رحبت مختلف الأطراف الفلسطينية رسميا وفصائليا بتقرير منظمة العفو الدولية الذي اتهم دولة الاحتلال الإسرائيلي بممارسة الفصل العنصري ضد الفلسطينيين. ورحّبت وزارة الخارجية الفلسطينية، وحركتا المقاومة الإسلامية “حماس”، والجهاد الإسلامي، الثلاثاء، بتقرير المنظمة. وقالت وزارة الخارجية الفلسطينية، إن تقرير منظمة العفو الدولية، “إثبات إضافي بأن إسرائيل دولة فصل عنصري ويجب مساءلتها”. وأضافت أن “هذا الواقع البغيض للإجرام والإفلات من العقاب، لا يمكن أن يتم تجاهله أو نكرانه من المجتمع الدولي”. وقالت: “ترحب دولة فلسطين بالتقرير الهام لمنظمة العفو الدولية، الذي رصد وكشف عن نظام الفصل العنصري الإسرائيلي، وعن السياسات والممارسات العنصرية ضد الشعب الفلسطيني”. وطالبت الجمعية العامة للأمم المتحدة، ومجلس الأمن، بإخضاع “إسرائيل للمساءلة والمحاسبة”.
كما دعت المحكمة الجنائية الدولية إلى “اتخاذ الإجراءات اللازمة، ودون مماطلة، ليشمل تحقيقها رسميا، ارتكاب إسرائيل لجريمة الفصل العنصري كجريمة ضد الإنسانية”.
واتهمت المنظمة إسرائيل، الثلاثاء، بإخضاع الفلسطينيين لنظام الفصل العنصري القائم على سياسات “الفصل والتجريد والإقصاء” الذي قالت إنه يرقى لمستوى الجرائم ضد الإنسانية. وقالت المنظمة، ومقرها لندن، إن نتائجها القائمة على البحث والتحليل القانوني وردت في تقرير من 211 صفحة عن استيلاء إسرائيل على أراض وممتلكات فلسطينية وعمليات قتل خارج نطاق القانون ونقل أشخاص قسرا والحرمان من المواطنة. وقالت إسرائيل إن التقرير، وهو الثاني الذي تصدره المنظمة الدولية المعنية بالحقوق في أقل من عام لتتهمها بانتهاج سياسة الفصل العنصري، “يدعم ويعيد نشر الأكاذيب” الصادرة عن جماعات الكراهية وهدفه “تأجيج نار معاداة السامية”. واتهمت إسرائيل المنظمة باستخدام “الكيل بمكيالين والشيطنة من أجل نزع الشرعية عن إسرائيل”. بدورها، أشادت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، بتقرير المنظّمة الدولية، واصفة إياه بـ”المهني”. وقال هشام قاسم، رئيس الدائرة الإعلامية في حركة حماس إن حركته تنظر “بتقدير واحترام لجهود منظمة العفو الدولية، في إصدار تقريرها المهني الذي يضع الحقائق في نصابها”. وتابع: “التقرير يصف الواقع المأساوي لشعبنا الفلسطيني الرازح تحت الاحتلال على حقيقته، من
خلال اعتبار كيان الاحتلال بأنه نظام فصل عنصري، ويطبق سياسة الأبارتهايد في الأراضي الفلسطينية المحتلة كافة”. واعتبر هذا التقرير “مساهمة جديدة في تعرية الاحتلال الإسرائيلي، ورفع الغطاء الذي حظي به لسنوات وعقود طويلة، سواء من خلال ما توفره الدول الاستعمارية الكبرى، أو غض الطرف عما يرتكبه من انتهاكات وممارسات بشعة”. من جانبها، رحبت حركة الجهاد الإسلامي، في بيان لها، بالتقرير، داعية إلى “اتخاذ موقف دولي بوقف دعم الاحتلال”. لكنّ الحركة قالت في بيان لها، إنها “تختلف مع تقرير المنظّمة في العديد من المصطلحات، كتسمية دولة الاحتلال بالدولة اليهودية”. وطالبت المرجعيات القانونية والحقوقية الفلسطينية، والفصائل، والإعلام الفلسطيني بـ”متابعة التقرير الدولي والوقوف عليه جيداً، واعتباره شهادة دولية في مواجهة الاحتلال الصهيوني”.
المصدر: عربي 21