السويداء: حركة “رجال الكرامة” تصر على إبعاد الفلحوط

لم تستقرّ الأوضاع بعد في السويداء، رغم قيام حركة “رجال الكرامة” بتخفيف انتشار قواتها في المحافظة، وفك الطوق الأمني الذي فرضته على بلدة عتيل، مركز مليشيا راجي الفلحوط المدعومة من النظام، وسط غموض يكتنف إمكانية خروج الفلحوط من المحافظة، استجابة للشرط الذي حددته “رجال الكرامة”.

وفي آخر التفاصيل، أكدت مصادر “المدن” أن حركة رجال الكرامة لا زالت مصرة على شرط خروج الفلحوط من المحافظة، مشيرة إلى أن الحركة رفضت قبول الاعتذار منه، رغم التعهد بإعادة السلاح الذي تمت مصادرته من عناصر يتبعون ل”رجال الكرامة”.

وأوضحت المصادر أن الفلحوط طالب وجهاء من السويداء بالتدخل لفض النزاع مع “رجال الكرامة”، بعد محاصرة عتيل من قبل الحركة.

وأوضح الناشط نورس عزيز من السويداء ل”المدن”، أن الحركة أهدرت دم الفلحوط وخيرّته بين الخروج من السويداء، أو تسليمه للقضاء بعد تسليم كل سلاحه وأفراد مجموعته.

وأبلغ الفلحوط رجال الكرامة، وفق عزيز، بأنه يفضل خيار الخروج من السويداء نهائياً، “حتى الآن الأمور غير واضحة، وغالباً لن يتم تنفيذ هذا الشرط، لأن الفلحوط لن يغادر بسهولة بلدته، رغم إعلانه الاستعداد لذلك”.

وتُتهم مليشيا الفلحوط بارتكاب تجاوزات وجرائم سطو واختطاف مدنيين وتنفيذ اغتيالات لتهديد السلم المجتمعي، بدعم وتنسيق مع فرع “الأمن العسكري” التابع للنظام.

وأوضح مصدر من السويداء ل”المدن”، رداً على سؤال لماذا لا يقوم النظام بحماية الفلحوط، أن النظام “أكد لمشايخ الطائفة الدرزية، أنه غير مسؤول عن الفلحوط، لأن جرائمه كبيرة وعليه عشرات الدعاوى الشخصية”.

وقال المصدر إن “النظام ليس بهذه الدرجة من الغباء، ليعلن حمايته لمجرم، وكل ما في الأمر أن الفلحوط كان ينفذ الأجندات المطلوبة منه، أي عمليات الاغتيالات والسطو لإثارة الفوضى، والآن يبدو أن دوره قد انتهى”.

وبذلك، يستبعد المصدر أن يغادر الفلحوط من السويداء نحو دمشق، لأن ذلك سيجعله عرضة للمحاكمة والمحاسبة من قبل النظام الذي لن يفوت فرصة محاكمته، لأنها ستزيد من شعبيته في الوسط المحلي في السويداء.

وفي السياق، أكد المصدر أن فك الطوق الأمني من قبل “رجال الكرامة” عن بلدة عتيل، لا يعني انتهاء التوتر، مؤكداُ عن لسان مصادر من داخل الحركة، أن “فك الطوق الأمني وتخفيف الانتشار العسكري، هو إجراء مؤقت، بانتظار خطوات جديدة، سيتم الإعلان عنها لاحقاً”.

وكان مقاتلو حركة “رجال الكرامة”، قد حاصروا الثلاثاء، فرع الأمن العسكري في السويداء، وأغلقوا كذلك الطرق المؤدية إلى بلدة عتيل شمال المحافظة، بسبب قيام عناصر مليشيا الفلحوط، باعتراض طريق عناصر منها.

وجاء ذلك، إثر توتر ساد السويداء على خلفية اختطاف مدنيين وإطلاق نار في الشوارع من مليشيا الفلحوط، ما تسبب بسقوط ضحايا، واشتباكات مع فصيل “قوة مكافحة الإرهاب” الذي تم تشكيله مؤخراً من أبناء المدينة، لضبط الأمن.

المصدر: المدن

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى