الأمريكان آخر من علموا بـ25يناير ||   أكذوبة “c I A”فى الذكرى 11للثورة

حمادة إمام

كشفت تسريبات “ويكيليكس” عقب ثورة 25يناير2011 عن وثيقة صادرة عن السفارة الأمريكية

أن اللواء عمر سليمان الذى عمل رئيساً للمخابرات المصرية العامة منذ 1993 وحتى تسميته نائبا للرئيس يوم 29 يناير عام 2011 كان ينظر إليه باعتباره الخليفة الأنسب للرئيس مبارك، وتزعم برقية صادرة فى مايو 2007 أن صديقاً شخصياً أبلغ السفارة الأمريكية بالقاهرة بشأن إحباط سليمان من كسر الرئيس مبارك تعهداته له بعد بروز طموحات جمال الرئاسية وعلى الرغم من اعتقاد السفارة الأمريكية بالقاهرة احتمال إتمام مسلسل التوريث.

وأضافت الوثائق أن دبلوماسيين غربيين تحدثوا كثيرا خلال عام 2010 بشأن تضاؤل فرص جمال فى اللحاق بالرئاسة، مشيرين وقتها إلى سليمان باعتباره الخليفة الأنسب.

وبالنسبة لموقف سليمان من التوريث، فكما تنقل البرقية عن الصديق الشخصى المقرب من السفارة أنه يكره فكرة أن يكون جمال رئيساً للبلاد.

وتشير برقية أخرى مكتوبة فى أبريل 2006 إلى أن سلطة ونفوذ السيدة الأولى كانا مفتاح بروز جمال باعتباره المرشح للرئاسة ففى سعيها نحو تمهيد الطريق لابنها منعت الرئيس مبارك من تعيين نائب له والذى كان من المفترض أن يكون عمر سليمان وذكرت السفارة فى برقيتها أنه وفقا لمصادر خاصة فإن سوزان أقنعت مبارك بعدم تسمية نائب له.

وما يؤكد هذا الكلام ما قالة اللواء مجدي عمار، مدير الشئون المالية والإدارية لرئاسة الجمهورية السابق فى تصريحات سابقة عن ان مبارك كان يريد تعيين عمر سليمان نائبا له ولكن وشاية زكريا عزمى أوقفت القرار، خاصة انه يدرك مدى حالة العداء بينه وبين سليمان الذى من الممكن ان يطيح به لو حصل على بعض السلطات من الرئيس، كما ان سوزان مبارك قامت بتمزيق قرار تعيين عمر سليمان بنفسها

………………………….

في 7 أكتوبر2019، أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب أنه أجاز رفع السرية عن رسائل البريد الإلكتروني الخاص بوزيرة الخارجية السابقة، هيلاري كلينتون، واصفاً ما ورد فيها بـ “الجريمة” في تاريخ أمريكا، وتكشف تلك الوثائق تورط إدارة أوباما في دعم الخراب الذي حل بالوطن العربي منذ عام 2011 تحت مسمى “الربيع العربي”، وكذلك حجم الدعم الأمريكي المقدم لجماعة الإخوان الإرهابية في مصر.

في البداية، الولايات المتحدة كانت قلقة من وصول الإسلاميين إلى الحكم في مصر إذا ما غادر الرئيس الراحل حسني مبارك الحكم، فقد أشارت وثيقة بتاريخ 29 يناير 2011، إلى مخاوف أمريكية من خلق إيران أو كوبا جديدة إذا ما اعتلى الإسلاميون سدة الحكم، بما يزيد من زعزعة استقرار المنطقة.

