كشفت صحيفة “يديعوت أحرونوت” أن هناك جناحاً لا بأس به في هيئة الأركان الإسرائيلية يدعو إلى دعم نظام بشار الأسد لبسط سيطرته على كامل سوريا، بهدف التخلص من الإيرانيين وتقليص نفوذهم في حدود إسرائيل الشمالية.
وقال معلق صحيفة “يديعوت أحرونوت” للشؤون الأمنية والعسكرية، رون بن يشاي، إن هذا الجناح يرى أنه يجب اتخاذ إجراءات غير مباشرة لمساعدة الأسد على بسط حكمه على كامل سوريا.
وأوضح بن يشاي، المعروف بصلاته الوثيقة بهيئة الأركان، أن هناك جهداً سياسياً من قبل إسرائيل لمحاولة تعبئة واشنطن لدعم الأسد في إعادة إعمار سوريا.
وبحسب الصحيفة، تأتي المطالبات الإسرائيلية لواشنطن بدعم الأسد، لأن الأخير “مستاء” من الوجود الإيراني الذي يعرقل الخطط المستقبلية لنظامه ولحلفائه الروس، إضافة لضرورة أن تكون الولايات المتحدة ثقلاً موازناً للنفوذ الروسي في الساحة الشمالية.
مصالح مشتركة بين الأسد وبوتين وإسرائيل
قال خبير الشؤون الأمنية والعسكرية، مع انخفاض حدة المعارك في الساحة السورية بدأت تتقاطع المصالح بين الأسد وبوتين وإسرائيل في الآونة الأخيرة حول تقليص النفوذ الإيراني.
ويرجع بن يشاي، “المصالح المشتركة” إلى اهتمام نظام بشار الأسد وحليفه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإرساء الاستقرار السياسي وفرض سيطرة النظام على معظم الأراضي السورية للانتقال إلى مرحلة إعادة الإعمار.
وبحسب بن يشاي، فإن أنشطة إيران العسكرية في سوريا باتت تثير استياء نظام الأسد لأنها تقوض سعيه لفرض سيطرته على كامل سوريا، كما أن بوتين بات يدرك أهمية الضربات الإسرائيلية لكبح الإيرانيين، الذين ينافسون الروس اقتصادياً في سوريا.
وتستند الصحيفة في الكشف عن محاولات إسرائيل لدعم الأسد على التقرير السنوي للجيش الإسرائيلي لـ “تقييم الوضع” للعام 2022، والذي أشار إلى انخفاض مستوى التهديد على الجبهة الشمالية (سوريا ولبنان)، نتيجة العمليات العسكرية الإسرائيلية في الساحة السورية ضد الوجود الإيراني.
وجاء في التقرير أن تحديات الأمن القومي الإسرائيلي في الجبهة الشمالية شهدت تحسناً بشكل معتدل وانخفاضاً طفيفاً في 2021، بعد سنوات من التوتر، مع توقعات باستمرار الهدوء خلال العام المقبل.
تطور الموقف الإسرائيلي تجاه الأسد
تشير هذه المعطيات إلى تطور في الموقف الإسرائيلي تجاه نظام الأسد، يحمل تحولاً إيجابياً لصالح الأخير، من تجنب إسرائيل العمل ضده ورفضها التدخل لإسقاطه والاكتفاء بتفضيل نظامه على دعم معارضيه، إضافة إلى الوقوف بجانبه والمطالبة بدعمه.
وكانت هيئة الأركان الإسرائيلية حسمت الجدل مبكراً حيال موقفها من نظام الأسد بعد اندلاع الاحتجاجات الشعبية في سوريا قبل عشر سنوات، وقررت عدم إسقاطه، مع أنها كانت أمام فرصة للتخلص منه والاستعاضة عنه بنظام موال للغرب وبعيد عن الهيمنة الإيرانية، بحسب تقرير سابق لصحيفة “يديعوت أحرونوت”.
وذكرت الصحيفة، في آذار/مارس الماضي، منذ بدء الاضطرابات في سوريا كان هناك جدل في هيئة الأركان الإسرائيلية بين جناحين الأول يدعو للتدخل في سوريا واستغلال الأحداث للإطاحة بالأسد لاستبداله بنظام جديد موالٍ للغرب، وجناح آخر يعارض هذا التوجه.
وأكدت الصحيفة أن الجدل حُسم لصالح الجناح المعارض لفكرة إسقاط الأسد، وقررت إسرائيل مبكراً عدم التدخل في الملف السوري مفضلةً بقاء نظام الأسد “المعروف والمضبوط” على آخر غير مضمون.
المصدر: موقع تلفزيون سوريا