“حزب الله” يخطف «القضية» الفلسطينية بعد اللبنانية.. «حماس» نموذجاً!

علي الأمين

لم يعد خفياً على أحد ان “حزب الله”، بعد أن خطف “القضية اللبنانية”، وأطبق  على الحلفاء كما الخصوم، وأحكم السيطرة على مفاصلها كافة بكل تقاطعاتها أو  تناقضاتها، كذلك يفعل مع “القضية الفلسطينية”، بجناحها الشقيق حركة “حماس” الذي تدب “الحماسة” لديه في جزء من الحركة وليس كلها. ولهذا السبب «يستشرس» «حزب الله» في الهجوم عليه! و أسهم إنفجار برج الشمالي في قبو احد المساجد، في تظهير هذه الصورة، بعدما تبين أنه مخزن أسلحة يتبع للحركة،  أسفر عن مقتل كادر أساسي “حماساوي” ينشط كخبير في حقل المتفجرات، وما نتج عن تشييعه كان أعظم، حيث سقط أربعة قتلى ل “حماس”، بعد إنتشار عسكري لعناصرها تخلله إطلاق نار. هذه المجزرة، تحمل بعدا لا يقل خطورة، يتمثل بالخرق المزدوج  للقرار 1701، من قبل “حزب الله” و “حماس” التي تستقوي به، و خصوصاً بعد معلومات عن أن الحزب يُخزن اسلحته في هذه المنطقة التي يُفترض ان تكون محظورة السلاح والأعمال العسكرية، ما يؤسس لتعقيدات في المشهد الداخلي والخارجي، الأمر الذي يدفع ثمنه لبنان بالنيابة عنهما. هذه المجزرة تحمل بعدا لا يقل خطورة، يتمثل بالخرق المزدوج  للقرار 1701 من قبل “حزب الله” و “حماس” التي تستقوي به وبالتأكيد أظهرت زيارة رئيس حركة “حماس” خارج فلسطين خالد مشعل الى لبنان بعد أيام على حادثة الانفجار، ارباكا لدى “حزب الله” الذي تعامل مع الزيارة ببرود في الظاهر، لا بل أوحى من خلال وسائل اعلام قريبة منه، أنه غير معني بزيارة مشعل وأن لا موعد له مع الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله، فيما محطة “المنار” لم تول اهتماما بالزيارة، كما جرت العادة مع سواه من مسؤولي “حماس”.  يعلم القاصي والداني، ان زيارة مشعل الى لبنان، لا يمكن ان تتم من دون تنسيق مع الحزب، لا بل ان حصوله على تأشيرة دخول إلى لبنان، تتم من حارة حريك وليس اي مكان آخر. أما لماذا تنصل “حزب الله” من مسؤوليته، فيمكن القول، أن الازعاج السوري الذي عبر عنه هجوم القريبين من النظام ، الوزير السابق وئام وهاب و الصحافي جوزف ابوفاضل على مشعل و زيارته ودعوته إلى الرحيل، مضافا إلى الارتباك الرسمي اللبناني، زادا من تخبطه تجاه الزيارة، من دون أن تستبعد مصادر عليمة خاصة، ان “لقاء بين مشعل ونصرالله قد جرى بعيدا عن الأضواء”.  يعلم القاصي والدانيان زيارة مشعل الى لبنان لا يمكن ان تتم من دون تنسيق مع الحزب، لا بل ان حصوله على تأشيرة دخول إلى لبنان تتم من حارة حريك وليس اي مكان آخر يطرح هذا المستجد الأمني الخطير، قدرة “حزب الله” على إعادة ترتيب الساحة اللبنانية السياسية والامنية والعسكرية، وعلى هواه تبعا لحساباته الإيرانية والداخلية، في إحتضان هذا الطرف أو “شيطنة” ذاك، وتحت أعين الدولة بأجهزتها كافة، التي يتراوح تعاطيها بين التسهيل و المحاباة.. وغض الطرف.  ولعل أخطرها على الإطلاق هو حماية السلاح غير الشرعي ل “حزب الله” لسلاح المخيمات لدى الجناح التابع له، تحت شعارات ساقطة و زائفة حول تحرير فلسطين، التي أثبتت التجارب مع مرور الزمن أنّ الحزب و”حماس” “ليسا بهذا الوارد” علماً أن لا السلطة الفلسطينية ولا حركتي حماس والجهاد يتبنيا فكرة استخدام الأراضي اللبنانية للقتال الاحتلال الاسرائيلي بل يعلنان التزامهما بمقتضيات السيادة التي عاد وأكد عليها مشعل في اطلالته امس الجمعة في صيدا، وهذا ما يعزز مقولة أن وظيفة السلاح داخلية فلسطينية ولبنانية وليست وظيفة مقاومة! هذا ما يعزز مقولة أن وظيفة السلاح داخلية فلسطينية ولبنانية وليست وظيفة مقاومة! وفي إطار تبادل المنافع والمصالح بينهما، يبرز دور حماس كأحد الأذرع الإيرانية في لبنان وفلسطين كما “حزب الله” في لبنان (وان كانت حماس نفسها يتوزع ذراعاها بين  تركيا وايران) ولكن يبقى الحزب على قاعدة “متقدم بين متساويين”، يغطي حماس تحت جناحه، في لبنان، لزوم فكرة “الساحة المفتوحة” التي يسعى اليها نصرالله بتكليف من إيران، إذا إقتضى الأمر، وفي المقابل، يعطي “حماس” ما تبتغيه للإمساك بمركزية الساحة الفلسطينية وقرارها، الذي تسيطر عليه “فتح” (ومنظمة التحرير) رسميا في لبنان، من دون إلغاء دورهما الإداري والمالي، الذي يرتب على حماس تحمل أعباء تجاه اللاجئين الفلسطينيين، لا تريدها ولا تقوى عليها. وتأتي زيارة مشعل في هذا السياق لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني على هذا النحو، مستثمرا قوة “حزب الله” وضعف “فتح”.  يبرز دور حماس كأحد الأذرع الإيرانية في لبنان وفلسطين كما “حزب الله” في لبنان الملف الفلسطيني بسلاحه ووجوده فُتح على مصراعيه، بين حزب الله وحماس وبينها “فتح”، ليستوجب حكما إعادة إحياء الإستراتيجية الدفاعية، التي يتهرب منها “حزب الله”، وشنّ حرب تموز في معرضها، ولأجل بقاء السلاح ليحكم ويتحكم بإسمه الى ما شاءت.. إيران!

المصدر: جنوبية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى