القمة العربية مؤجلة حتى الخريف..والعقدة السورية لم تُحل

مصطفى محمد

تريد الجزائر أن تعطي زخماً للقمة العربية التي ستستضيفها على أراضيها، وهو ما يجعلها تضغط لإشراك النظام السوري فيها، لحسابات مرتبطة كما يبدو بالاصطفاف إلى جانب المحور العربي المناهض لمسار التطبيع مع إسرائيل، في ظل توتر العلاقات مع المغرب التي وقعت في 2021 على مذكرة تفاهم في مجال التعاون العسكري والأمني مع إسرائيل، لكن غياب التوافق العربي على إعادة المقعد للنظام السوري، يجعل المساعي الجزائرية قاصرة.

وفي انتظار تغير المعطيات، تسعى الجزائر إلى تأمين حضور النظام السوري في القمة قبل تحديد موعدها، ولو كان حضور النظام السوري بصفة “مراقب” حسب ما أكد مصدر مطلع على ما يدور في كواليس “الجامعة العربية”، ل”المدن”.

وتعليقاً، قال مصدر من داخل سوريا ل”المدن”، إن “الجزائر لا تسعى إلى مشاركة دمشق في القمة، وإنما تشترط حضورها فيها، لتحديد موعد انعقادها.. الموقف الجزائري أكثر من متشدد”. وأشار إلى زيارة وزير الخارجية العُماني بدر بن حمد بن حمود البوسعيدي لدمشق، ولقائه الأسد، مؤكداً أن “الزيارة تصب في هذا الإطار”.

ووصف المصدر المطلع على كواليس زيارة الوفد العُماني، الزيارة ب”المحاولة الثانية” لإعادة النظام السوري إلى الجامعة العربية، بعد المحاولة الأولى من جانب الإمارات. وقال: “تركز المحاولات العربية على علاقة دمشق بطهران، لكن بالمحصلة لكل بلد استراتيجية خاصة للحفاظ على الأمن القومي”.

وعن ردود النظام على هذه المطالب، قال المصدر: “من غير المعقول أن يوافق النظام على الابتعاد عن حليف مثل إيران، وفي اليوم الثاني يجد من يهاجمه، كما فعل سفير السعودية لدى الأمم المتحدة عبد الله المعلمي خلال خطابه في اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في كانون الأول/ديسمبر الماضي”.

ولم يحدد للآن موعد انعقاد القمة العربية المقبلة في الجزائر. وأكد وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، أن تاريخ انعقاد القمة سيعلن في اجتماع وزراء الخارجية العرب بالقاهرة في آذار/مارس.

وقالت وزارة الخارجية الجزائرية إن “الجزائر ستطرح خلال الاجتماع الوزاري الرسمي بالقاهرة شهر آذار/مارس المقبل، تاريخ انعقاد القمة الذي يحدده الرئيس عبد المجيد تبون مع استكمال المشاورات الحالية مع الدول العربية الشقيقة”.

من جانبها نقلت وكالة “نوفا” الإيطالية للأنباء عن مصدر جزائري لم تسمه، أن الجزائر اختارت مطلع تشرين الثاني/نوفمبر 2022 لعقد القمة التي كانت مقررة بداية مطلع آذار/ مارس.

في المقابل، تحدثت وسائل إعلام جزائرية عن ما اعتبرتها محاولات لإفشال عقد القمة في الجزائر. ونشرت صحيفة “الشروق” الجزائرية مقالاً قالت فيه إن “دولاً خليجية وعربية أخرى تريد أن تتطابق مواقف الجزائر تماماً مع مواقفها باتجاه الاستمرار في استبعاد سوريا من الجامعة العربية إلى أجل غير مسمى، وتأييد خليفة حفتر، ومعاداة إيران، وإعادة علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب”.

وأضافت أنه “لا شيء يبرّر تواصل استبعاد سوريا من الجامعة العربية بعد مرور نحو 5 سنوات على توقُّف الحرب، ولعل الإصرار على استبعاد سوريا لم يعد له أي مبرر على الإطلاق، والغريب أن بعض الدول تصر على الاستمرار في معاداة سوريا وتمد يدها في الوقت نفسه للاحتلال الصهيوني”.

وكان الأمين الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط قد أكد أن “مسألة عودة سوريا إلى الجامعة لم تطرح خلال الاجتماع الوزاري التشاوري العربي في الكويت، قبل يومين”، وذلك في مؤشر واضح على عدم وجود إجماع عربي على ذلك.

المصدر: المدن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى