انتقادات لهادي البحرة على خلفية تأكيده دخول قنصلية النظام السوري في جنيف

أثار الرئيس المشترك لـ”اللجنة الدستورية” عن المعارضة، هادي البحرة، موجة جدل واسعة، على خلفية تأكيده دخول قنصلية النظام السوري في مدينة جنيف السويسرية، خلال مشاركته في الجولة الخامسة من محادثات الدستور السوري، مطلع العام 2021.

وكانت الأنباء عن زيارة البحرة لقنصلية النظام السوري قد أحدثت نقاشات عن أسبابها، وما إن كان هناك مفاوضات تجري خلف الكواليس بين البحرة والنظام السوري.

إلا أن البحرة أوضح أن سبب ذهابه لقنصلية النظام كان لغرض تجديد جواز سفره الصادر عن النظام السوري، قائلاً على “فيسبوك”: “أنا واحد من السوريين الذين اختاروا أن ينضموا للثورة منذ بداياتها في العام 2011، ونتيجة ذلك الموقف طالني ما طالهم من ملاحقات ومذكرات إلقاء قبض وأحكام تعسفية وأيضا مشكلة إصدار و تجديد جواز السفر، كوني لا أملك أي جواز سفر آخر، ولا أحمل إلا الجنسية السورية”.

وأضاف البحرة “تبقى لانتهاء جواز سفري أشهر عدة أثناء انعقاد الدورة الخامسة للجنة الدستورية في جنيف، فقمت ببحث ذلك مع رئاسة هيئة التفاوض السورية ومنسق الائتلاف في الهيئة، وأخبرتهم بأنني سأقوم بإرسال رسالة رسمية إلى مكتب المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في جنيف أطلب فيها تدخله لتجديد جواز سفري”.

وتابع أن “المكتب الأممي تواصل مع النظام، وأخبره الأخير بأنه مستعد لتجديد جواز السفر لمدة عامين ونصف عبر قنصليته في جنيف، شرط تقديمي للطلب شخصياً في القنصلية ودفع الرسوم”، مشيراً إلى أنه ذهب برفقة مديرة المكتب الأممي إلى القنصلية في جنيف عند تقديم الطلب، وعند استلام الجواز.

واختتم البحرة قائلاً: “هذا ما تم، وفعلا ذهبنا وقدمت الطلب على كاونتر الطلبات في القنصلية ودفعت الرسوم وبعد يومين عدنا معا واستلمنا الجواز..هذه معاناة السوريين جميعاً وأنا منهم”.

حديث البحرة أعاد تسليط الضوء على قضية احتكار النظام السوري لإصدار وثائق السفر، والانتقادات التي تطال المجتمع الدولي لعدم مساعدة السوريين على إصدار جوازات سفر تلقى اعترافاً دولياً، والاتهامات للمعارضة بالتقصير القانوني في هذه المسألة.

واعتبر البعض أن على البحرة انتهاز هذه الفرصة لمطالبة العالم بحل عادل لهذه الإشكالية، بدلاً من الرضوخ والذهاب لقنصلية النظام لتجديد جواز السفر. وقال الكاتب والمحلل السياسي فراس علاوي “لا بد من النظر إلى ذهاب البحرة من جانبين، الأول البحرة هو مواطن سوري بالنهاية، وبالتالي هو مجبر شأنه شأن آلاف السوريين على التوجه لسفارات وقنصليات النظام لتجديد جواز السفر”.

واستدرك قائلا في حديثه مع “القدس العربي” لكن من جانب آخر، يمثل البحرة المعارضة (هكذا يفترض)، وبالتي فإن ذهابه هو اعتراف منه بأنه تحت سلطة النظام، لأن القنصلية هي ممثلة للنظام السوري في نهاية المطاف.

وتساءل علاوي لماذا لم يستخدم البحرة مكانته “الاعتبارية” لحل مشكلة السوريين بشكل عام، وخصوصاً أنهم يتعرضون للابتزاز من جانب النظام ويضطرون لدفع مبالغ مالية باهظة في سبيل استصدار الوثائق القانونية، وأضاف، أن “البحرة طلب مساعدة المكتب الأممي لحل مشكلة خاصة به”.

وحسب علاوي، فإن زيارة البحرة لقنصلية النظام التي تعتبر من الأفرع الأمنية للنظام، خطوة غير مدروسة منه.

ويتفق مع علاوي، الكاتب السياسي المعارض درويش خليفة، الذي انتقد عدم محاولة البحرة الاستفادة من هذه الحالة لمطالبة التدخل من قبل الأمم المتحدة بتسهيل وصول السوريين إلى واحد من حقوقهم الشخصية وهو جواز السفر، دون التعرض للابتزاز من قبل سفارات وقنصليات النظام السوري.

وقال لـ”القدس العربي”: على ما يبدو فإن المعارضة السورية تفقد احترام غالبية السوريين المناهضين لنظام الأسد، وخصوصاً أن الائتلاف كان قد سبق وأصدر جوازات سفر “مزورة” انتهت بالأشخاص الذين حصلوا عليها إلى الاعتقال من قبل أمن المطارات.

المصدر:  “القدس العربي”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى