء في سبيل الله والوطن والحق والحرية على كافة أنحاء المعمورة .