الإئتلاف السوري: أميركا تريد هادي البحرة رئيساً..ماذا عن تركيا؟

عقيل حسين

يبدو أن الحديث عن حسم الأمور داخل الائتلاف الوطني السوري المعارض، في ما يخص المناصب الرئيسية فيه، مع اقتراب موعد الانتخابات بات محل شك، مع تصاعد الأصوات الرافضة للآليات التي تجري بها هذا الانتخابات وكذلك الأسماء المرشحة.

صفقة دولية!
فقد هاجم الرئيس الأسبق للإئتلاف، أحمد معاذ الخطيب، المرشح الحالي للرئاسة هادي البحرة بشكل غير مباشر، واتهمه بالاستقواء الخارجي.

الخطيب في تغريدة له قال فيها أن “أحدهم يدعي أن دولة كبرى تريده رئيساً للائتلاف، وهذا غير صحيح بالمرة، وهذا السبب بالذات يستدعي رفضه وسيحصل بموقف شجاع من الأعضاء”.

تغريدة جاءت رداً على ترويج مقربين من كتلة ال”جي-فور” بالإئتلاف أن عودة هادي البحرة لمنصب الرئيس جاء بتوافق أميركي-تركي.

وإلى جانب هذا المنصب، شملت الصفقة بين ال”جي فور” وكتلة الاخوان المسلمين والمجلس التركماني، أقوى مكونات الإئتلاف حالياً، اختيار هيثم رحمة (إخوان) نائباً للرئيس، وعبد المجيد بركات (المجلس التركماني) أميناً عاماً.

ترتيب أثار حنق أعضاء آخرين في المؤسسة، بينهم نصر الحريري وهو رئيس سابق للإئتلاف، ونائب الرئيس الحالي ربا حبوش، الذين وجهوا رسائل للهيئتين العامة والسياسية طالبوا فيها “بمنع تمرير هذه الصفقة، وإجراء انتخابات شفافة تضمن عدم تكرار ما حصل خلال الأعوام الأخيرة الماضية”.

لكن المطالب والنقد الحاد الذي حملته رسائل المحتجين المتهمين بتسريب رسائلهم للإعلام، لاقت انتقاداً أيضاً، حيث تساءل الكثيرون عن سبب خروج هؤلاء عن الصمت الآن بعد أن باتوا خارج الحسابات الانتخابية.

واقع بائس

الباحث في “مركز جسور للدراسات” وائل علوان أكد أن هذا الجدل وما يتم الترتيب له داخل الائتلاف يعتبر استمراراً لواقع بائس كرسته مكونات المؤسسة خلال السنوات الماضية.

وقال في تصريح ل”المدن”: إن أداء المعارضة الرسمية أشخاصاً ومؤسسات هو جزء من سمعة المعارضة السورية السيئة والحالة المزرية التي وصلت لها، وهذه الترتيبات تعني أن مؤسسة الائتلاف لا تمثل الرؤية والأهداف الوطنية للشعب السوري.

وأضاف: “مع اقتراب الانتخابات الرئاسية، ينتشر كما العادة منذ سنوات اسم رئيس الائتلاف الجديد ونوابه وأعضاء الهيئة السياسية على أنه تم تكليفهم من الدول، ثم فعلاً تحدث مسألة تبادل الطرابيش، وهذا يجعل الائتلاف في نظر الشعب السوري أسوأ من النظام الذي يدعي معارضته”.

استجداء الدعم
علوان يرى أن الاحتجاجات الداخلية من قبل أعضاء في المؤسسة، وكذلك محاولات استقطاب هؤلاء الأعضاء تأييداً لموقفهم ومطالبهم من قبل شخصيات مؤثرة يأملون أن تضع ثقلها لعرقلة هذه الصفقة، محاولات لا تمتلك حظوظاً كبيرة بالنجاح.

لكن مع ذلك يعتقد البعض بأن تمسك هادي البحرة بمنصب رئيس وفد المعارضة لمفاوضات اللجنة الدستورية من جهة، وعدم اتفاق وزارة الخارجية وجهاز الاستخبارات التركي على فرضه كمرشح للرئاسة حتى الآن من جهة ثانية، من الممكن أن يفشل صفقة الكتل الرئيسية في الائتلاف.

وإلى جانب الاخوان والمجلس التركماني، يتكون الائتلاف من: المجلس الوطني الكردي وممثلي الفصائل وكتلة المجالس المحلية ومجلس العشائر والقبائل، ورابطة المستقلين الكرد، والمنظمة الآثورية، وتيار المستقبل، والتيار الوطني، بينما تمثل كتلة ال”جي-فور” الشخصيات الأربع الأكثر فاعلية فيه حالياً، وهم: بدر جاموس وهادي البحرة وأنس العبدة وعبد الأحد اصطيفو.

المصدر: المدن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى