من المقرر أن يستبق المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسن انطلاقة الجولة السادسة من محادثات الدستور السوري في جنيف، باجتماع الأحد، مع الرئيسين المشتركين للجنة الدستورية، هادي البحرة، وأحمد الكزبري، وذلك للاتفاق على المبادئ الدستورية التي ستتم مناقشتها في الجولة التي تبدأ أعمالها الاثنين.
ويعوّل وفد المعارضة على الجولة السادسة لكونها مخصصة لمناقشة المبادئ الأساسية الدستورية، أي النصوص التي تشكل صلب الدستور، بعيداً عن الخوض في مسائل ليست من صلب الدستور، كان وفد النظام قد أغرق بها كل نقاشات الجولات الخمس السابقة.
وعلمت “المدن” من مصادر مطلعة أن الجولة السادسة ستبحث في تحديد موعد الجولات المقرر عقدها قبل نهاية العام 2021، إلى جانب بحث خطة عمل اللجنة الدستورية، بعد بحث المبادئ الأساسية الدستورية، المقترحة من الوفدين.
وعن التزام وفد النظام بجدول الجولة، تلقي المعارضة مسؤولية ذلك على عاتق الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص بيدرسن الذي ذكر محددات الجولة خلال إحاطته الأخيرة التي قدمها أمام مجلس الأمن.
ويقول عضو “اللجنة الدستورية” عن المعارضة يحيى العريضي إن الجديد في الجولة السادسة أن المباحثات ستركز على النصوص الدستورية، وليس على مرافعات بلا قيمة. ويضيف ل”المدن”، أنه من المفترض أن تبدأ الجولة بنقاش المبادئ الدستورية، مثل السلطات وفصلها، وتحت هذا الباب تندرج عشرات المواد الدستورية.
وفي إطار تحضيرات وفد المعارضة للجولة السادسة، عُقد مؤتمر في مدينة غازي عنتاب التركية، برعاية وحدة دعم الاستقرار، ومشاركة بعض اعضاء اللجنة الدستورية عن المعارضة السورية، وبحضور للخارجية الأميركية بصفة مراقب، ووفود رسمية من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وكندا.
وتركزت النقاشات في المؤتمر الذي استمر على مدى ثلاثة أيام على مناقشة المقترحات التي يجب تضمينها بالدستور، وفي مقدمتها شكل الدولة ونظام حكمها “شبه الرئاسي”، ودين رئيس الدولة، ومصدر التشريع.
ويبدو أن المقترحات التي تمت مناقشتها قد أثارت حفيظة بعض الأطراف الكردية التي هاجمت المقترحات، وتحديداً عند الحديث عن عروبة الدولة، حيث جاء في أحد المقترحات أن “عاصمة الجمهورية العربية السورية هي دمشق”.
ورداً على ذلك، اتهم الكاتب السياسي الكردي شاهين أحمد، أعضاء المؤتمر ب”التعصب القومي”، متسائلاً في مقال له، عن “الخلاف بين المقترحات هذه ورؤية البعث؟”، وقال: “نريد دولة متعددة القوميات والثقافات والأديان والمذاهب”.
وخاطب أحمد المؤتمر قائلاً: “ما المبرر في حصر الرئاسة وحشرها في مستنقع الخلافات الدينية والمذهبية طالما أن سوريا بلد متعدد القوميات والأديان والمذاهب، وبأي حق تسعون لحرمان أنصار ومعتنقي بقية الأديان، وكذلك ما مدى تطابق هذا البند مع مبدأ تكافؤ الفرص، والمساواة في الحقوق والواجبات”.
الكاتب والمحلل السياسي درويش خليفة، دعا وفد المعارضة إلى استقطاب المكون الكردي السوري، الذي يبحث عن خصوصية من خلال الحديث عم اللا مركزية، ما يعني وفق خليفة أن توجه أي وفد (المعارضة، النظام) لاستقطاب المكون الكردي، يعني حكماً الحديث أولاً عن شكل الدولة في الجولة المقبلة.
من جانب آخر رجّح خليفة خلال حديثه ل”المدن”، أن يركز وفد المعارضة على مبدأ فصل السلطات، بعد تقسيمها إلى سلطات تنفيذية وتشريعية وقضائية، بعدما كان بيدرسن قد اقترح على الوفود بحث نصوص مبادئ الدستور (نص واحد كل يوم)، على أن يخصص يوم من الجولة للمناقشة العامة، وتقييم نقاط الخلاف بين المشاركين.
ويبدو أن مهمة اللجنة الدستورية لن تكون سهلة، في ظل التباين الكبير بين الوفود، وفي ظل المطالب الكردية بتضمين مواد دستورية تضمن خصوصيتها الثقافية والقومية.
المصدر: المدن