٤٢ سنة ولا أحد من الليبيين يعرف أين ذهب النفط الليبي ،وعلم ذلك عند الله والقذافي والجهات التي استفادت منه . كل ما أنجزه القذافي لليبيا هو :
١- ماء الشرب لبنغازي .
٢- علَّم الليبيين قباحات الدولة الأمنية .
٣ – علَّم قسم منهم النفاق السياسي القائم على الخوف والجشع ومنهم اللجان الثورية .
مشاهد لا أنساها خلال خمس سنوات تدريس في ليبيا :
١ – في مهرجان رعب اجتمعت قبيلة أحد المعارضين للقذافي يتبرؤون من ابنهم، ويهدرون دمه ،وقف والد المعارض،وهو شيخ طاعن في السن وهو يرتجف من شدة انفعاله، وينفض بيديه على غير معنى ، عدا التعبير عن الخوف والإضطراب ويقول : نحن نتبرا من ولدنا .
اما خطيب القبيلة فوقف وتحدث بكلمات مضطربة تعبر عن شحنة نفاق مفروضة ودونها الموت ،إلى أن وصل لقوله : إن هذا القائد ايها الأخوة ( وبشكل متقطع ومضطرب ) وكرر :
إن هذا القائد أيها الأخوة ….إن هذا القائد أيها الأخوة … يجب …يجب أن يُعبد …وأغمي عليه وسقط أرضاً .
٢- مطالبة القذافي لليبيين البالغ عددهم ثلاثة ملايين ونصف أنذاك في مساحة مليون وسبعمائة وخمسين الف كيلو متر مربع ، بالهحرة من سبخة الملح حسب وصفه ، ويقصد ليبيا التي لاتصلح للمعيشة ،بالهجرة للسودان بلد الخير والماء !!!وعلى شاشة التلفزيون الليبي .
أما أمانة اللجنة الشعبية للوحدة العربية ، فلها دعاية يومية على التلفاز لتشجيع الليبيين بالهجرة للسودان ، مع تقديمها الدعم المادي لكل من يريد الهجرة ،مع بث صور تشجيعية على الهجرة ،مثل حقول الذرة الخضراء الجميلة في السودان وجداول الري المتدفقة من المضخات .
٣- قول القذافي على التلفاز الليبي ،في إحدى تجلياته المقيتة قال :
يقول الصهاينة أن ليبيا لهم ،ويستندون للقرآن ( حيث يقول موسى لفتاه حتى ابلغ مجمع البحرين او أمضي حقبا . وهادي ياهي تعني عند اليهود ان مجمع البحرين هي منطقة الدلتا المصرية ،وحقبا تعني ليبيا … وانا أريد أناقشهم في ذلك !!!!
٤- وقف القذافي يشرح لليبيين على شاشة التلفاز ،أين تذهب أموال النفط الليبي ،واستوقفني بند النفقات الإدارية البالغ خمسة مليارات دينار ليبي والتي تعادل = ١٦.٥ مليار دولار ،لو وزعت على الشعب الليبي لكانت حصة المواطن الواحد ٤٧١٤ دولار سنوياً بينما راتب المعلم الليبي سنوياً ووسطياً ٣٦٠٠ دينار ليبي قيمتها الشرائية أنذاك ( بداية التسعينات من القرن الماضي ) ١٤٤٠ كيلو لحمة عجل .
اما النفقات الإدارية فتعني طاولات وكراسي وأقلام وحبر وسبورات مدرسية ومقاعد و اوراق ومطبوعات مكتبية ومياه شرب وصرف صحي للمكاتب ..ومابحكمها .
٥- في حفل وصول ماء نهر القذافي الصناعي العظيم ( ماء الشرب ) فقط وليس للري ،لبنغازي ،وحيث عبد السلام جلود رحمه الله يلقي كلمته الثورية جداً عن الإنجاز الصناعي العظيم ( ماء الشرب ) ،والقذافي يقف كالمارد بعباءته ونظارته السوداء في مكان مرتفع وأمامه للأسفل منصة الخطابة ،والأطفال يسبحون في حفرة تصب فيها المياه العظيمة من النهر العظيم الذي أنجزه القائد العظيم ،والذي يمسك بيده مسدساً يطلق منه شهب نارية ترسم أشكالاً هندسية في السماء ،ويتأملها بعظمة ،حتى اطلق القذافي شهاباً نارياً رسم في السماء نجمة حمراء سداسية ( نجمة داوود الصهيونية ) وانا انظر لذلك المنظر على شاشة التلفاز ،وأنا في واحة من واحات الصحراء الليبية ،فقلت لزوجتي خشية التوهم : انظري لهذا الشهاب ..ماهو ؟ قالت : نجمة سداسية حمراء .
قلت لها : حاذري الكلام عن ذلك أمام احد .
وهذه ذكريات لا أنساها عن ليبيا الناس الطيبين و البطل الشيخ عمر المختار رحمه الله وأحسن مثواه .
318 2 دقائق