يا حسرة على العباد!!
يا حسرة على السوريين الطيبين البسطاء الدراويش السذج!!!
يا حسرة على من يُسمون علماء السوريين، وعلى ما يُسمى المجلس الإسلامي السوري!!
يا حسرة على الدروشة، والسذاجة، والغفلة، والفكر الصوفي المقيت، الذي يهيمن على ما يُسمى المجلس الإسلامي السوري!!!
يظنون أنهم إذا اختاروا واحداً منهم، ليكون ما يُسمى مفتي الجمهورية العربية السورية، فقد وجهوا ضربة قاصمة للنظام الأسدي، وحشروه في الزاوية، وحطموه تحطيماً، وهشموه تهشيماً، وأبطلوا سحره، ومكره، وكيده الذي يعمل عليه مع إيران المجوسية، منذ سنوات لإلغاء هوية سوريا المسلمة!!!
وما علم هؤلاء المساكين، السذج، والدراويش.. أن منصب المفتي لم يكن في يوم من الأيام، له قيمة ذات فائدة للمسلمين في سورية، طوال حكم الأسد، وأنه كان يُستخدم لدعم، وتعضيد حكم الأسد، وإظهاره بأنه من المسلمين.
فقد كان المفتي منذ أيام كفتارو، يعطي شرعية على إسلام الحاكم.. ليخدع ويضلل عامة المسلمين.
فوجود هذا المنصب، وعدمه، سواء.. خاصة وأنه كان منصباً وظيفياً، يعينه الأسد – الحاكم بأمره – بعد ان كان يختاره كبار العلماء.
إلغاء منصب المفتي، هو إلغاء لهوية سورية المسلمة
وما علم هؤلاء العلماء الدراويش، المتصوفون.. أن إلغاء منصب المفتي في سوريا، هو الخطوة الأولى لإلغاء هوية سورية المسلمة.
وأن المحاكم الشرعية، سيتم إلغاؤها أيضاً وما يتبعها من الأحوال الشخصية الشرعية، وأن المسلمين أو ما يحب البعض أن يطلق عليهم اسم السنة، سيكونون عبارة عن مجرد طائفة، مثلها مثل بقية طوائف الأقليات الباطنية، والنصرانية، واليهودية، وأنها كلها سيجمعها ما يُسمى ( المجلس العلمي الفقهي ).
وستزول صفة أن المسلمين هم الأغلبية في سوريا، وأن سوريا هي بلد مسلم، وسيعملون على تحويلها إلى بلد شيعي رافضي.
فالأمر إذاً! جللٌ، وأخطر، وأكبر من منصب وظيفي تم إلغاؤه.
ولكن الدراويش، وعميان البصيرة، ومرضى القلوب.. لا يفقهون، ولا يعقلون، ولا يعلمون ما وراء الأكمة، وما وراء هذه الخطة الخبيثة التي يقوم بها الأسد، والتي هي من أوامر، وتهويمات، وتوجيهات الولي السفيه القابع في قم.
مصيبةُ علماء سوريا، أنهم لا يفقهون بالسياسة شيئاً
والمصيبةُ الكبرى! أنهم لا يفقهون في السياسة شيئاً، ولا يفقهون حتى في طبيعة هذا الدين، وأنه هو الذي يجب أن يهيمن على الحياة العامة بكل شؤونها السياسية والقضائية وأخواتها، ولا يفقهون في علم الأوليات شيئاً أيضاً، ولا كيفية معالجة الأمور الطارئة، باستخدام الفقه الإسلامي الحي، واستنباط الأحكام منه.
فهم لا يتعايشون مع العصر الحديث، ولا يدركون الألاعيب السياسية الماكرة الخبيثة، ولا يعرفون كيف يتغلبون عليها، ولا كيف يبطلون سحرها، وخداعها لجماهير المسلمين.
فهم أقصى ما يعلمونه، هو: فقه الشعائر والطقوس التعبدية، وترديد الأوراد والأذكار، وأحكام تجويد القرآن، والتغني بالمدائح النبوية.
وللحسرة، واللوعة أنهم لا يتحركون إلا بناءً على ردة الفعل، مثل الكرة التي توجه إلى الحائط ، فترتد كما هي بنفس السرعة، وباتجاه معاكس.. وهذا ما يُسمى قانون ردة الفعل. وهو القانون الثالث لنيوتن في الميكانيك، الذي يعرفه طلاب المدارس الإعدادية، والذي ينص: أن لكل فعل، رد فعل مساوٍ له في المقدار، ومعاكس له في الاتجاه.
فهل – يا ترى – اختيار أسامة الرفاعي لما يُسمى منصب مفتي الجمهورية العربية السورية، سيحافظ على هوية سورية الإسلامية، وهو محشور في استنبول لا يخرج منها؟!
وهل ستكون الجمهورية العربية السورية، قابعة في منزل المفتي في استنبول؟!
وهل سيأتي إليه السوريون من داخل سورية ليستفتونه؟!
وهل سيُنشئ في بيته، محاكم شرعية، إذا تم إلغاؤها في سورية. ويصبح هو القاضي الشرعي لتنظيم صكوك الزواج، والطلاق، والميراث وسواها لكل المحافظات السورية؟!
