الوحدة العربية… مازالت أملًا || يجب أن نعمل له

أحمد العربي

في ذكرى قيام الجمهورية العربية المتحدة، بين مصر وسوريا في ٢٢شباط ١٩٥٨م، وبعد مضي كل هذه العقود على قيامها، ومع كونها لم تستمر سوى ثلاث سنوات وحصل الانفصال في ٢٨ايلول ١٩٦١م، بتحالف القوى الدولية المستعمرة مع عملائها داخل سوريا وخارجها من الدول الإقليمية التابعة للغرب المستعمر…

لم تكن الوحدة المصرية السورية حدثا عابرا في تاريخنا…

 جاءت الوحدة تعيد ولادة امة عربية مجيدة كانت في قرون سابقة سيدة العالم ونموذجه ومنبع نوره وابداعه. لم يلغي الزمن و المستعمر الغربي وتفوقه علينا كأمة عربية هذا الحق أن نعود أمة رائدة موحدة وحرة ومتقدمة…

كما كانت الوحدة بقيادة رموز وطنية وقومية سطعت في سماء العرب وقادت نضالاته اولهم جمال عبد الناصر الذي كان قد ثار ورفاقه الضباط الأحرار في مصر وأسقطوا الحكم الملكي التابع للمستعمر الانجليزي ١٩٥٢م، و حرروا مصر من الإنجليز ١٩٥٤م، وتوّج انتصاراته ومجده في تأميم قناة السويس ١٩٥٦م، متحديا القوى الدولية المستعمرة انكلترا وفرنسا وانتصر عليها. وبدأ في تحقيق العدالة الاجتماعية للفلاحين بالإصلاح الزراعي والعمال بالتأميم، وبدأ يبحث عن تحالفات دولية بالتوجه للمعسكر الاشتراكي، تجعل مصر قادرة عسكريا الدفاع عن نفسها ومواجهة الكيان الصهيوني الذي أعلن بناء دولته على جزء من فلسطين، حيث سبّب أكبر نكبة ولجوء في تاريخ العرب الحديث ١٩٤٨م. كما دعم جميع حركات التحرر العربية وفي العالم الثالث لمواجهة المستعمرين الذين أُخرجوا مجبرين منها. كان جمال عبد الناصر ونهرو وتيتو رمزا لحركة عدم الانحياز التي تعني الانتماء للأوطان وشعوبها، ورفض التبعية للغرب الرأسمالي  أو الشرق الشيوعي…

كما كانت سوريا تعيش ربيعها الديمقراطي بعد الاستقلال عن الفرنسيين وحصول عدة انقلابات عسكرية انهزمت أمام إصرار السوريين على الديمقراطية وفرزت رموزا وطنية قادوا سورية في مواجهة حلف بغداد الغربي للهيمنة عليها، وتحركوا بقيادة الرئيس شكري القوتلي ليحققوا الوحدة مع مصر عبد الناصر…

أما الآن ونحن بعد مضي أكثر من عشر سنوات على الربيع العربي والسوري الذي حمل ذات الطموحات التي رعتها الجمهورية العربية المتحدة. استقلال عن القوى الدولية وعدم تبعية لها. نضال ضد الانظمة الاستبدادية الظالمة التابعة للقوى العظمى المستعمرة ومحققة مصالحها. نضال لتحقيق الديمقراطية التي تعطي للشعب حق الحكم والتداول بالشأن العام، وأن يتصدر المشهد السياسي للبلاد من يختاره الشعب. وان تكون كرامة الإنسان العربي محفوظة وحقوقه غير مهدورة، وأن نحقق  الحرية.  وأن يشعر الشعب العربي والسوري بأنهم دخلوا في عصر تحقيق المصالح المعتبرة لهم ككل الأمم المتقدمة…

صحيح أن العقبات كثيرة وان الربيع العربي والسوري قد وقع في انتكاسة، وهزم، ولو الى حين، لكن مشروعية خروجنا من الانتكاس مازالت قائمة وتزداد حضورا وقوة يوما بعد يوم…

لكل ذلك تكون استعادة ذكرى الوحدة المصرية السورية، الجمهورية العربية المتحدة، في وقتها تماما. نستعيد حقوقنا ومصالحنا وننتصر لحقوقنا بالتحرر من جميع أنواع الاستعمار مجددا، وإسقاط الاستبداد الظالم، وتحقيق العدالة الاجتماعية والديمقراطية والحياة الأفضل…

كل الأهداف العظيمة المحققة تبدأ أحلام مشروعة مقرونة بأفعال صادقة علمية مدروسة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى