أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية، يوم الأحد، مقتل مريض في مستشفى الخرطوم بحري، بطلق ناري أثناء مليونية 20 فبراير.
وأطلقت قوات الشرطة السودانية الغاز المسيل للدموع بكثافة على مواكب بدأت بالوصول إلى شارع القصر في الخرطوم ضمن مليونية يوم الأحد؛ وهو ما دفع المريض، الذي كان يرقد في المستشفى أثناء ذلك، إلى الخروج لاستنشاق بعض الهواء، وفي الأثناء أصابته رصاصة أطلقتها القوات الانقلابية.
وذكرت لجنة الأطباء، في بيانها، أن “روح الشهيد فيصل عبدالرحمن، 51 سنة ارتقت اليوم أثناء تنويمه بمستشفى الخرطوم بَحرِي حيث أجريت له عملية بتر لأحد أطرافه، وخرج لاستنشاق الهواء بالشُرفة بعد شعوره بالضيق داخل العنبر نتيجة إطلاق الغاز المسيل للدموع بكثافة، لتتم إصابته برصاصة حية في الصدر أطلقتها قوات السلطة الانقلابية أثناء قمعها لمليونية 20 فبراير”.
واندلعت مواجهات بين الشبان والشرطة، حيث قذف الشبان عناصر الشرطة بالحجارة، وأعادوا توجيه عبوات الغاز المسيل للدموع التي أطلقتها الشرطة، صوبها.
وخرج السودانيون يوم الأحد إلى الشوارع في مليونية تحت اسم “الرهيفة التنقد”، للمطالبة بإسقاط الانقلاب العسكري، واستعادة المسار الديمقراطي في البلاد.
وتجمّع الآلاف في عدد من المناطق التي حددتها لجان المقاومة السودانية بالعاصمة الخرطوم، تمهيداً للتوجه إلى القصر الرئاسي عبر عدة شوارع. وطوقت القوات الأمنية القصر ونشرت وحدات منها على مدخل تقاطع شارع القصر مع السكة الحديد لمنع وصول الموكب إلى وجهته.
وكعادة كل المليونيات، حمل المشاركون الأعلام السودانية في تجمعاتهم، والطبول والدفوف، وتغنوا بأناشيد الثورة، مرددين هتافات تدعو إلى إسقاط الانقلاب، مثل: “الثورة ثورة شعب”، و”العسكر للثكنات”، و”الشعب يريد إسقاط البرهان”، و”يا برهان ثكناتك”، “وما في مليشيا بتحكم دولة”.
ومنذ الانقلاب العسكري لقائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان، في 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تجاوز عدد المليونيات، العشرين، فيما لقي خلالها ما لا يقل عن 80 شخصاً مصرعهم، على يد قوات الانقلاب، وجُرح أكثر من ألفين آخرين، فضلاً عن اعتقال المئات، حيث لا يزال أكثر من 150 منهم معتقلين في سجن سوبا شرق الخرطوم، وسجن أم درمان الخاص بالنساء.
إلى ذلك، وصل إلى الخرطوم يوم الأحد، مقرر حقوق الإنسان أداما دينغ، في زيارة تستمر مدة 4 أيام يلتقي خلالها المسؤولين الحكوميين وممثلي أحزاب سياسية ومنظمات المجتمع المدني.
وذكر تجمّع المهنيين السودانيين في بيان، أن المجلس العسكري الانقلابي، بتعاون وتآمر من المحاور الإقليمية والدولية الداعمة له، عمل على تعطيل زيارة سابقة للمسؤول الأممي، لإخفاء جرائم الانقلاب البشعة، مبيناً أن الزيارة الحالية تأتي وسط تعتيم إعلامي مريب، فيما يشير جدول أعمالها إلى اقتصار المقابلات على ممثلي السلطة الانقلابية، وبعض القوى السياسية والمنظمات الحقوقية والبعثات الدبلوماسية.
وأضاف البيان أن جدول أعمال المسؤول الأممي يخلو من أي لقاء مع القوى الثورية الحيّة التي تنازل السلطة الانقلابية في الشوارع ومؤسسات العمل العامة والخاصة، “القوى التي تمارس ضدها قوات ومليشيات الانقلابيين أبشع الجرائم والانتهاكات”.
ودعا التجمع لجان المقاومة والأجسام المطلبية والأجسام النقابية إلى تنفيذ حملة واسعة ومتنوعة الأشكال للضغط من أجل مقابلة المسؤول الأممي، وتسليط الضوء على الجرائم والمجازر والانتهاكات الواسعة التي ينفذها المجلس العسكري الانقلابي.
المصدر: العربي الجديد