وما قيمة اختيار منصب المفتي في استنبول، وما أهميته، وما جدواه، وما فاعليته؟!
أيريدونه ليكون عبارة عن رمز، أو وثن، أو صنم يُتعبد حوله؟!
أم هي مجرد ردة فعل معاكسة لإلغاء منصب المفتي في سورية، ومناكفة للنظام الأسدي، واستعراض لعضلات ما يُسمون العلماء، وإظهار أنهم قادرون على اختيار مفتي بدلاً من حسون الذي قُضي عليه مع القضاء على منصبه؟!
أليست هذه تصرفات صبيانية دروشية، تحمل رعونة، وسلوكاً طفولياً، لا يفعله إلا أولو الأحلام الخفيفة الضعيفة، التي لا تليق حتى بطلاب الصفوف الأولى من المدارس الشرعية؟!.
وهنا قد ينبري بعض الطيبين المخلصين، الملهوفين، والمتألمين فيقولون: وما الحل إذاً؟
الخطوة الأولى:
أن يستنكروا ويحتجوا بأقوى العبارات، وأقساها، وأشدها، إلغاء منصب المفتي، ويبينوا للناس مآلات الإلغاء، وعقابيله، وما سيتبعه من أمور كارثية على مسلمي سوريا.
وأن ينظموا ندوات ولقاءات مع الجالية السورية والعربية وسواها، وأن يظهروا على جميع القنوات التلفازية، ليشرحوا للناس النتائج الكارثية لقرار إلغاء منصب المفتي.
وأن يُحدثوا ضجة إعلامية كبيرة، ومدوية.. تنتشر في أصقاع الدنيا كلها، وأن يقوموا بتوعية الناس في داخل سوريا خاصة، وفي خارجها عموماً.. عن خطورة هكذا قرار. وبحيث يصل صوتهم إلى جحر الذي أصدره.
وأن يحرضوا المسلمين في داخل سوريا وخارجها، على الثورة، والتمرد، والعصيان المدني، والانقلاب على من أصدر ذلك القرار الخبيث.
لا أن يلجؤوا إلى هذه الطريقة الطفولية القميئة، بانتخاب مفتي جديد بدلاً من القديم، وكأنهم كانوا ينتظرون على أحر من الجمر، إلغاء منصب المفتي، ليقوموا هم بتعيين مفتي جديد منهم، وكأن القضية هي مجرد قضية مناصب.
الخطوة الثانية:
أن يقوم هؤلاء العلماء المنضوين تحت مظلة ما يُسمى المجلس الإسلامي السوري، بالتواصل مع من بقي من زملائهم في سوريا، وتحريضهم على الاحتجاج، والاستنكار، والتنديد، لإلغاء منصب المفتي، وما سيتبعه من إلغاءات أخرى.
ولا شك أن هذا الاحتجاج، والاستنكار، ستكون ضريبته غالية الثمن، وهي الاعتقال، والسجن، والتعذيب حتى الموت.
ولكن ألا يستحق هذا الأمر الجلل، وهو ضياع هوية سوريا الإسلامية، بذل الأرواح، والمُهج في سبيل الله، وفي سبيل المحافظة على الهوية الإسلامية لسوريا؟
الخطوة الثالثة:
وهي الأكثر أهمية، أن ينطلقوا جميعاً إلى أماكن المجاهدين والمقاتلين في إدلب، وما حولها، ليحرضوهم على القتال، لاستعادة الأراضي المحتلة من قبل عصابات الأسد وزبانيته.
كما كان يفعل العز بن عبد السلام، أيام هجوم المغول على بلاد الشام. فكان يتنقل بين الشام ومصر، يحرض المسلمين على الاستعداد لمواجهة المغول، بعد سقوط بغداد على يد هولاكو اللعين، والذي جاء من بعده، كان يتهيأ ويحضر لمهاجمة مصر.
فجاء الشيخ الرباني الجليل إلى مصر، واتصل مع حاكمها الذي كان في ذلك الوقت قطز، وهو أمير المماليك.
وفعلاً تجاوب قطز مع أفكار ودعوة العز بن عبد السلام، وجهز جيشاً عرمرماً، فانطلق به من مصر لمهاجمة قوات المغول خارج مصر، قبل أن يهاجموا مصر.
وكانت الموقعة الفاصلة عين جالوت في الأراضي الفلسطينية عام 658 هج حيث تحقق الانتصار الكبير، والفوز المبين، للمسلمين على المغول الذين انهزموا شر هزيمة.
فلماذا يقعد هؤلاء العلماء في استنبول؟!
ماذا يفعلون في استنبول، غير أن يأكلوا ويشربوا وينكحوا النساء، ويتمتعوا بهن، ويتركوا سوريا العظيمة المباركة نهباً للأعداء.
علامَ لا يكونوا في أرض الرباط؟! وفي ميدان الحرب؟! يوجهون المجاهدين، وينشطونهم، ويحثونهم على القتال، بدلاً من أن يتركوا الساحة لهذا الصبي الأمرد المسمى الجولاني؟!
المصدر: الاسلاميون