شتاء قاس ينتظر السوريين: هبوط المساعدات مقابل تزايد المعاناة

عدنان عبد الرزاق

تزداد معاناة اللاجئين السوريين مع قرب فصل الشتاء، ويصف الناشط الإغاثي من مخيم “روحين” بمحافظة إدلب محمود عبد الرحمن، المشهد العام في سورية بـ”المأسوي”، إذ “تراجع حجم المساعدات الإغاثية الدولية للاجئين ونوعيتها، وكثرت المنظمات وازداد معها الفساد”، ما ينذر بكارثة إنسانية خلال الشتاء المقبل.

يقول عبد الرحمن لـ”العربي الجديد” إن اللاجئين في المخيمات يتلقون شهرياً سلة غذائية وزنها نحو 50 كيلوغراماً من الأرز، والسكر، والحمص، والعدس، والمعكرونة، وأحياناً سلة نظافة لا يزيد سعرها عن 50 ليرة تركية (نحو 6 دولارات)، وقلة من اللاجئين بالمخيمات، تصل إليهم مساعدات مالية، ما بين 50 و100 دولار، لكنها عشوائية وانتقائية على حسب المنظمة المتكفلة بالمخيم، شارحاً أنه بالسابق كانت العشوائية والانتقائية تسيطر على آلية وحجم توزيع المساعدات، لكن أخيراً تمت تسمية “إدارة للتنمية” في هيئة تحرير الشام، لضبط المساعدات وتوزيعها.

ويضيف عبد الرحمن أنه “لا توجد أي تحضيرات في ما يتعلق بمساعدات الشتاء، لا مشتقات نفطية أو لوازم للمخيمات”، ما ينذر برأيه بأزمة كبيرة كما العام الماضي، “من غرق المخيمات وزيادة المشردين والفقر والجوع”.

وحول النازحين خارج المخيمات، يؤكد عبد الرحمن أن “الوضع تغيّر” ولم تعد المنظمات الدولية تتكفل بهم “عدا أسر الشهداء والأرامل” إذ يوجد “مكتب للشهداء” يمول أممياً ومن مساعدات المغتربين السوريين.

والحال ينسحب على مناطق سيطرة نظام بشار الأسد، إذ لا تصل إليهم المساعدات الأممية رغم ارتفاع الأسعار وزيادة تكاليف معيشة الأسرة السورية عن 1,2 مليون ليرة شهرياً، في حين لا يتجاوز الراتب الشهري 72 ألف ليرة سورية.

عدد كبير من المساعدات، خاصة المالية، المخصصة لمناطق سيطرة النظام، يستولي عليها المقاتلون، وأحياناً تباع في مؤسسات الدعم الحكومية

وتشير مصادر متطابقة لـ “العربي الجديد” إلى أن عدداً كبيراً من المساعدات، وخاصة المالية، المخصصة لمناطق سيطرة النظام، يستولي عليها المقاتلون، وأحياناً تباع في مؤسسات الدعم الحكومية.

وتتزايد التحذيرات الأممية، من شتاء كارثي سيمر على السوريين، في ظل تراجع حجم المساعدات الإنسانية وزيادة الأسعار 35 ضعفاً إلى جانب شح المشتقات النفطية والانقطاعات المتكررة للكهرباء، ما رفع نسبة الفقر إلى أكثر من 90% ووصول عدد المحتاجين لمساعدات عاجلة إلى 13.4 مليون شخص، بحسب تنسيقية الإغاثة بالأمم المتحدة.

ويرد الاقتصادي السوري، عماد الدين المصبح تراجع الالتزامات الدولية، إلى طول فترة الحرب ودخول دول أخرى على قوائم الجوع والكوارث مثل لبنان وأفغانستان ودول أفريقية، داعياً إلى حل أسباب الأزمة وليس الغرق بنتائجها إذ إن “سبب المجاعة في سورية ليس اقتصادياً أو قلة موارد وإنتاج، بل سببها سياسي يشترك العالم بتأزيمه”.

المصبح: مانحو مؤتمر بروكسل هذا العام (50 دولة و30 منظمة إنسانية) تعهّدوا بتقديم 6.4 مليارات دولار، فيما الالتزام والدفع لم يزد عن ملياري دولار

ويشير المصبح في حديث لـ”العربي الجديد” إلى أن الدول المانحة تتعهد خلال المؤتمرات بتقديم المليارات إلا أنها لا تلتزم بما تعد به.

ويلفت إلى أن المانحين في مؤتمر بروكسل هذا العام (50 دولة و30 منظمة إنسانية) تعهّدوا بتقديم 6.4 مليارات دولار، فيما الالتزام والدفع لم يزد عن ملياري دولار، و”حتى اليوم تتدخل القرارات السياسية وتضارب المصالح على الأرض السورية بحجم المساعدات، والأهم، تنفيذها”.

 

المصدر: العربي الجديد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى