علاء الدين مهايني كاتب سوري هذا أول عمل روائي أقرؤه له. دمشق بعد منتصف الليل رواية تتناول واقع مجموعة من أبناء دمشق في فترة زمنية من نيسان ٢٠١٣م، وتمتد حتى حزيران العام الحالي ٢٠٢١م.
تعتمد الرواية أسلوب الفصول المتتابعة التي يتناوب على منصة السرد فيها واحد من الشخصيات الرئيسية في الرواية؛ أغيد وتوليب وابريل ويوسف وهناك شخصيات أخرى مكملة للحدث الروائي.
أغيد المسلم ابن مدينة دمشق نحّات غير مهتم بالذي يحصل في سورية من تظاهر وغيره. على علاقة مع توليب المسيحية الفتاة الدمشقية الأخرى، يعيشان علاقة حب عميقة، أبريل الأخت التوأم لـ توليب والدهما الدكتور وليد، ابريل تعزف على إحدى الآلات الموسيقية ولها سمعتها، يرافقها بالعزف يوسف المسيحي أيضا وبينهما علاقة حب. الكل منهمك بحياته الخاصة وصلتهم بالوضع العام، الثورة، التي تحدث في سورية شبه معدوم. تأتي راحيل وهي فتاة سورية مستقرة في أوروبا، تعمل مع الدكتور وليد، وتطلب من أغيد أن يصنع لها نحتا على شكل رأس فتاة وينتهي بجسم ذئب، وعرضت عليه مبلغا كبيرا من المال، كان ذلك فرصة له، صنع التمثال واتفق مع راحيل على تسليمه لها في دمشق القديمة، وفي الطريق يصادف مظاهرة صغيرة ضد النظام ممن كانت تتواجد في مواقع مختلفة في احياء دمشق، وفي ذات وقت التلاقي يهاجم النظام المظاهرة، ويقع التمثال على الارض ويتكسر، ويعتقل اغيد مع آخرين. استمر اعتقاله شهرا ونصف لقد خرج لانه اكد انه لا علاقة له بالتظاهر. استفاد د.وليد من ذلك لمنع أغيد من اللقاء بتوليب بحجة أنه متورط بمعارضة النظام ووالدها لا يريد أن يكون لابنته أي علاقة بذلك، هذا غير اعتراضه الأساسي على العلاقة لأن أغيد مسلم وتوليب مسيحية. لكن أغيد وتوليب لا ينقطعان عن التواصل. كذلك تم إلقاء بعض قذائف الهاون على دمشق وأصيبت أبريل ويوسف حيث كانا قد خرجا من حفل موسيقي أجرياه في دار الأوبرا، قطعت بعض أصابع يوسف وفقأت عينه. كان ذلك كارثيا عليه. عمل د. وليد للخروج من سورية الى لبنان هو وابنتيه ويوسف. ومن هناك الى اسطنبول ومنها إلى أوروبا. بقي أغيد في دمشق وقرر عدم المغادرة، رغم الظروف السيئة التي وصلت بها الحال فيها. بقي على تواصل مع حبيبته توليب.
تبين بعد ذلك أن د. وليد وابنته أبريل على علاقة مع فرقة ذات دعوى شبه دينية، يسمون العارفون، يمتدون في جميع أنحاء العالم، ويعملون لظهور المسيح الدجال في دمشق بعد خرابها،ومن بعد ذلك يأتي المسيح لدمشق ايضا لينشر العدل والخير. لقد اعتبر جماعة العارفين ان ما يحصل في دمشق هو مقدمة لظهور المسيح الدجال وبعده المسيح المخلص، ويظهر وكأنهم يدعمون حصول ما يحصل في دمشق. وكان تخطيطهم أن يكون يوسف هو المسيح الدجال وأغيد هو المسيح المخلص. عملت أبريل ووالدها لتنفيذ الخطة وقلبت حياة الجميع رأسا على عقب، أنهت حب توليب وأغيد وقضت على حبها ليوسف، تزوجت من أغيد، استخدمت راحيل بخطتها. واحضرت يوسف إلى دمشق ليظهر كمسيح دجال. قادت مع جماعة العارفين حملة تبشير كبيرة وجعلته الحدث العالمي. وهناك ظهر يوسف المسيح الدجال وحضر أغيد المسيح المخلص وقتله وهكذا توج أغيد المسيح المخلص… كان ذلك في حزيران ٢٠٢١م.
تنتهي الرواية هنا لكن الكاتب يترك الاحتمالات مفتوحة بأن كل ما قيل هو احتمالات لوقائع قد تكون مختلفة حول ما حصل ونعود مجددا إلى نقطة الصفر. ما هي الحقيقة بالضبط ؟ !!. ونحن ما زلنا في عالم الرواية…
في التعليق عليها نقول:
نحن أمام رواية كتبها عاشق لدمشق فكل مقطع وفصل هناك غزل ما بدمشق وما فيها…
كما أننا نحن أمام رواية لا تمس الواقع الذي عاشته سورية ودمشق في أهم سنوات عاشتها سورية في عقودها الأخيرة. سواء بوقعها المجتمعي وأبعادها المستقبلية، ثورة على الظلم والاستبداد والفساد، بلاد مدمرة، ملايين مشردة ، مئات الآلاف من الضحايا والمصابين والمعاقين…؟ !!. كل ذلك غائب بالمطلق.
في الرواية اشارة لمؤامرة كونية وراءها دعوة دينية أصلها يهودي مسيحي، يقصد تدمير دمشق… هو تفسير آخر…
الرواية تصنع عالما موازيا للواقع ومختلفا عنه، تغرق في ذاتية ابطالها واحلامهم وهواجسهم واوهامهم…
لم التقط في الرواية أي رسالة نحتاج أن تصلنا نحن القراء. اللهم الا اننا نحب دمشق. وهذه بديهية لا تحتاج لكتابة رواية… سورية ودمشق وطننا وهويتنا وذاتنا المفقودة.
لم يكن المطلوب عيناً ناقدة تقرأ الرواية لترى حقيقتها
بل تحتاج إلى عين شخص يملأه الحنين لدمشق ..او أنثى تشعر أنها معنية بكلمات الغزل
الناقد قد في الرواية عن سرد قصصي نمطي ..وأن تخرج عن النمط الذي يتوقعه هو ما جعل الرواية بنظره لا توصل رسالة ..
واسأل الناقد هنا ..بانتظار غودو الرواية الشهيرة ..هل روت رواية مشوقة بأحداث وحبكة وإثارة..كانت حبكتها الملل ..وأوصلت رسالتها عن ملل الانتظار
كتابات سعد الله ونوس الشهيرة ..هل كنت تبحث عن الرسالة عندما قرأتها ..كنت فقط مستمتعا أن تقرأ..
جرب أن تقرأ لتستمتع لا لتبحث عن الشكل النمطي للرواية ..ستجد الرسالة بين السطور ..ويا للعجب رسالة تخص كل قارئ لوحده ..