قبل انسدال ستائر عام ٢٠٢١، توّج مجلس إدارة ملتقى الشام الثقافي العالمي الروائي السعودي عبدالعزيز آل زايد، لقب “شخصية مهمة” لعام ٢٠٢١م، باعتباره شخصيّة ذات تأثير وفعل إيجابي واجتماعي وثقافي وإنساني، يضم ملتقى الشام الثقافي العالمي أكثر من ٣٨ ألف عضو من مختلف الطبقات الثقافية والفكرية، ويعنى بنشر المقالات والدراسات النقدية في الفضاء الافتراضي، وفي تعقب لإصدارات آل زايد الأخيرة، برز لنا من خلال محركات البحث ومنصات بيع الكتب الإلكترونية ومعارض الكتاب الدولي كتابه البارز (أكواب القراءة)، الصادر عن دار كنوز المعرفة العلمية بالأردن – العاصمة عمان..
ومن سعادة الفرص أننا حظينا بهذا اللقاء القصير، فهلًا وسهلًا بصاحب القلم السيال والحرف المشع..
-من خلال مطالعتنا لكتابك أكواب القراءة نرى أنك تتبنى مشروع “قراءة ألف كتاب”، ألا ترى أن هذا الرقم مبالغ فيه لا سيما مع عجلة الأيام ومحاصرة القراءة؟
-هذا الرقم متواضع جدًا إذا ما علمنا أن بعض كتابنا قرأ ٧٠ ألف كتاب، لا سيما أن داء الأميّة انزوى لنكافح أميّة أخرى هي أميّة الثقافة، فرغب إمتلاكنا لناصية المطالعة نرى عزوفًا مريعًا للقراءة عند البعض، رغم سهولة بلوغ تناول الكتب.
-هل هناك فعلًا من قرأ ٧٠ ألف كتاب؟، ألا ترى أن الغلاء في بيع الكتب يساهم في هذا العزوف الذي تراه؟
-عباس محمود العقاد هو الشخص المقصود، وهو صاحب العبارة الشهيرة: “أهوى القراءة لأن عندي حياة واحدة في هذه الدنيا، وحياة واحدة لا تكفيني”، أما بخصوص ذرائع العزوف عن القراءة فهي واهية، لاسيما أمام هذا الانفتاح التقني الذي يجلب لنا الكتب دون عناء وبكبسة زر، لا كبسة رز !!
-حدثنا عن كتابك (أكواب القراءة)، وهل كان الباعث منه الحظ على القراءة فقط؟، أم أن وراء الأكمة ما وراءها؟
-بلاشك هنا أسباب أخرى، منها أنني أحببت تقدير أصحاب الأقلام الجيدة، ورغبت في إعادة مطالعة هذه الكتب التي تحدثت عنها بين دفتي الكتاب، وعدلت عن فكرة القراءة إلى الحديث عنها لتظل الفائدة أعم وأشمل وأبقى، ولا يخفى على الكثير أن هناك حيرة حقيقية لمن يرغب في القراءة، ماذا يقرأ؟، ولمن؟، فوضعت هذا الكتاب كتجربة لمن أراد أن يقتفي ويتذوق أكواب القراءة. وباختصار الكتاب يتحدث عن أبرز الكتب التي نالت استحساننا في مسيرتنا القرائية، ثم ذيلتها بالحديث عن أصحابها بشكل مقتضب.
-لماذا وصفت الكتاب بـ (الأكواب)، وهل هناك جزء ثاني له سيبزغ للنور؟
-لو كانت الوعود والأماني تتحقق حين تقال، لقلنا: “نعم”، ولكانت الإجابة بالإيجاب، لهذا لا نعد بأمر ولا نقطع بشيء، فالأمنيات تضل حبيسة أدراجها حتى تتحرك الإرادة، ولا دخان بلا نار، ما نستطيع قوله، نعم هناك كتب أخرى سترى النور قريبًا، أما لماذا وصفنا الكتاب بالأكواب، فلأن القراءة سقاء الروح والعقل، وخير من يحمل السقاء الكوب، ثم أننا صنفنا الكتب حسب المناطق والبلدان لندفع التنافس بين الأقطار، وكنا نصف الكتاب بلفظ كوب، لاستحضار معنى السقاية للإرتواء.
-هل لك أن تحدثنا عن بعض الكتب التي تناولتها في كتابك؟، ومن هم المؤلفين الذين أعجبوك؟
-بالفعل هذا هو باعث الكتاب، ومن يرغب في المعرفة، عليه مطالعة الكتاب، ولقد تعمدنا إخفاء الحديث عنها لنمعن في التشويق وندفع القارئ بالاقتناء، فليس من الصحيح دائمًا أن نضع الملاعق في الأفواه، وهذا دلال نحجبه عن القارئ لعل كتابنا يكون ضمن الخطوات التي تبلغه إتمام مشروع ألفية القراءة.
-أشرت أنه لا دخان بلا نار، وأن في جعبتك كتب سترى النور قريبًا، هل لك أن تحدثنا عن طبيعتها ومجالاتها؟
-لا مانع لدي أن أحدثكم عنها حين صدورها، وحتى ذلك الوقت نفسح المجال للقراء لمطالعة الكتب التي في الساحة، ولكل حادث حديث.
المصدر: شبكة أصدقاء الثقافة