دعت الولايات المتحدة، روسيا إلى سحب قواتها التي أرسلتها إلى كازاخستان بطلب من الرئيس الكازاخي قاسم جومارت توكاييف، “بسرعة”، فيما اتخذت الحكومة الكازاخية إجراءات جديدة بعد الاضطرابات بالبلاد.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، إن الولايات المتحدة ترحب بعودة الهدوء إلى كازاخستان بعد أعمال العنف التي شهدتها الأسبوع الماضي والتي لم يسبق للجمهورية السوفياتية السابقة أن رأت مثيلا لها منذ استقلالها في 1991.
وأضاف: “نرحب أيضا بالإعلان الذي أدلى به الرئيس توكاييف الذي قال إن قوات حفظ السلام التابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي أنجزت مهمتها”.
وكانت هذه المنظمة التي تقودها موسكو أرسلت إلى كازاخستان قوة حفظ سلام متعددة الجنسيات قوامها 2000 عنصر، غالبيتهم روس، لمساعدة القوات الحكومية في إعادة بسط الأمن في البلاد.
وشدد برايس على أنه “طالما أن قوات منظمة معاهدة الأمن الجماعي لم تنسحب، فسنستمر في دعوتها، لاحترام حقوق الإنسان واحترام التزامها بالانسحاب سريعا من كازاخستان تلبية لطلب الحكومة الكازاخية”.
وكان رئيس كازاخستان أعلن الثلاثاء، أن انسحاب قوة حفظ السلام سيبدأ في غضون يومين وسيتم “تدريجيا” وسينجز في غضون عشرة أيام على الأكثر.
لكن وزير الدفاع الروسي سيرغي تشويغو، أعلن أن انسحاب هذه القوة سيتم بمجرد أن “يستقر الوضع تماما” و”بناء على قرار” السلطات الكازاخية.
كازاخستان تتخذ إجراءات جديدة
وأصدر رئيس وزراء كازاخستان عليخان سمايلوف، تعليماته لوزارة الاقتصاد بصياغة مشروع برنامج عمل حكومي للعام الحالي بحلول 20 كانون الثاني/ يناير، وأوعز بوضع مقترحات لإصلاح القوات المسلحة والاستخبارات، بحسب وسائل إعلام روسية.
وأشار سمايلوف الذي تم تعيينه مؤخرا، إلى أن رئيس الدولة أصدر تعليماته بصياغة برنامج عمل حكومي لعام 2022 في غضون ثلاثة أسابيع.
ووفقا له، فإن الإجراءات المخطط لها في البرنامج يجب أن تكون قابلة للتنفيذ هذا العام، والعمل على مستوى عال من الجودة.
وأوعز سمايلوف إلى وزارة الدفاع بوضع مقترحات لإصلاح القوات المسلحة والاستخبارات، وقال: “على وزارة الدفاع والجهات المعنية أن تعمل على وضع مقترحات لإصلاح القوات المسلحة ومجتمع المخابرات وزيادة القدرة الدفاعية للجيش بشكل جذري وتقديمها إلى جهاز مجلس الأمن للاجتماع المقبل”.
ووجه رئيس الوزراء، وزارات الداخلية والاقتصاد الوطني والمالية، بتقديم “مقترحات تقوية كمية ونوعية للقوات الخاصة بوزارة الداخلية والحرس الوطني” إلى الحكومة خلال أسبوع.
إجلاء روس وأجانب من كازاخستان
بدورها قالت وزارة الدفاع الروسية إن طائرات النقل الجوي العسكري الروسية أجلت حتى الآن 2095 مواطناً من كازاخستان.
وجاء في بيان الوزارة: “إلى الآن تم إجلاء 2095 مواطنا روسيا وأجنبيا من كازاخستان إلى روسيا بواسطة طائرات النقل العسكرية التابعة لقوات الفضاء الروسية (VKS). وفي 11 يناير، تم إجلاء 376 مواطنا روسيا من كازاخستان إلى موسكو عن طريق النقل العسكري بطائرة تابعة للقوات الجوية الروسية”، بحسب روسيا اليوم.
وأوضح البيان أن الذين تم إجلاؤهم هم المواطنون الروس الذين توجهوا إلى ألماتي لقضاء عطلة رأس السنة في رحلات سياحية، ونتيجة لتفاقم الوضع وإغلاق المطار، فقد بقي السياح الروس في فنادق المدينة. وناشدوا قيادة الوحدة الروسية لقوات حفظ السلام طلب المساعدة في إعادتهم إلى روسيا.
الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يدعو الشعب والحكومة لتقديم مصلحة البلاد
ودعا الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الشعب الكازاخستاني وحكومته إلى تقديم مصالح البلاد واستقلالها وسيادتها وأمنها أمام أي اعتبار آخر، و”حل المشاكل عبر الحوار الداخلي”.
جاء ذلك في بيان نشره الاتحاد على موقعه الإلكتروني، الثلاثاء، تعليقا على الاحتجاجات التي تشهدها كازاخستان، بسبب زيادة أسعار الغاز.
وقال الاتحاد: “ندعو الشعب الكازاخستاني وحكومته إلى تقديم مصالح البلاد واستقلالها وسيادتها وأمنها، والحفاظ على ثرواتها ومكتسباتها وكرامة أهلها، وجعلها فوق كل الاعتبارات والمصالح الشخصية”.
وأضاف: “نطالب الحكومة بالاستجابة للمطالب الشعبية بتوفير الأمن والعدل الاقتصادي والرفاهية، والقضاء على الفساد بجميع أنواعه، والسماح بالمظاهرات السلمية”.
ودعا الاتحاد، المتظاهرين إلى عدم الاعتداء على الممتلكات الخاصة والعامة، وناشد جميع الأطراف “إعادة الأمن والأمان والاستقرار للبلاد حتى يتم الاستغناء عن القوات الأجنبية فورا”.
وقال الاتحاد: “ألمنا لما نشرته وسائل الإعلام من أن الاضطرابات أدت إلى قتل العشرات وجرح المئات واعتقال الآلاف، وترتب عليها استنجاد الحكومة بقوات أجنبية لا يعلم مدى آثارها الخطيرة في المستقبل إلا الله تعالى”.
وفي 6 كانون الثاني/ يناير الجاري، أعلنت منظمة معاهدة الأمن الجماعي CSTO، أنها قررت إرسال قوات حفظ السلام إلى كازاخستان بسبب الوضع الذي تشهده البلاد.
المصدر: عربي 21