وثائق الخارجية الأمريكية المعروفة إعلاميًا بـ”ايميلات هيلاري” ، توضح أن إدارة أوباما كانت ترى تنظيم الاخوان بديلًا عن نظام مبارك فور اندلاع ثورة يناير 2011، وان هنالك تفاهمات إخوانية أمريكية من قبل تلك الأحداث،إلا أن الوثيقة رقم C05778953 التابعة لحقيبة الوثائق رقمF-2014-20439 الخاصة بالخارجية الأمريكية، توضح أن هناك تنافسًا وتضاربًا بين رؤية الرئيس باراك أوباما ووزيرة الخارجية هيلاري كلينتون حول آليات استبدال نظام الإخوان بنظام مبارك، وأن العاصمة الأمريكية واشنطن شهدت صراع طيلة 18 يومًا على وقع أحداث يناير 2011 المصرية، على أمل الفوز بكعكة يناير كلاً حسب حسابته، ما بين البيت الأبيض والخارجية الأمريكية.

مجموعة البيت الأبيض ضمت باراك أوباما إلى جانب مستشاريه الذين عملوا في حملته الانتخابية عام 2016، وهم من شباب الحزب الديمقراطي أصحاب التوجه اليساري التقدمي، كما انضم إلى فريق أوباما السيناتور جون كيري، والذي كان يشغل وقتذاك رئيس لجنة العلاقات الخارجية بالكونجرس الأمريكي قبل توليه وزارة الخارجية خلفًا للسيدة كلينتون في فبراير 2013.

كانت رؤية فريق أوباما تنص على التنحي الفوري للرئيس الراحل محمد حسني مبارك

وعقد الانتخابات البرلمانية والرئاسية في أقرب فرصة من أجل أن يتسلم حلفاء واشنطن السلطة في القاهرة، بينما كانت هيلاري كلينتون وفرق عمل الخارجية الأمريكية يعتبرون وعد مبارك بعدم الترشح هو أو نجله في الانتخابات الرئاسية المقبلة وتفويض صلاحياته دستوريًا إلى نائبه اللواء عمر سليمان (1936 – 2012) هو انتصار حقيقي للثوار وأن عمر سليمان كرئيس بالإنابة اسم مقبول لقيادة المرحلة الانتقالية على أن تجري الانتخابات البرلمانية في سبتمبر 2011 ثم الرئاسية بعد ذلك.

الخلاف بين أوباما وكلينتون لم يكن حبيس المؤسسات الأمريكية، ولكن حينما عقد منتدى ميونخ الأمني أوائل فبراير 2011 بينما لا تزال الأزمة مشتعلة في الشوارع المصرية، لم تنسق هيلاري مع أوباما قبل أن تسافر إلى ميونخ الألمانية للقاء زعماء أوروبا وحلفاء واشنطن، بل وتعمدت اقصاء مستشار الأمن القومي الأمريكي توماس دونيلون عن الوفد الأمريكي ومنعه من السفر على طائرة الخارجية الأمريكية رغم أن دونيلون قد وجهت إليه الدعوة كمتحدث منفصل في منتدي ميونخ إلى جانب دعوة هيلاري كلينتون، ولكن دونيلون كان مؤيدًا لوجهة نظر أوباما وهو ما رفضت هيلاري أن يتم طرحه في منتدي ميونخ.

عقد منتدى ميونخ جلسة سرية حضرها زعماء وممثلو الدول الأوروبية وبعض الدول المعنية بالشأن المصري، وتحدثت هيلاري عن رؤية الخارجية الأمريكية باعتبارها رؤية إدارة أوباما.

ويشير التقرير إلى أن هيلاري لم تكتف بهذا التحدي في سباقها مع أوباما، ولكن الحاصل أن الإدارة الأمريكية أرسلت إلى القاهرة مبعوثًا خاصًا لمقابلة مبارك هو السفير فرانك ويزنر، والمعروف عن ويزنر أنه دبلوماسي من المدرسة الكلاسيكية الحريصة على العلاقات المصرية الأمريكية لأهميتها في ملف المصالح الأمريكية بالشرق الأوسط، ومن أصدقاء مبارك القدامى على ضوء أنه شغل منصب سفير واشنطن بالقاهرة لسنوات، ورغم أنه حمل رسالة من الرئيس الأمريكي إلا أنه كان متسقًا مع رؤية هيلاري بأن التنحي الفوري لمبارك قد يؤدى إلى مشاكل إقليمية جمة.

المصدر: صفحة حمادة امام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى