يحاول اليوم بعض الأشقاء من الدول العربية فتح العلاقات مع النظام السوري، أو إعادة سورية لجامعة الدول العربية، وترتيب لقاءات وزيارات لأهداف كثيرة، لكن سورية ليست النظام السوري، النظام سلّم سورية مقابل البقاء، لايران العدو الأساسي للدول العربية الذي له أطماعه التوسعية فيها والسيطرة على العواصم وتهديد أمنها، وايران هي اليوم بالانتشار العسكري من عدة وعتاد وتطوير الصناعات الحربية داخل سورية عبر الهيمنة على مركز البحوث العلمية السوري مؤخراً، والذي بات مركزًا بحثيًا لتطوير الأسلحة والصواريخ على أراضي سورية ليسهل تمرير السلاح إلى لبنان والعراق وحتى اليمن، فهل يمكن لهذا النظام المرهون لإيران والذي بدأت علاقته الاستراتيجية مع إيران منذ الأسد الأب وتابع الأسد الابن، وسلم لهم سورية بمراكزها الحيوية من الميناء في الساحل إلى المدن الكبرى ومناطق الفوسفات شرقاً، وإلى المراكز التثقيفية والأوقاف ثم البحوث العلمية، فضلاً عن التمدد والانتشار العسكري الذي بات أقوى من النظام نفسه مع الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة، فكيف لهذا النظام الهزيل أن ينزع هيمنة النظام الإيراني عن سورية.!!
إيران التي أنفقت قرابة 50 مليار دولار في سورية منذ بداية تدخلها ورصدت ميزانية للحرس الثوري الإيراني فقط لعام 2022 حوالي 22مليار دولار وقاتلت عشر سنين وساعدت على بقاء النظام طيلة هذه الفترة لن يتركها النظام السوري ولن تترك إيران سورية التي قاتلت في كل قرية وحارة من أجل البقاء في سورية وتحقيق مشاريعها وأهدافها.
الحل المنطقي لإضعاف إيران في سورية يكمن في أمرين: الأول يتمثل بالحل السياسي والتغيير الحقيقي في سورية رغم تعذره، والثاني هم الملايين من اللاجئين والنازحين وحتى المكرهين في مناطق النظام فهؤلاء تأذوا كثيراً ولديهم الرفض المطلق لأي وجود إيراني، وهذه ظاهرة ينبغي الاستفادة منها.
نتمنى لسورية الخلاص من مخالب إيران كما نتمنى لكل الأشقاء العرب الحفظ والسلامة من العبث والأطماع الإيرانية. ولهذا فإن فتح العلاقة والاتفاقيات مع الأسد لن تغير من واقع الحال، بل ستزيد الأمر تعقيداً.
وإن موقف المملكة العربية السعودية الواضح عبر مندوبها في الأمم المتحدة يؤكد جلياً الرؤية العميقة والاستراتيجية للمملكة في حقيقة الصراع على أرض سورية، ومدى التغلغل والعبث الإيراني الذي بات كالسرطان المنتشر في المنطقة العربية ويهدد أمنها ويتغلغل فيها ويهددها في أماكن كثيرة.
التعويل في سورية على السوريين ككل الذين يرفضون الوجود الإيراني والتدخل جملة وتفصيلاً وليس على النظام الأجير المرهون لإيران هو الأصح.
سورية كانت رائدة النهوض العربي، عبر مثقفيها ومفكريها وشعبها، فضياع وخسارة سورية من أيدي الأشقاء العرب يخدم مصالح إيران ومشاريعها وزيادة تجرؤها على باقي الدول العربية، وكسب سورية من خلال شعبها وأن تُسترجع وتُحرر من حالة الاختطاف الإيراني لسورية هو انكسار الإيراني في المنطقة وتوقف تمدده وعربدته.
فهل عودة العلاقة مع أجير إيران سيخلص سورية من إيران وسيكسب الأشقاء العرب سورية من خلاله.!
المصدر: اشراق