كتب الشاعر والمترجم السوري رفعت عطفة خبرا وتغطية لمجموعة الشعر الثامنة باللغة الاسبانية. للشاعر حسان عزت.
قدم له برؤية حول الحرب الدائرة في سورية والتي اندلعت بسبب مطالب شعبيةعادلة والتي لا مصلحة لأدوات الصراع فيها بإنهائها، بل باستمرار الحرب والتقسيم، وظروف الحياة الني لايمكن تحملها مادفع إلى هجرة المفكرين والشعراء الذين هم ضد الحرب ومع إنهائها . مايجعلهم يتغنون بدمشق وجمالها وقيمها.
وهنا مقالته وكيف يرى المشهد هو ورؤيته في السباعية والتجربة وصاحبها:
حسّان عزّت: سباعية خلق. دار العوام، السويداء. سورية 2021
عشر سنوات من الحرب المسماة أهلية، مع كلّ عناصرها الدولية والإقليمية لمْ تنتهِ في سورية. وهي البلد المجزأ للأسف بفعلِ القوى الأجنبية، وكثير من القوى الداخلية التي تحافظ على هذه التجزئة، والتي لاتسعى وليس لديها أيّ مصلحة في التوصّل إلى حلّ يُرضي روح الاحتجاجات الشعبية التي يسميها بعضهم ثورة، وآخرون تمرّداً ومؤامرةً. وكان ذلك الحراك، البعيد عن أيّ اصطفاف، انتفاضة عادلة ضدّ تمادي الشرطة السرّية( الأمن) وتطالب بالعدالة والكرامة، وحيث تفجر الحراك الشعبي فب اوائل 2011 مطالباً بالإصلاحات، ثم تحولت االامور إلى صدامات ومواجهات مسلحة تغذيها القوى الاستعمارية الغربية، تركيّا والعربية السعودية و( وايران وروسيا) وبلدان أخرى..
وهو مااضطر غالبية الكتاب إلى مغادرة مناطق الصراع، واضطرّ آخرون لمغادرة البلد خوفاً من انتقام هؤلاء وأولئك نظراً لموقفهم الواضح ضدّ عسكرة الاحتجاجات أو ضد هذه أو تلك المجموعات المتصادمة.
وكان الشاعر حسّان عزّت واحداً من الذين اضطرّوا لأن يغادروا البلد، مختارا(منفاه) وفي جعبته ستة مجموعات شعرية: شجر الغيلان في البحث عن قمر ، دار ابن رشد بيروت 1981؛ تجليات حسان عزّت –بيروت ، الدار العالمية 1983، زمهرير بيروت 1986، جناين ورد، ومجنون الورد، وكتاب بيني وبينك ويضم مختارات من الزوايا اليومية التي كتبها في صحيفة تشرين اليومية السورية، اثناء عمله محررا ثقافيا رئيسا فيها بيروت دار عطية 1998
َمجموعة حواري الورد، حاصلة على جائزة أنجال هزاع لشعر الأطفال عام 2002، وقائمة طويلة من المقالات والدراسات في الصحافة السورية والعربية. ليعمل بعدها في الصحافة الثقافية الاماراتية، مديرا لتحرير عدد من المجلات الأدبية المرموقة، ويشارك في مهرجانات ثقافية وشعرية عربية وعالمية..
وفي عام 2021 ظهرت مجموعته الشعرية (سباعية خلق) وهي مجموعة مؤلفة من عشرين قصيدة ، اثنتان منها كتبهما في دمشق قبل مغادرته لها: قطار، وكرنفال الأميرة، وثماني عشرة قصيدة كتبها في دبي حيث استقرّ منذ اضطر لمغادرة البلد.
سباعية خلق:
يعكس عنوان المجموعة بكثافة سباعية خلق موضوعات أشعاره السابقة، ذلك أنّنا أمام عنوان يُكرّس الشاعر العاشق للمكان: العاشق لدمشق، بسماواتها السبع، بأيام خلقها السبعة، بأبوابها السبعة وأنهارها السبعة التي تجعل منها فردوساً يبقى الشاعر عاشقاً لها مثل الأميرة التي لا تشيخ أبداً. القصيدة الأولى ، التي كتبها كما أسلفنا في دمشق قبل مغادرته لها، تعكس الحيرة والقنوط الذي يتمكّن من الشاعر وهو يبحث عن مكان له في الوجود ومحطة يركن إليها:
أروح وأجيء ولا أصل أبداً،
أروح وأجيء على خطوط الزمان
أنا القطار المُتعَبُ
من أوّل العمر وحتى الانفجار..
بلى هو القطار الذي لا يصل أبداً.
وتظل دمشق نشيد إنشاد كامل عنده،
أميرة ككل الأميرات معتادة على أن تصل متأخّرة.
القصيدة الأولى المكتوبة في دبي، 2006 ، ترنيمة نقّار الخشب وهي نشيد كامل مكتوب على على إيقاع نقر نقار الخشب ، لذي يصير إيقاع للقيثارات، والرقصات والغناء الذي يخصّ به الشاعر، حارس الغابة، حبيبته التي لا تشيخ ويعاتب ويطلب ألاّ تنقر في روحه:
لا تنقري في الروح يا صبية
لا تنقري في الروح…..
يقولون كان حارس الغابة البعيدة يعلّق قنديلَه على الأشجار،
ويُصلي في ليالي العتمة و الريح… تعالي… تعالي…
و يقولون أنه كان يبرّح به الشوق و الوجد يضنيهَ..
نستطيع أن نقول دون أن نتعمّق في الديوان إنّه ديوان يستحق أن يُقرأ ويُترجم إلى الإسبانية
علما أن عددا من قصائده ترجمت إلى الفرنسية، والانكليزية، وإلى البولندية وغيرها .
المصدر: Idearabia إيديارابيا