انحباس المطر يُقلق مزارعي القمح في منطقة “سلة غذاء” سورية

أمين العاصي

يُقلق انحباس الأمطار، فلاحي منطقة شرقي نهر الفرات السورية، بشأن الزراعات، خاصة القمح الذي يعد المحصول الأبرز الذي تشتهر به المنطقة التي ظلت حتى عام 2011 السلة الغذائية الأهم في سورية.

وتضم منطقة شرقي نهر الفرات محافظة الحسكة وجانباً كبيراً من محافظتي الرقة ودير الزور وجانباً من ريف حلب الشمالي الشرقي.

يقول عبد الرحمن الدخيل، وهو أحد الفلاحين في ريف الرقة، لـ”العربي الجديد”، إن “المطر هذا العام شحيح للغاية”، بينما مواسم الجفاف المتتابعة أرهقت الفلاحين في المنطقة.

وتسبب تدني مستويات الأمطار في منطقة شرقي نهر الفرات، التي تسيطر عليها “قوات سورية الديمقراطية” (قسد)، في إدخال البلاد برمتها في عجز غذائي خلال السنوات الماضية، حيث تراجع مستوى إنتاج القمح من أربعة ملايين طن سنوياً، وهو ما يحقق الاكتفاء الذاتي مع فائض للتصدير إلى نحو 800 ألف طن لا تسد إلا جانباً من حاجة السوريين.

ويشير حسن العلي، وهو أحد فلاحي ريف الرقة الشرقي، في حديث مع “العربي الجديد”، إلى أن الزراعة بشكل عام لم تعد مجدية في ظل ارتفاع التكاليف، موضحا أن أسعار البذور مرتفعة وكذلك الأسمدة والمبيدات، فضلا عن السقاية.

ويقول العلي: “في أغلب الأحيان يخرج الفلاح خاسراً في نهاية الموسم”، لافتا إلى أن أغلب سكان المنطقة يعتمدون على الزراعة في معيشتهم. ويضيف: “عندما لم تعد الزراعة ذات جدوى بدأ الكثير من الشبان بالهجرة إلى خارج البلاد بحثا عن الرزق”.

ويؤكد الخبير الزراعي إبراهيم مسلم، أن زراعة القمح في منطقة شرقي نهر الفرات تعتمد إما على هطول الأمطار في الري أو المياه المتأتية من الأنهار أو من الآبار.

ويشير مسلم، في حديث مع “العربي الجديد”، إلى أن انحباس المطر وخروج الكثير من الآبار عن الخدمة والحروب المتعددة، أثر على الواقع الزراعي في المنطقة.

ويؤكد أن تدني هطول الأمطار هذا العام “له تأثير سلبي على القمح وعلى كل المحاصيل الشتوية”، لافتا إلى أن انحباس المطر “يؤثر على الإنتاجية في الدونم الواحد”، بحيث يتراجع الإنتاج من 10% إلى 20%، لأن القمح في مرحلة البراعم يكون بحاجة إلى المياه.

في السياق، خلق تراجع الإنتاج من القمح خلال السنوات الفائتة أزمة كبيرة، خاصة في مناطق سيطرة النظام الذي بات يستورد لسد جانب من حاجة نحو 9 ملايين نسمة تحت سيطرته من الخبز الذي يعتمد عليه أغلب السوريين في مأكلهم.

ونتيجة النقص الهائل في القمح، اعتمد النظام على مبدأ توزيع الخبز ضمن بطاقات تحدد نصيب كل عائلة اليومي من هذه السلعة الأساسية.

ورفع النظام الدعم عن مادة الخبز عن عشرات آلاف العائلات مؤخرا، بحيث أصبح سعر ربطة الخبز المكونة من 7 أرغفة وتزن 1100 غرام، 1300 ليرة (حوالي 37 سنتاً)، بعد أن كان سعرها المدعوم 200 ليرة سورية (نحو 6 سنتات من الدولار). ويبلغ سعر صرف الدولار الأميركي الواحد في عموم البلاد حالياً، نحو 3500 ليرة سورية.

ووفق مصادر في مديرية الزراعة التابعة للإدارة الذاتية، فإن الإدارة لم تنته بعد من الإحصائيات الخاصة بالموسم الزراعي 2021/ 2022، وخاصة ما يتعلق بالمساحات المزروعة بالقمح والشعير.

ووفق إحصائيات وزارة الزراعة في حكومة النظام، بلغت المساحة المزروعة بمحصول القمح المروي في محافظة الحسكة وحدها 64 ألفاً و150 هكتاراً (الهكتار يعادل 10 آلاف متر مربع)، والقمح المعتمد على الأمطار 127 ألفاً و750 هكتاراً، أما المساحات المزروعة بالشعير المروي، فقد بلغت 8950 هكتاراً، والشعير المروي بمياه الأمطار 114 ألف هكتار.

المصدر: العربي الجديد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى